بئر زمزم: 6 ملوك جعلوها في هرم الألولويات 80 عاماً

دخلت البارحة ( 24/9/1431هـ ) بئر زمزم مرحلة تطوير جذرية في مكة المكرمة على يد خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، الذي هدف من تنفيذه تخفيف الضغط على المسجد الحرام وازدحام المنطقة المركزية، لمن يرغب الحصول على الماء المبارك وضمان حصول الحجاج والمعتمرين على مياه زمزم النقية.


ويضم هذا المشروع الضخم مصنعا للتعبئة، محطة طوارئ، مضختين، خطوط نقل المياه الخام، خزان للمياه الخام، غرفة مضخات المياه المنتجة، خزان الحريق ومياه الخدمة، مبنى للمستودعات، مبنى للإدارة، ورشة، ومختبر تقني عال التجهيزات.

وستتم مراقبة مياه زمزم بواسطة نظام «اسكادا» للتحكم، وهو نظام المراقبة والتحكم الإلكتروني.

وتظل هذه البئر المباركة شاهدة على مر العصور لكل من مد لها يد الرعاية والعمارة، فلاتزال ذاكرة زمزم تسترجع أمر المؤسس الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن في العام 1345هـ، بإنشاء سبيل لسقيا زمزم، وتلك كانت نواة العمارة في العصر السعودي الحديث، حيث وضع المؤسس زمزم في هرم الأولويات.

وجدد الملك عبدالعزيز اهتمامه بالبئر في العام 1346هـ، بإنشاء سبيل ثانية لتلبية حاجة العمار والحجاج، إضافة إلى قراره القاضي بإصلاح بئر زمزم وتنظيفها ووضع غطاء عليها.

وفي العام 1373هـ، حين كان يسحب ماء زمزم بالدلو، إذ أمر الملك سعود بن عبدالعزيز ببناء مظلة أمام بئر زمزم، ووضع عليها خزانين لحفظ الماء، يتصل بهما 24 صنبورا.

وواصل الملك فيصل سير أبيه وأخيه في الاهتمام ببئر زمزم، حيث أمر بإنشاء قبو ثان للبئر في العام 1393هـ، لتوفير الراحة لقاصدي هذه البئر.

فيما وجه الملك خالد بن عبدالعزيز نقل مدخل القبو قرب الرواق الشرقي لزيادة مساحة المطاف في العام 1399هـ، ومن ثم نظمت أول عملية استكشاف لبئر زمزم، وتم تنظيف شامل للبئر على أحدث الطرق بواسطة غواصين محترفين، وأخرج خلال ستين يوميا من عمليات التنظيف كميات كبيرة من الأواني الفخارية والجلدية والنحاسية والبلاستيكية ودوارق وجرار وأقماع ومكبرات حديد وخشب وعملات لا يعرف تاريخها، أكثرها متآكل وخواتم وصدفات بحرية.

وفي عهد الملك فهد بن عبدالعزيز ومع انطلاقة مشروع التوسعة الضخم والعملاق بالمسجد الحرام في العام 1409هـ، والمتضمن نظام مياه الشرب والتصريف، ويتكون من وحدتين كبيرة لماء زمزم بطاقة 60 طنا وصنابير شرب و12 مضخة في دور التوسعة الثانية.

وعند تأسيس هيئة المساحة الجيولوجية السعودية في العام 1420هـ، انبثق مركز زمزم للدراسات والأبحاث، المختص بإجراء أبحاث متعمقة حول ماء زمزم، وسبل التغلب على المعوقات والمشاكل التي تواجه البئر

المصدر : جريدة عكاظ 25/9/1431هـ - علي غرسان