أسواق مكة القديمة

يذكر أن سوق المدعى يبلغ عمره الزمني أكثر من 1000 عام، وهو يقع في الناحية الشمالية من المسجد الحرام من جهة باب السلام وهو سوق تجاري طور في العهد العثماني وتم تسقيفه أسوة بكثير من الأسواق في البلاد الإسلامية آنذاك، وقيل إنه سمي بذلك لأنه المكان الذي يقف عنده الحاج فيرى منه المسجد الحرام فيدعو الله بما فتح عليه وعن طريق المدعى يدخل الناس المسجد الحرام عن طريق باب السلام، حيث كان المسجد الحرام محاطا بالمنازل، فهو مكان مرتفع ترى الكعبة عند الوقوف عليه.

وقد أدخل سوق المدعى في توسعة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز وتمت إزالته بالكامل وسيتم إدخاله ضمن الساحات الشمالية للمسجد الحرام.

أما السوق الصغير فيقع في الناحية الغربية من المسجد الحرام وتمت إزالته وإدخال مساحته ضمن الساحات الغربية للمسجد الحرام وأقيم تحته نفق السوق الصغير حاليا، وكان تخصص هذا السوق متمثلا في دكاكين الجزارة على يسار الداخل من الجهة الغربية لبيع اللحم والرؤوس والسقط (القلوب والكرش) ومكانهم هذا يسمى زقاق الرواسة، وينفذ هذا الزقاق من الجهة الشمالية إلى باب العمرة، وفي السوق من الجهة الشرقية المطلة على المسجد الحرام بعض المطاعم والبقالات لبيع الخبز والجبن والزيتون والحلاوة والطرشي واللبنية، وبعض محال الأواني المنزلية.

وقد كان أهالي مكة المكرمة كبارا وصغارا من سكان المسفلة، أجياد، الشامية، الشبيكة وحارة الباب وغيرها يقصدون السوق الصغير، وإن كان المسمى يوحي إلى أن هناك سوقا صغيرا لا تتجاوز محلاته العشرة، لكن الواقع يقول غير ذلك، فالسوق الصغير يضم باعة أعلاف للأغنام والدواب، كما أن في السوق الصغير محلات لبيع التمور بكافة أنواعها، وهي تمور كانت تصل إلى مكة من المدينة المنورة في زمن لم يمكن فيه ما يعرف بالاستيراد الخارجي.

والسوق الصغير يقع في منطقة تضم المسفلة والشبيكة والشامية، أي أنه يقع على أربع واجهات، فواجهته الشرقية نحو الحرم المكي الشريف، أما واجهته الغربية فهي ناحية الشبيكة وحارة الباب وريع الرسام، وواجهته الشمالية نحو الشامية والفلق والقرارة، أما واجهته الجنوبية فكان جزء منها ناحية المسفلة فهناك جزء منها نحو زقاق البرسيم والذي عرف فيما بعد بزقاق السقيفة.

وزقاق السقيفة أو زقاق البرسيم كما كان يعرف سابقا عبارة عن شارع يعرف في التخطيط العمراني الحديث بشارع صغير، وعلى جنباته تقع محلات لبيع المواد النحاسية كالقدور، إضافة إلى محلات بيع الأطعمة الباكستانية ومحلات بيع الشنط الحديدية ومحلات الصرافة، وهناك محلات لبيع الرؤوس المندي وبيع الكباب المشوي.

كما أن السوق كان يتواجد فيه عدد من الأسر المكية التي برزت في التجاره واتخذتها مهنه لها مثل الفوالين، الخبازين، والجزارين وغيرهم.

المصدر : جريدة عكاظ 26/9/1431هـ - سلمان السلمي .