مجلس الجمعة بالمسجد الحرام

يظل ا لقرآن الكريم دستورا ومنهجا للمسلمين إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها ، وقد اهتم المسلمون ب تلاوة وحفظاً وتدبراً و اهتم المكيون ب وسعوا لتحفيظ أبناءهم فأنشئت جمعيات تحفيظ لتحفيظ الأبناء من الناشئة ومن يرغب الحفظ من الكبار.

ومما هو عالق في الذهن مجلس الجمعة الذي أسسه في مقر جمعية تحفيظ في باب أم هاني معالي الشيخ محمد صالح قزاز رحمه الله عند إشرافه على أعمال التوسعة السعودية وكان مكان الجمعية مقرا لشركة الشيخ محمد عوض بن لأدن .
وقد كان الشيخ القزاز يجلس في مقر الجمعية يوم الجمعة ويختار كل مدرس من مدرسي التحفيظ بعض نماذج من الطلاب ليقرؤوا في مجلس الجمعة وكان يتصل المجلس بمكبرات صوت داخل المجلس وخارجه يستمع للتلاوة من كان قريب من المقر ، وكان يختم كل ثلاث شهور ، وكان يشرف على تلاوات الطلاب الشيخ محمد سعد إبراهيم وكان يوم التختيم يحضر بعض المهتمين بذلك من الأعيان أمثال الشيخ عبدالله كعكي ،والشيخ محمد صالح باحارث ، و د.حسن باجودة وغيرهم ، وكان يوزع في هذا اليوم حلاوة اللدو واللبنية كما هو عادة المكيين عند ختم القرآن .

وقد شهد هذا المجلس حضور كثير من القراء المشهورين من كافة أنحاء العالم الإسلامي ممن يحج أو يعتمر أو يحضر لزيارة الديار المقدسة ، وقد قرأ في هذا المجلس الشيخ عبدالباري الثبيتي إمام المسجد النبوي ، والشيخ محمد أيوب إمام التراويح في المسجد النبوي وغيرهم .

، واستمر الوضع على ذلك حتى وفاة الشيخ محمد صالح قزاز وخلفه على رئاسة الجمعية الشيخ محمد صالح باحارث رحمه الله والذي استمر في المجلس وشدد على استمراره وكان يأخذ الطلاب بعد صلاة الجمعة إلى فندق مكة ويستضيفهم على الغداء وأحيانا يصحبهم إلى داره العامر في جدة .

وبعد أن رحل الأستاذ محمد سعد إبراهيم تولى مسئولية مجلس الجمعة الشيخ يحي الحفاف الذي كان يصحح تلاوات الطلاب وينسق ما بينهم في ترتيب القراءة

وعند توسعة المسجد الحرام من الناحية الغربية انتقل مجلس الجمعة إلى مقر مؤقت للجمعية بين باب الفتح وباب المدينة ثم نقل إلى مقر الجمعية الحالي بالمسجد الحرام بباب الصفا واستمر مجلس الجمعة حتى وفاة الشيخ محمد صالح باحارث

وتعاقبت بعده الرئاسات على الجمعية وأوقف هذا المجلس المبارك والذي استمر أكثر من أربعين عاما يُتلى فيه كتاب الله في جنبات المسجد الحرام بأصوات ندية جميلة مؤثرة وهجر مقر الجماعة في باب الصفا ولم يعد يرتاده احد ونقل المقر إلى مبنى في حي الششه ، وطويت صفحة مشرفة من صفحات تحفيظ بالمسجد الحرام.

ونحن الآن نناشد المسئولين عن جمعية تحفيظ السعي حثيثاً لإعادة مجلس الجمعة كما كان في سابق عهده وأوانه فقد كان ميزة تميز حفاظ بالديار المقدسة.

المصدر : منتديات قبلة الدنيا ..مكة المكرمة