عبداللـه بوقس غلب يتمه بخدمة الحجاج
من بيت اشتهر بالعلم ودعم طلابه كانت ولادة الأستاذ عبدالله عبدالمطلب بوقس ـ رحمه الله ـ في عام 1349هـ بمكة المكرمة.
وكغيره من أبناء جيله بدأ حياته التعليمية حافظا للقران الكريم والأحاديث النبوية الشريفة في أوائل سنين عمره مقتديا بوالده ـ رحمه الله ـ الذي كان يدرس القرآن الكريم والحديث الشريف بالمسجد الحرام لحجاج الملايو بحكم إجادته للغتهم .
غير أن الطفل الذي بدأ يشق طريقه للتعليم كاقرانه سرعان ما بدأ الحزن يدب فيه إذ توفى والده وهو في الخامسة من عمره فلم يعد قادرا على مواصلة المسيرة لكن الإصرار والعزيمة نحو النجاح قاداه إلى أن يلملم جراح الحزن ويسعى لطلب العلم متنقلا من مدرسة إلى أخرى حتى استقر به المقام طالبا بمدرسة تحضير البعثات ليبتعث منها إلى جامعة القاهرة طالبا بكلية اللغة العربية يتخرج منها فيلتحق مجددا كطالب بالمعهد العالي للتربية التابع لجامعة عين شمس فحصل على شهادته .
ويعود بعدها إلى المملكة مبتدأ حياته الوظيفية الأولى كمدرس لمواد التربية وعلم النفس إضافة للغة العربية بالمعهد العلمي السعودي بمكة المكرمة عام 1373هـ
ومن أروقة المدارس وفصولها ونصائحه للطلاب ومعاناته من بعضهم ينتقل للعمل بمكاتب القطاعات الحكومية بين التربية والتعليم وهيئة الرقابة والتحقيق ويحمل صفة الدبلوماسية وأخيرا دوره في خدمات الحج والحجاج .
فبعد عمله بالتدريس رشح للعمل كموجه لمدة عام ويتحول بعدها إلى مدير عام للتعليم بمنطقة جدة راسما من خلال موقعه الكثير من الخطط والبرامج التطويرية التي اكتسبها ويظل في منصبه هذا قرابة العشرين عاما .
وبتكليف من معالي الأستاذ / عبدالوهاب عبدالواسع ـ رحمه الله ـ انتقل من مجال التربية والتعليم إلى مجال الرقابة إذ عين مشرفا على أعمال المركز الرئيسي لهيئة الرقابة والتحقيق بجدة وفروعه بمكة المكرمة والطائف وأبها وظل بهذا المنصب لمدة خمس سنوات انتقل بعدها إلى مجال آخر حمل من الصفة الدبلوماسية ما حمله من الصفة التربوية إذ عين في عام 1395 هـ مستشارا ثقافيا في السفارة السعودية بألمانيا والتي ظل بها لمدة أربع سنوات .
ومن وظيفة المستشار الثقافي بألمانيا عاد إلى المملكة ليعين وبترشيح من معالي الأستاذ / عبدالوهاب عبدالواسع وكيلاً لوزارة الحج ( والأوقاف ) لشؤون الحج ويظل بمنصبه هذا حتى تقاعده في عام 1411هـ.
ولم يكن تقاعده بعد بلوغه السن القانونية هو نهاية المطاف الوظيفي إذ واصل مشواره من خلال عمله كمستشار لمعالي وزير الحج الدكتور / محمود بن محمد سفر لشؤون الحج ورئيسا لهيئة الإشراف على مركز تدريب العاملين بالحج .
وخلال فترة عمله بوزارة الحج ظهرت مساهماته الواضحة في مجال تطوير خدمات الحجاج من خلال بروز مؤسسات الطوافة ومكتب الوكلاء الموحد والمؤسسة الأهلية للادلاء بالمدينة المنورة ومكتب الزمازمة الموحد
وكما أبدع في مجالات التربية والتعليم والحج وخدمات الحجاج أبدع في المجال الأدبي وخدمة الأدباء فعرف كأحد رموز القصة السعودية والكتاب الجيدين رغم قلة كتاباته وكان له دور وأضح في تأسيس نادي مكة الثقافي الأدبي إضافة إلى إصداره لعدة كتب أبرزها كتاب “ الرحلة المقدسة لبيت الله الحرام “ والذي تناول من خلاله بأسلوب القاص والأديب رحلة الحج إلى البيت الحرام .
وكما كانت نهاية حياته الوظيفية في مجال خدمات الحجاج كانت وفاته أثناء موسم الحج وتواجد الحجاج بمكة المكرمة إذ توفي يوم الثاني من شهر ذي الحجة عام 1430 هــ ودفن بمكة المكرمة ـ رحمه الله .
المصدر : الندوة 29/9/1431هـ - أحمد صالح حلبي .
0 تعليقات