عدنان بن محمد أمين كاتب رئيس مجلس إدارة المؤسسة الأهلية لمطوفي حجاج جنوب آسيا
الحديث مع وعن شخصية تنقلت في أكثر من مكان وسجلت نجاحا وأحدثت أثرا في كل موقع شغلته أو انتقلت إليه هو حديث عن فكر وخبرة أكثر مما هو حديث عن (ذات) لأن الناجحين يتحولون إلى انموذج بعطاءاتهم وانجازاتهم أكثر مما هم مجرد مسميات وشخوص.
وعدنان بن محمد أمين كاتب رئيس مجلس إدارة المؤسسة الأهلية لمطوفي حجاج جنوب آسيا هو واحد من تلك الشخصيات اللامعة التي حولت الحضور المهني والعملي إلى مرحلة إبداع وتميز.
وحين نطوف في أجندة الكاتب نجدها مليئة بالاشراقات التي أضاءت في مسيرته العلمية والشخصية، يكفيه انه حول مع مجموعة الرجال الذين معه مؤسسة جنوب آسيا إلى منارة خدمية حضارية نالت جائزة مكة للتميز وجائزة الجودة العالمية وعدد من الجوائز وتحولت من مؤسسة مهنية مجردة إلى مؤسسة مجتمعية تفاعلية ديناميكية.
وقبل الطوافة فهو قيادي تربوي له بصماته الواضحة وذكره العطر حتى الآن في كلية المعلمين بمكة المكرمة.
وهو سعيد بما وفقه الله إليه ويعتزعلى المستوى الشخصي بما يلقاه من تقدير ويأتي في الطليعة نوط الحج الذي تسلمه من سمو النائب الثاني.
باختصار نحن أمام شخصية ناجحة بكل المقاييس، جمعت بين المهنية الرائعة والخلق الرفيع.
فلنقترب من هذه الشخصية ونعبر أسرارها بشكل أعمق.
الحكاية الأولى
• السطر الأول من الحكاية الأولى لتكوين ملامح أي شخصية تكمن تحت سقف تظله روابط وعلائق أسرية تتوحد وتتعدد .. إلى أي مدى كان التأثير الأسري في تكوين شخصيتكم؟
- مسقط رأسي كان في منزل متواضع مما يدل على أن والدنا لم يكن من أهل الثراء المادي ولكن حظه كان أوفر بالثراء الخلقي والأدبي، وقد انعكس ذلك على جميع أبنائه والحمد لله فاتصفوا بحسن الخلق وسعة الحلم ودماثة الصدر وتحصيل العلم والمعرفة بفضل حسن تربيته ورعايته لنا، ثم إن والدتي هانم بنت السيد محمد إبراهيم كتبي انتقلت إلى الرفيق الأعلى وعمري آنذاك لم يتجاوز الخمس سنوات الأمر الذي ترك في نفسي حزنا عميقا لفقدها لكن حرماني من والدتي في هذا العمر الغضَّ وحزني الشديد على فراقها أسهما بشكل إيجابي في صقل شخصيتي وتعميق نظرتي للحياة فشددت من أزري واعتمدت على نفسي لمغالبة أحوال وتقلبات الدنيا.
ذاكرة الزمان
• البيت .. الحارة، تعد فواصل البدايات التي لا تسقطها عجلة الزمن .. دعنا نقلب معكم شيئا من أوراق الزمن الجميل في ذاكرتكم عن المكان والناس؟
- في الحارة تفتحت عيناي على كثير من الأنماط الشعبية لاسيما في الشارع الذي كان يقع فيه منزلنا ويسمى شارع الهرساني ومعروف الآن بشارع الهجرة كان ارتباطي بأقراني حيث نذهب للحرم المكي الشريف لحفظ القرآن الكريم وتلقينا فنون القراءة والكتابة والتفسير والحديث والفقه على أيدي مشايخ مشهود لهم بالتقوى والصلاح من أمثال الشيخ محمد العربي والشيخ محمد أمين كتبي والشيخ محمد نور سيف والشيخ السيد علوي مالكي، وأذكر أنني كنت أتردد في الحارة على المنجرة الشهيرة التي كان يمتلكها الشيخ سراج ولي وتحلو لي مشاهدة العمال وهم يقومون بصنع الأخشاب وتصميمها في أشكال فنية رائعة، وفي الحارة كانت تشوقني عملية استخراج الماء العذب من بئر (الخرزة) التي كانت بجوار منزلنا وكنت أتابع طريقة جلب الماء من أعماق الأرض وحملها على ظهور الدواب والبغال ومن ثم حملها في عبوات من الصفيح من قبل السقا لأخذها للمنازل وكل هذه المشاهد شكلت في ذهني معاني
التعاون والعطاء والمثابرة والقناعة.
ذاكرة المكان
• وماذا في الذاكرة عن مكان لا زال يسكن مخيلتكم؟
- من أهم الذكريات التي سكنت الذاكرة ولم تفارقها أبدا المكان الذي هيأه لنا الوالد – رحمة الله عليه ونحن صغار وكان عبارة عن مقر نلتقي فيه بإخواننا وأصدقائنا ونتجاذب معهم أطراف الحديث ونتناقش في أهم القضايا الجارية حينئذ ونزاول فيه بعض الألعاب الترفيهية وهذا المقر عرف ( بمقعد بيت الكاتب) وقد استمر هذا المقعد وزاولت من خلاله نشاطا اجتماعيا وثقافيا مكثفا ولم أفارقه إلا مع نهاية المرحلة الدراسية وسفري إلى الولايات المتحدة الأمريكية لكن مقعد الكاتب واصل نشاطه وتطور إلى (ملتقى الأحبة) وهو ما يعرف اليوم بسبتية شقيقنا الأستاذ عبدالحميد كاتب أطال الله في عمره الذي استطاع إحياء رسالة ذلك المقعد في عام 1424هـ وأطلق عليه ملتقى الأحبة ويرمي إلى تحقيق أهداف ثقافية واجتماعية وتربوية وخيرية ذات ثوابت إسلامية سامية من أبرزها ترسيخ أخوة المؤمنين وتأصيل الثقافة والعادات المكية.
ابجد هوز
* الدراسة بفصولها ومراحلها تمثل جزءا من حكاية الإنسان وتاريخه .. ماذا عن رحلة التعليم فى حياتكم؟
- طبعاً وكما هو معلوم فإن بداية الدراسة لأبناء مكة المكرمة تكون بالحرم لدراسة القرآن الكريم وعلومه إضافة للغة العربية، ثم ينتقلون بعد ذلك إلى المدارس وهذا ما حدث معي حيث التحقت بمدارس الفلاح الشهيرة بمكة المكرمة ودرست بها المرحلتين الابتدائية والمتوسطة وعاما واحدا بالصف الأول الثانوي، ثم انتقلت إلى المدرسة العزيزية بمكة المكرمة وأمضيت فيها عاماً درست فيه الصف الثاني الثانوي ومنها انتقلت إلى الرياض حيث كان يقيم أخي الأكبر عبدالرحمن وأتممت بها دراسة الصف الثالث الثانوي بمدرسة اليمامة وحصلت على الشهادة الثانوية عام 1385هـ.
ثم انتقلت إلى كلية المعلمين بمكة المكرمة حيث التحقت بقسم التربية وعلم النفس بهذه الكلية التي كانت تتبع وقتها لجامعة الملك عبدالعزيز وحصلت منها على البكالوريوس في التربية وعلم النفس عام
1389 - 1390هـ وكنا أحد عشر طالبا منهم شخصيات بارزة حتى يومنا هذا.
معلمون وزملاء
• ومن هم المعلمون والزملاء الذين لا زالوا يسكنون ذاكرة عدنان كاتب إلى الآن؟
- هم كثر ولعل الذاكرة تسعفني لأتذكر صفوة الأساتذة في مدارس الفلاح وهم الشيخ محمد العربي التباني والشيخ محمد نور سيف والسيد علوي مالكي والشيخ حسن السناري – رحمهم الله – وكان هؤلاء العلماء الأجلاء يقومون بمهام التعليم والتدريس في الحرم المكي، كما كان يتربع على عرش إدارة مدارس الفلاح حينئذ السيد إسحاق عزوز - يرحمه الله - وهو من أبرز الشخصيات في المجتمع المكي وتقلد وكالة إمارة مكة المكرمة في إحدى الفترات المهمة وجاء بعده الشيخ محمد رضوان - رحمه الله - مديرا لمدارس الفلاح في مدرستي الفلاح والعزيزية، وأذكر على سبيل المثال الإخوة الدكتور سليمان غيث البركاتي والدكتور عبدالله حسن مصري، أحمد محمد سندي، مصطفى بوقري، صالح بدر، حسن رمضان، خالد مصلي، عبدالعزيز عابد، علي ياسين عبدالمجيد، عبدالقادر يماني.
أما الزملاء في مدرستي الفلاح والعزيزية فمنهم على سبيل المثال الإخوة الدكتور سليمان غيث البركاتي والدكتور عبدالله حسن مصري، أحمد محمد سندي، مصطفى بوقري، صالح بدر، حسن رمضان، خالد مصلي، عبدالعزيز عابد، علي ياسين عبدالمجيد، عبدالقادر يماني.
وأما في المرحلة الجامعية بكلية التربية أتذكر الدكتور عبدالرحمن الدايل مدير عام الكليات المتوسطة ومركز العلوم والرياضيات سابقا والإعلامي الراحل محمد صادق دياب – رحمه الله – والأستاذ عبدالجبار أحمد ظفر والأستاذ عبدالرزاق جمال بدوي والأستاذ عبدالرحمن الغامدي والدكتور منصور أبو لبن والأستاذ فاضل فلمبان والأستاذ محمد أحمد سندي والأستاذ حسني ساعاتي والأستاذ كمال صالح عبدالحي ... وغيرهم
الجامعة .. بوابة الحياة
• المقعد الجامعي والحياة الجامعية في ذلك الوقت ماذا كان يميزها؟
- أهم ما يميز الجو الدراسي الجامعي في ذلك الزمان هو حرص الطلاب الشديد على التحصيل الأكاديمي والجدية والمثابرة واحترام الأساتذة والاعتماد على النفس وعدم التواكل على الآخرين وكان طالب الأمس مهيأً لتحمل الأعباء والمسؤوليات وبعيداً عن صغائر الأمور، وقد كان المقعد الجامعي عبارة عن منصة ينطلق منها الطالب بنجاح في دروب الحياة وتشعباتها.
البداية بدرجة مربي
• بعد تخرجكم من الجامعة بالتأكيد بدأتم الخطوة الأولى فى الحياة العملية .. من أين كانت البداية؟
- في العام الذي تخرجت فيه تم توجيهي لتعليم مكة المكرمة لأعمل مدرساً لمادة التربية وعلم النفس وذلك بموجب خطاب وكيل وزارة المعارف ثم باشرت عملي في معهد المعلمين بمكة المكرمة بتاريخ 25/7/1390هـ وكان مديره حينئذ الأستاذ عبدالحميد خياط – يرحمه الله – ووكيله الأستاذ منصور سليم الدين للشؤون الفنية والأستاذ عبدالله بن همام - يرحمه الله - للشؤون الإدارية وقد كان تعييني على وظيفة مدرس بالمرتبة الخامسة براتب وقدره (975) ريالاً بموجب قرار معالي وزير المعارف.
• كم من الزمن قضيته بالمعهد؟
- قضيت أكثر من ثلاثة أعوام حيث امتدت فترة عملي ما بين 25/7/1390هـ إلى 4/11/1393 هـ واذكر في هذا التاريخ صدر قرار وزاري بابتعاثي إلى الولايات المتحدة الأمريكية للحصول على دورة تدريبية لمدة عشرين شهرا، وفي هذه الفترة التي سبقت ابتعاثي التحقت بمشروع أقامته الدولة للارتقاء بمستوى معلمي التعليم الثانوي كبرنامج متكامل على شكل دورات تدريبية على مستوى المملكة لابتعاثهم إلى الولايات المتحدة الأمريكية، وقد أشرف على هذه الدورات صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن عبدالله الفيصل بن عبدالعزيز وكيل وزارة المعارف للشؤون الفنية حينئذ.
ثم ماذا بعد
• في كلية المعلمين لا زلنا نذكر اسم (العميد) .. حدثنا عن هذه الفترة؟
- طبعاً تم هذا بعد عودتي من أمريكا وحصولي على درجة الماجستير في علم النفس وشهادة التخصص في الإرشاد النفسي فقد تسلمت عمادة الكلية المتوسطة ومركز العلوم والرياضيات بمكة المكرمة عام 1402هـ خلفاً للأستاذ إبراهيم مناع وقد جئت إلى هذا الموقع أحمل خبرات إدارية متدرجة بدأت منذ نعومة أظفاري كما ذكرت مع والدي يرحمه الله مروراً بسنوات الدراسة ثم الابتعاث والعودة مجدداً إلى الوطن، ثم رئاستي لقسم التربية وعلم النفس، ثم وكيلا للكلية حتى وصلت قمة الهرم الإداري في هذا الصرح العلمي الشامخ وقد وضعت نصب عيني في تلك الفترة تحقيق الاستقرار النفسي لمنسوبي الكلية حيث سعيت لأن يكون العاملون على درجة من الاستقرار والثبات في العمل وأن يعمل الجميع بروح الفريق الواحد مع عدم التفرقة بين معلم وآخر إلا بما يقدمه من عطاء مع رصد حوافز للمجيدين وبث روح التنافس الشريف بين العاملين واعتقد أن هذا النهج أدى إلى إعداد جيل من المعلمين تمكن من القيام بأعباء الرسالة وكانت وما زالت لبعضهم أدوار مشهودة ومؤثرة وبصمات واضحة في حقل التربية والتعليم.
التجربة الإدارية
• خلال عملكم اكتسبتم كماً من التجربة الإدارية الناجحة كيف تقيمون هذه التجربة؟
تجربتي الإدارية في الحياة عبارة عن منهج وضعته بمعاملتي لا بقلمي ورسمته بعملي لا بأقوالي ولم أدون هذه التجربة في كتاب خاص لكنها عبارة عن تلاقح تجارب ومدارس إدارية متعددة أفادتني في حياتي العملية وقد عرَّفه بعض الذين رافقتهم في رحلة الحياة بمنهج (عدنان) وأنا أتشرف بذلك وهم يؤكدون أن هذا المنهج الذي سرت عليه والتزمت به هو الذي يكوِّن شخصية القيادي الناجح.
• وفي نظركم ما هي أبرز ملامح القيادي الناجح؟
- أولاً لابد من توفر صفات أساسية في أي شخص يريد أن يتصدى للعمل القيادي حتى يكون قياديا ناجحا وأشير هنا إلى مختصر من هذه الصفات التي تتمثل في القدوة أو المثال الذي يحتذى به، وهي أن تتفق أقوالك كقيادي مع أفعالك مع مراعاة القيم الدينية والأخلاقية في جميع التصرفات فالناس يميلون دائما إلى أن يفعلوا ما يفعله رئيسهم لا بما يأمرهم به، ومن الصفات الأساسية التي ينبغي أن تتوفر في القيادي الإداري صفة تطوير الذات بمعنى أن يكون متطلعا دوما نحو الأفضل وأن يكون في وضع أفضل مما هو عليه الآن، إضافة إلى الشعور بالمسؤولية وهي أن يشعر المرء بحقيقة الأعباء المناطة به وحجم الأعمال العظيمة الملقاة على عاتقه وأن يكون على ثقة كبيرة بنفسه وبقدراته في أداء ما هو مكلف به وأن يتحمل نتائج قراراته حتى لو جانبه الصواب وأن لا يلقي بالمسؤولية على الآخرين وأن يعترف بالخطأ عندما يخطئ أو يجانبه الصواب وأن يكون متحكما في نفسه مسيطرا على انفعالاته، لأن التحكم في النفس يساعدك في التحكم على الآخرين وأن يكون صاحب شخصية قوية وهي عبارة عن مجموعة السمات الأخلاقية التي تحدد طريقة تفكير الإنسان وتصرفاته.
• هل يمكننا استنباط منهج إداري محدد عملت به في جنوب آسيا من واقع مسيرتك الإدارية؟
- أؤمن بالعمل الجماعي وأرى أن رأي الفرد يؤدي بصاحبه إلى المهالك وأن الرأي الجماعي ضمان أكيد لحسن سير العمل ومن شاور الرجال شاركهم عقولهم والمرء قليل بنفسه كثير بإخوانه واليد الواحدة لا تصفق وحدها كما يقول المثل ومن واقع تخصصي في علم النفس التربوي يهمني جدا توفير الأجواء الإيجابية لجميع منسوبي هذه المؤسسة وأؤكد أن الاستقرار النفسي الذي يعقبه النجاح لابد أن يقوم على العدالة وتحقيق المساواة بين الموظفين وضمان إيصال الحقوق المادية والمعنوية والقضاء على المطامع الشخصية والعمل بروح الفريق وبث روح التنافس الشريف بين الجميع ورصد الحوافز والجوائز للمجيدين وتشجيع أسلوب الحوار الهادف وإعطاء فرصة التعبير عن الرأي والقضاء على أسلوب الغيبة والإشاعات المغرضة والتفاني في العمل ووضع الرجل المناسب في المكان المناسب والتأني وتوظيف الزمن لصالح المشروعات واحترام القيادة والتعاطف مع المرؤوسين وقبول الآراء والاقتراحات البناءة والقناعة بانتقال أثر الخدمة والحرص على الترفيه عن العاملين وغير ذلك.
الطوافة الحكاية الكبرى
• في خطوة أولى نحو الحكاية الكبرى في حياتكم (الطوافة) بماذا تبدأون؟
نشأت تحت كنف والدي محمد أمين بن عبدالرحمن كاتب - رحمه الله - وكان مشهوداً له بالخلق والفضل والتقوى والتفاني في خدمة حجاج بيت الله الحرام وضليعاً في مهنة الطوافة الأمر الذي حدا بنا أنا وإخواني لنتشرب هذه المهنة منذ نعومة أظافرنا وكان والدي يرحمه الله يصطحبني معه إلى الحرم حيث تطويف الحجاج وإسكانهم وتقديم واجب الضيافة لهم ومرافقتهم في المشاعر المقدسة ووداعهم كذلك بعد أداء نسكهم.
• وماذا تعني لكم شخصيا مفردة (الطوافة)؟
- هي مهنة الآباء والأجداد وكانت فردية حيث يقوم المطوف نفسه وبمساعدة أفراد عائلته بتقديم الخدمات لحجاجه بشكل اجتهادي وفردي ولم تكن مرتبطة بنظم ولوائح واستمرت على هذا الحال حتى صدر الأمر السامي الكريم رقم 4/ص 13162 في يوم 13/6/1399هـ والذي قضى بالموافقة على إقامة مؤسسات تجريبية الغرض منها رفع مستوى نوعية الخدمات التي تقدم للحجاج وأصبحت هذه المؤسسات فيما بعد تعتمد على الخطط العلمية المدروسة والتنظيم الدقيق الذي يهدف إلى تقديم أفضل وسائل الراحة والأمان لضيوف الرحمن.
• ما الذي تغير بعد الانتقال من الفردية إلى المؤسسية؟
- تم تحقيق نقلات نوعية كبيرة في مستوى ونوعية الخدمات التي تقدمها هذه المؤسسات لحجاجها وارتقت أساليب الخدمة وتنوعت وأصبحت تعتمد على الطرق العلمية الحديثة وفق منظومة مرتبطة بالتطور الهائل بفضل التقنية الحديثة.
• وهل نجحت مؤسسات أرباب الطوائف في ان تكون على الموعد في حضورها على الساحة؟
- سجلت هذه المؤسسات حضورا متميزا في الواقع الخدمي وذلك من خلال تحقيقها للكثير من النجاحات والإنجازات التي من أبرزها رفع مستوى الخدمات المقدمة للحجاج والالتزام بمبدأ الخدمة الجماعية والإفادة من ذوي المؤهلات العلمية والخبرة الرفيعة من أجل النهوض بمستوى الخدمات والتنسيق الشامل مع الأجهزة والجهات ذات العلاقة بشؤون الحج بهدف تحقيق تكامل الخدمات ورفع مستوى الأداء والإشراف على مجالات التوعية الشاملة للحجاج دينية وصحية واجتماعية وأمنية لتحقيق أعلى معدلات السلامة ومن مخرجات هذه الخدمات رأينا أن العديد من هذه المؤسسات حصلت على شهادة الجودة العالمية الآيزو وما ترتب على ذلك من حرصها على تطبيق أحدث النظم الإدارية والتقنية في برامج خدمات الحجاج.
• برأيكم هل التثبيت يصب في صالح خدمة المهنة؟
- في عام 1428هـ صدر قرار تاريخي قضى بتثبيت مؤسسات أرباب الطوائف وإلغاء صفة التجريبية عنها وهذا القرار يؤكد الاهتمام والرعاية الكاملة التي يوليها ولاة الأمر حفظهم الله لمنسوبي مؤسسات أرباب الطوائف منذ عهد المؤسس طيب الله ثراه مرورا بأبنائه الملوك رحمهم الله وانتهاء بالعهد الزاهر لخادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز.
ومما لا شك فيه أن القرار سيرسخ مكانة هذه المؤسسات الاعتبارية والمهنية وسيفتح لها أفاقا رحبة لمواكبة مستجدات العصر واستشراف المستقبل، كما سيحفزها لبذل المزيد من الجهود للارتقاء بالخدمات التي تقدمها لضيوف بيت الله الحرام.
وهذه سانحة طيبة نرفع من خلالها أسمى آيات الشكر والعرفان لوزير الحج الدكتور فؤاد بن عبدالسلام الفارسي الذي ظل وما زال يدعم هذه المؤسسات ويقف إلى جانبها ويذلل كل ما يعترضها من صعوبات وهي تؤدي رسالتها السامية في خدمة ضيوف الرحمن.
• هل من مقترحات لديكم ترون أنها تضيف جديدا لنظام هذه المؤسسات؟
- استقبلنا في مؤسسة مطوفي حجاج دول جنوب آسيا هذا القرار المفصلي في تاريخ المهنة باستشعار عظيم لهذه الثقة الغالية من ولاة أمرنا، ثم عكفنا على رسم رؤية استراتيجية للمؤسسة تستند على أسس علمية وخطط ومشاريع مستقبلية تتناسب مع طبيعة عمل المؤسسة والمسؤوليات الكبيرة المناطة بها تجاه الحجاج الذين تتشرف برعايتهم والذين يمثلون ما يقرب من ثلث الحجاج القادمين من الخارج وكذلك تجاه مطوفي ومطوفات المؤسسة الذين يتجاوز عددهم أكثر من (1700) مطوف ومطوفة، ويحدونا الأمل الكبير في تطبيق هذه الاستراتيجية على واقع ملموس في القريب العاجل وذلك بعد استكمال جميع إجراءات تثبيت مؤسسات أرباب الطوائف.
• إسناد مهمة إسكان الحجاج للبعثات أفرز العديد من السلبيات برأيكم ما هو الحل لتلافيها؟
- أصدرت الدولة أعزها الله الضوابط والتعليمات الخاصة التي تنظم عملية إسكان الحجاج وفي اعتقادي أن موضوع الإسكان قيد الدراسة والبحث من الجهات المختصة.
• هل تتوقعون أن تضاف خدمة العمرة إلى مؤسسات الطوافة؟
- مؤسسة مطوفي حجاج دول جنوب آسيا وبما لديها من خبرات طويلة وإمكانات كبيرة في مجال خدمة ورعاية ضيوف الرحمن على أتم الاستعداد لخدمة المعتمرين والزوار متى أتيحت لها الفرصة للدخول في هذا المجال.
جنوب آسيا
• عندما نتحدث عن مؤسسة جنوب آسيا يبرز اسم عدنان كاتب كرديف في المعطيات والدلائل .. اسأل ماذا يعني لكم اجماع مطوفي المؤسسة عليكم كفريق واحد للانتخابات؟
- هذا من فضل الله سبحانه وتعالى علينا، ثم إنه نتيجة طبيعية لما وصلت إليه أسرة مؤسسة حجاج دول جنوب آسيا من قناعات راسخة بأن هذا المجلس يسعى لتحقيق المصلحة العامة وفق منظومة عمل متجانسة تسودها روح الأخوة والألفة والانسجام والتعاون الذي أثمر عن كل هذه النجاحات.
شهادة الايزو والمقر
• برأيكم ما هي أبرز إنجازات المؤسسة في الفترة السابقة؟
- بتوفيق الله تمكنت المؤسسة من تحقيق الكثير من الإنجازات التي لا يتسع المقام لذكرها لكن نشير إلى بعض منها وهي أن جنوب آسيا هي المؤسسة الوحيدة التي تمتلك حتى الآن مقرا خاصا بها كما كان لها قصب السبق في الحصول على شهادة الآيزو العالمية عام 1425هـ تقديرا لأدائها المتميز الذي أهَّلها للوصول إلى هذا المستوى الرفيع من التقدير العالمي بوصفها أول مؤسسة في العالم تحصل على هذه الشهادة في مجال خدمة حجاج بيت الله الحرام وكذلك حصول جميع مكاتبها على هذه الشهادة بنهاية موسم حج عام 1431هـ.
ومن دواعي فخري واعتزازي حصولي في 1423هـ كأول مطوف على نوط الحج من صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء ووزير الداخلية ورئيس لجنة الحج العليا وهذا شرف عظيم طوقني به ولاة الأمر حفظهم الله، وكان هذا النوط لا يعطى إلا للعسكريين لكن القيادة الرشيدة رأت أن تكرم مهنة الطوافة والمطوفين في شخصي الضعيف فلها عظيم الشكر وجليل التقدير.
• ثم ماذا عن الإنجازات الأخرى؟
- من الإنجازات كذلك أن هذه المؤسسة أدخلت جميع أعمالها فيما يعرف بنظام الميكنة الالكترونية حيث ربطت مكاتبها الميدانية ولجانها المركزية بشبكة إلكترونية متطورة وحديثة، كما شرعت في إنشاء مشروعها الاستثماري المعروف بالأهلة والذي شارف على الانتهاء وسيكون معلما حضاريا بارزا في أم القرى وسيقدم خدماته لساكنيها وزائريها من الحجاج والمعتمرين، كما سيوفر المشروع موردا ماليا ثابتا لجميع مطوفي ومطوفات المؤسسة.
سر الجوائز
• ما سر حصول المؤسسة على عدد من الجوائز القيمة؟
- اعتقد أن هذه نتيجة طبيعية للعديد من الإنجازات التي تمكنت المؤسسة من تحقيقها ونتاج ذلك حصولها على جائزة مكة المكرمة للتميز في مجال خدمات الحج والعمرة بوصفها أفضل مؤسسة مقدمة للخدمة في موسم حج عام 1430هـ إضافة لمحافظتها على الاستثمار في مردودات المؤسسة لخدمة مطوفيها ومطوفاتها، كما حصلت المؤسسة على جائزة المدينة المنورة للتميز في أعمال الحج في مجال تراسل بيانات عقود إسكان الحجاج في المدينة المنورة لموسم حج عام 1431هـ.
• حدثنا عن تجربة ما يشبه نظام الخصخصة في مؤسستكم؟
- شرعت المؤسسة منذ موسم حج عام 1427هـ في التوسع بالعمل بمفهوم صناعة الخدمات من خلال التعاقد مع شركات ومؤسسات وطنية متخصصة لتقديم الخدمات المركزية من تقنية معلومات واستقبال وحاسب آلي وإشراف ومتابعة وشؤون عامة وخدمات هندسية ... الخ وذلك وفق أسس ومعايير صناعة الخدمات التي تعتمد على جداول الكميات وقياس المؤشرات وتوسعت المؤسسة في تطبيق ذلك من أجل الحصول على خدمات نوعية وكمية ذات جودة عالية تتنافس على تحقيقها المؤسسات والشركات المتعاقدة وكذلك الاستفادة من المخرجات الإبداعية التي تحرص على تقديمها تلك الشركات والمؤسسات لعملائها من أجل تحقيق رغباتهم وكسب رضاهم وقد كان لهذا الإجراء الأثر الواضح في تحقيق معدلات عالية من الجودة في مستوى أداء الخدمات المقدمة للحجاج.
دور المرأة
• المرأة شريك مهم في أي حراك تنموي أو عمل مؤسسي .. إذا ما اسكنا ذلك على المرأة كمطوفة في جنوب آسيا .. أين موقعها؟
- وضع مجلس الإدارة منذ عدة سنوات خطة لتشجيع المطوفات وبنات المطوفين للانخراط في العمل الخدمي بصورة تتناسب مع مكانتهن ودورهن الفعال ولاسيما أن المطوفات يمثلن نصف عدد مساهمي المؤسسة وكانت البداية في عام 1426هـ بإنشاء لجنة نسائية تعنى بشؤون الحاجات.
وفي إطار التجديد والتطوير الذي دأبت المؤسسة على القيام به فقد توصل مجلس الإدارة في عام 1429هـ إلى رأي بتحويل هذه اللجنة إلى لجنة نسائية تطوعية لاعتبارات تنظيمية وقانونية وتوسيع دائرة المشاركة والعمل فيها وقد شهدت مواسم الحج التالية نشاطا مكثفا لهذه اللجنة التطوعية من خلال العديد من البرامج التي تم تنفيذها.
ولا يقف دور المطوفة في مؤسستنا عند الحد، حيث تتيح المؤسسة لمطوفاتها العمل في خدمة ضيوف الرحمن من خلال توكيل غيرهن من الرجال المحارم للعمل نيابة عنهن وذلك وفق الضوابط التي حددتها الأنظمة والتعليمات. وقد بلغ في موسم الحج الماضي 1431هـ عدد المطوفات الموكلات سواء لأزواجهن أو أبنائهن أو أقربائهن ( 433 ) مطوفة ويمثل هذا العدد من وكلاء المطوفات أكثر من (50%) من الأعضاء والعاملين في مكاتب الخدمة الميدانية التابعة للمؤسسة .
المصدر : جريدة المدينة 1432/8/28هـ - حوار : علي يحيى الزهراني
2 تعليقات
حسن كريم الدين كراني
2011/07/29 02:24 PMتهنئة لأستاذ عدنان محمد أمين كاتب
نشكرك الأستاذ عدنان على هذه الكلمة الندية السخية والمزيد من التقدم والإزدهار . . . لا يخفى عليكم أنا لازمت الأستاذ الوالد الحنون : غفر الله له وأسكنه في فسيح جنانه : إنه الأستاذ / عمران محمد أمين كاتب . . مديرية شؤون الصحية سابقا ً كما ذكرتني حوار بينه وبين أستاذ محمود بن محمد سفر وزير الحج الأسبق . في عرفة قبل 15 عاما ً . . . ونذكر عائلة كاتب بالمحبة والوفاء بين أشقاء وأصحاب محبين مكة الحبيبة . .
خالد
2011/07/29 10:56 PMدبي
الله يعز الاسلام والمسلمين عز الله كثر الفساد في المراكز التجارية في كل مكان وشلون لو كان في مكة الله يشرفهاااا ويحفظهاااا الفاسدين كثر كبير وصغير