علي داوود..المفعم حتى النخاع بالرومانسية والنجومية والرياضة والفن

علي داوود نجم من فصيل خاص فالنجومية دغدغت مشاعره من كل أرجائها ففي الرياضة كان علي داوود الحارس الأشهر لنادي الوحدة في مكة المكرمة ثم في العمل الإعلامي كان علي مميزا في الإذاعة والتلفزيون الذي تعامل معه مبكرا ولامس أطراف العمل مع جيل الرواد فقدم البرامج المنوعة والتغطيات الخبرية المرافقة لعظيم الأحداث داخليا وخارجيا ورافق بعض الرحلات الملكية في الزيارات الرسمية خارجيا وفي الجولات الداخلية أيضا كما ظهر كنجم في قراءة نشرات الأخبار إذاعيا وتلفزيونيا إلى جانب زملائه نجوم الساحة وقتذاك مطلق الذيابي ومحمد أحمد صبيحي ومحمد حيدر مشيخ وماجد الشبل وغالب كامل ومحمد الرشيد وخالد اليوسف وجميل سمان ومنصور الخضيري وغيرهم الكثير، الجميل أن ضيفنا هذا الأسبوع صاحب النجومية وصاحبته في كل الأبواب التي طرقها، فهو عندما كان المعلق الرياضي زامن ذلك انتصارات المنتخب الملموسة الأولى مع كتيبة النعيمة وماجد عبد الله والمصيبيح ويوسف خميس ومحمد عبد الجواد ويحيى عامر وشائع النفيسة وعبد الله عبد ربه منذ العام 1984 عندما جاء هؤلاء بكأس آسيا لأول مرة تلته بعدها مرات وانطلق يومها علي بتعليقه وصياحه ونوحه عند تحقيق تلك البطولة «كسر ماجد صيني وصينيين وأطباق الصيني كلها بعد . . . كان ذلك تقريبا في مباراتنا مع الصين 2/1 الشهيرة بهدفي ماجد وشائع».

وعندما شملته ثقة الأمير الراحل فيصل بن فهد بتكليفه مديرا لمنتخبات كرة القدم كانت تلك الفترة أجمل ما عاشه نجومنا في المعسكرات والمستطيلات الخضراء، وأذكر منها ما شاركته فيها من أنشطة، فلقد اتفقت وإياه إلى اعتماد الجانب الترفيهي والنفسي في أحد معسكرات المنتخب والذي كان يومها في جدة «فندق حياة ريجينسي»، حيث كنت آتيهم في كل مساء بأحد نجوم الفن ليقضوا أمسية ترفيهية معه تعويضا لمنعهم من مغادرة المعسكر، كان ذلك استعدادا لأحدى نهائيات كأس آسيا وكان من هؤلاء النجوم.. عبادي الجوهر، علي عبد الكريم، محمد عمر، فؤاد بخش ومحمد حمزة وغيرهم وكانت كل أمسية تختتم بحوار خاص بين هذا النجم ضيف المعسكر وأحد نجوم المنتخب مثل ماجد وصالح النعيمة ومحمد السويد وعبدالله الدعيع وفهد المصيبيح وفهد الهريفي ويوسف الثنيان وصالح المطلق وغيرهم.

وعلي داوود شخصية مفعمة بالرومانسية والحب الذي يفضيه للآخرين المتعامل معهم في دروب الحياة المختلفة في الإعلام والرياضة والمجتمع وغيرها، وهو دوما يعيش بالحب وللحب إذ أنه من الشخصيات الإعلامية غير الجدلية على الإطلاق ولم تسجل ذاكرة الإعلام أي جدليات له مع الآخرين فهو يقدم طوال عمره كل ما يستطيع تقديمه لبلده وقيادته ولمجتمعه حتى أنه مارس كتابة الأغنية لعدم بعده عن الحياة الفنية، ومن أشهر ماكتب من أغنيات كانت أغنية «صناع المجد إحنا وراكم... جيل ورا جيل» بصوت طلال مداح رحمه الله وألحان سراج عمر، كما كان أول من قدم عبد المجيد عبد الله في حوار تلفزيوني عند بزوغ نجمه في العام 1985وهو اللقاء الذي أطلق فيه عبد المجيد واحدا من أجمل وأقوى أعماله من ألحان سراج عمر وأشعار محمد العبدالله الفيصل «ماعرفتيني . . . ماعرفتي في عيوني أنيني»، وغير ذلك من ما يحسب له من إيجابيات في الساحات المختلفة.

ــ من هو؟
** محمد علي إبراهيم داوود السلمي «علي داود».

** ولد عام 1367/ 1947م في مكة المكرمة.

** المستشار الإعلامي الذي يدير الأعمال الخاصة بالشيخ صالح كامل وممثله في القاهرة للشؤون الإعلامية وغيرها حاليا، مساعد رئيس مجلس إدارة شبكة راديو وتلفزيون العرب a r t ومستشاره الأول للشؤون الرياضية.

** المشرف العام على البرامج الرياضية والاستديوهات التحليلية «صفر 1412هـ».

** حاصل على بكالوريوس الإعلام من جامعة ميامي الأمريكية عام 1400هـ 1980م وتخصص في الإخراج والإنتاج السينمائي والتلفزيوني.

** في عام 1379هـ 1959م التحق للعب في نادي الوحدة في فريق الأشبال، ثم الفريق الأول، وشارك في مباريات المنتخب الوطني وأصبح نجما لامعا كحارس لفريق كرة القدم في النادي.

** اعتزل الكرة عام 1386هـ 1966م ليلتحق في وزارة الإعلام، حيث عمل مصورا تليفزيونيا ومذيعا بالتلفزيون ومعلقا ومخرجا.

** عمل لفترة «في الثمانينيات الميلادية مديرا عاما للمنتخبات السعودية لكرة القدم، كما تولى منصب أمين عام مساعد للاتحاد السعودي لكرة القدم وعضو بالاتحاد السعودي لكرة القدم.

** يعتبر من أشهر المعلقين الرياضيين في المملكة.

** في شعبان 1414هـ 1994 م أعيرت خدماته من الرئاسة العامة لرعاية الشباب إلى راديو وتلفزيون العرب «art» مشرفا على قناة الرياضة بها، إضافة إلى مسؤولياته كعضو فعال في الاتحاد السعودي لكرة القدم، كما تولى منصب مساعد رئيس مجلس إدارة راديو وتلفزيون العرب art ومستشاره للشؤون الرياضية، وكذلك المشرف العام على البرامج الرياضية والاستديوهات التحليلة في صفر 1421هـ.

** من أبرز إنجازاته جهوده في فوز منتخب المنطقة الغربية في بطولة مناطق المملكة لموسم 85/1386هـ وتحقيق ثلاث بطولات مع الأشبال والشباب وكأس الملك والمركز الثاني في مسابقة كأس ولي العهد.

** يعتبر مؤسس قناة الرياضية في شبكة art وأول رئيس لها وقدم خلال إشرافه على برامجها العديد من التغطيات وطرح الكثير من القضايا الحيوية التي تهم المجتمع الرياضي بأسلوب صريح وجاد.

** رومانسية علي داوود تعيش معه في كل شيء كل حين فعندما نحادثه مثلا عن أبنائه وأسرته أيضا تلمس الرومانسية في حكيه ليقول لك:
أبنائي«خلود ماجستير لغة إنجليزية، أحمد طبيب أسنان، ألاء بكالوريوس فيزياء، مصطفى طالب في كلية الطب والجراحة.. السنة الرابعة وكان الله قد استرد وديعته في أكبر أبنائي خالد وعوضني بفضله بأروع الأولاد وأجمل البنات وزادني من فضله بكوكبة من الأحفاد يؤنسون وحدتي بعد رحيل رفيقتي رحمها الله إلى جوار ربها.

مرحلة الإعلام الخاص «art»
بعد نحو عقد من الزمان.. آن الأوان لتجربة جديدة.. فكانت المرحلة الثالثة من حياتي العملية.. مع رجل الأعمال والإعلام الشيخ صالح كامل حين أنشأ راديو وتلفزيون العرب وأصبحت مساعدا له في عام 1995م وكانت تجربة فريدة وجديدة أكثر ما فيها غرابة أن علينا تكوين أسرة إعلامية من عدد كبير من الدول العربية ليتوافق الأمر مع مسمى الشبكة. وهو الأمر الذي جعلني انفتح إعلاميا على كل الأقطار العربية. ومضيت تحت عيون صالح كامل في تكوين أكبر أسرة إعلام عربية عرفتها الساحة الإعلامية من مختلف الدول العربية، وبقدر ما كان في هذه التجربة من حرية بقدر ما كان فيها من مسؤولية.. كنت سعيدا بتحملها وفرحا بممارستها.. فالعمل مع صالح كامل يزيد من حبك للعمل حتى لا تحب سواه. ليس هناك مهنة على سطح هذا الكوكب تدفع صاحبها للبحث عن سعادة الناس سوى مهنة المذيع ذلك أن سعادتهم هي معيار نجاحه وعليه وحده أن يؤمن أن رضا الناس غاية لا بد أن تدرك. أمتع ما في عمل المذيع، أنه يفكر أمام الناس بصوت مسموع. وأخطر ما في عمل المعلق الرياضي مقاومته لعاطفته على الهواء.

لذا أرى أن الإعلام أطول أنهار الأرض والفضاء امتدادا ولهذا فهو أكثر الأنهار عرضة للتلوث.

عكاظ 2/2/1432هـ