شيخ المؤذنين وعاشق مقام الصبا .. نايف فيدة

ربع قرن وشيخ المؤذنين في المسجد الحرام نايف بن صالح فيدة يصدح بصوت الحق من على مكبرية الحرم المكي مؤذنا بدخول الصلوات.

المؤذن فيدة ابن لكبير مؤذني المسجد الحرام صالح فيدة ـ يرحمه الله ـ الذي تشرف برفع الأذان من المساجد الثلاثة المسجد الحرام، المسجد النبوي، والمسجد الأقصى.

كان نايف فيدة يطمح في بداية حياته إلى الالتحاق بالسلك العسكري، لكن نشأته في بيت علمي جعلت منه مدرسا للكيمياء للمرحلة الثانوية.

يقول نايف فيدة: مازلت محتفظا بصورة عائلية تذكارية التقطت لنا أمام باب المغاربة في القدس قبل مايربو على 45 عاما، وكان موقفا لا ينسى.

يصف المتخصصون في شؤون الأذان فيده بالمزاجي، مرجعين ذلك إلى شغفه بتنويع المقامات عند الأذان والتبليغ خلف الإمام وعدم ثباته على مقام واحد، وهو ما أقر به فيدة.

من المواقف التي مازال يحتفظ بها فيده داخل الحرم المكي، سقوط أحد الحجاج في صلاة كان يؤمها الدكتور علي جابر ــ يرحمه الله ــ إمام الحرم الراحل، بسبب خشوعه مع قراءة الإمام، حيث دوى صوت ارتطام رأسه بالأرض في مكبرية الحرم والتقطته مكبرات الصوت.

يعشق شيخ المؤذنين في الحرم رفع الأذان بمقام الصبا، واصفا نفسه بأول من أدخل هذا المقام إلى الحرم المكي، مؤكدا حرصه على أداء هذا المقام بدون تكلف أو تصنع.

وينكب الشيخ نايف فيدة على قراءة الكتب المتخصصة في تاريخ الأذان وعلم الصوت، مضيفا «أتعلم دائما من المشايخ القدامى عبر الصوتيات المسجلة لهم؛ لأنهل منهم أصالة الماضي وأطعمها بعبق الحاضر».

يحب فيدة سماع الشعر ويتذوقه كثيرا، ويحرص على قراءة الكتب الشرعية، ومتابعة قناة الساحة المتخصصة في الشعر النبطي، ويحرص على مشاهدة فعاليات مهرجان الجنادرية للتراث والثقافة، كما يعشق متابعة الفنون التراثية الشعبية خصوصا للمجتمع المكي.

وبما أنه مدرس للكيمياء، فإنه يحرص على الغوص في أعماق الإنترنت ليستخرج المعلومات التي يزود بها الطلاب أثناء الحصة الدراسية، مستخدما التقنيات الحديثة في عرض المادة لهم.

يهوى شيخ المؤذنين رياضة السباحة ويحرص على رفع لياقته البدنية في صالة للحديد يوميا؛ ليتقوى بها على رفع الأذان بسلاسة عبر توسيع الشعب الهوائية، كما يعشق البراري وشرب حليب النوق.

يتذكر فيدة موقفا حصل له في المكبرية عندما كان الدكتور صالح بن حميد إماما لصلاة الفجر، حيث غفا فيدة أثناء الصلاة نتيجة تعرضه للإرهاق، ما دعا زميله المؤذن الذي بجواره إلى وكزه ليفيق، الأمر الذي أصابه بالذعر لفترة طويلة.

لايكاد الأذان يفارق شفتي نايف فيدة، فهو يردده في البيت، السيارة، وأثناء السفر، واصفا الأذان بأنه عشق يجري في دمه ولايستطيع مفارقته.