أحمد غزاوي حسَّان الملك عبدالعزيز

عرف الأستاذ / أحمد إبراهيم غزاوي ـ رحمه الله ـ بالشاعر الارستقراطي الذي يختار لقصائده ألفاظًا فخمة تلائم طبيعته وهذا ما مكنه من نيل لقب شاعر آل سعود عام 1351هـ وسماه الملك عبدالعزيز (حسّان الملك عبدالعزيز)

ولد بمكة المكرمة عام 1318 هـ والتحق بالمدرسة الصولتية عام 1322هـ فتخرج منها عام 1330هـ ثم التحق بمدرسة الفلاح في العام نفسه وسافر مع والده إلى السودان والهند عام 1343هـ

عمل في رئاسة القضاء أواخر عام 1344هـ ثم أوكل إليه الملك عبدالعزيز تحرير جريدة أم القرى ثم تحرير صوت الحجاز وتقلد عدة أعمال رسمية حتى عين مديراً للإذاعة في بداية نشأتها عام 1368هـ. ثم رئيساً للجنة الحج العليا ثم رئيساً للمجلس البلدي بمكة.

 كان أحد مؤسسي جمعية الإسعاف الخيري بمكة المكرمة وهي جمعية عرفت بالنشاط الأدبي البارزـ آنذاك ـ

أنشد قصائده في المناسبات الرسمية وفي الاحتفال السنوي الذي تحضره وفود الحجيج في مكة المكرمة أمام الملك عبدالعزيز والملك سعود والملك فيصل ـ رحمهم الله ـ.

صحبه الملك عبدالعزيز في رحلته إلى مصر عام 1365هـ وألقى قصيدة في مدح الملكين عبدالعزيز وفاروق.

 قال عنه الأستاذ / شمس الدين درمش
« حظي الحج باهتمام الشعراء السعوديين في أشعارهم، فخصصوا قصائد في دواوينهم للتعبير عن أحاسيسهم في هذه المناسبة، ولرصد تجربتهم عن قربٍ كثيرًا وعن بعد أحيانا.

ولا عجب عندما نجد الشاعر السعودي مسكوناً بهمِّ ضيوفه وضيوف بلده الذي هو بلد الإسلام والمسلمين، وعندما وجدت الجزء الأول من ديوان الشاعر الكبير أحمد بن إبراهيم الغزاوي مخصصاً للقصائد التي قالها بمناسبة الحج شعرت بالارتياح؛ إذ وجدت الخير عند أهله، وتبينت من خلال قراءة عناوين القصائد، والتنقل بين صفحات الديوان، ومقارنته بعدد من دواوين شعراء آخرين أن الشاعر أحمد الغزاوي يستحق أن يطلق عليه لقب شاعر الحج بجدارة، وأن يعَنـْوِنَ هذا الجزء من ديوانه الكبير بديوان الحج؛ ليدل عليه حتى يلفت الأنظار, ويجذب النظار.

وقد أحصيت أكثر من ثمانين قصيدة قالها الشاعر بمناسبة الحج، وهي قصائد طويلة سُمِّيتْ بالحوليات؛ مضافاً إليها القصائد التي قالها الشاعر في مناسبة عيد الفطر السعيد.

وقد مُيِّزَت القصائد جميعها بذكر الزمان والمكان، ومن قيلت في حضرته من الملوك، وولاة العهد، وأصحاب السمو الأمراء في أيام الحج المباركة؛ إذ يستقبل الملك وولي عهده وفود الحجاج من دول العالم الإسلامي فيكرمهم, ويبادلهم الحديث في شؤون المسلمين وأحوال بلادهم .

وإذا كان الموضوع يتطلب أن أذكر مشاركة أكثر من شاعر فإن أبرز ما أختار من شعر أحمد الغزاوي هو ترحيبه بوفود الحجاج في قصائده، وهو المناسبة التي كان ينظم قصائده لأجلها. وهذا عدد من عناوين القصائد التي يذكر فيها كلمة الترحيب والتحية بوفود الحجاج مثل.. وحيهلا بالوافدين ومرحبًا، تحية وفود الله، تحية الحجيج، حي الملبين، تحية الوفد ، تحية وفود الحجاج، تحية الوفود. ولا يعني هذا أن القصائد التي لم تعَنـْوَنْ بتحية الحجاج خالية ً من الترحيب بالوفود. فالشاعر يستهل قصيدته تحية الحجيج قائلاً:

مرحبًا بالوفود من كل طائفْ
والملبين بين بادٍ وعاكف
مرحبًا بالهداة فــي كنف الله
وبالخاشعين من كل واقف
مرحبًا بالسماء والأرض يُهدى
كشذى الروض واصطفاق المعارف
بالإخاء المتين في ألق الشمس
وبالطهر في نقي المعاطف
بالألى استحقوا رضى الله سعيًا
من وراء البحار شتى الطوائف

توفي الأستاذ / احمد إبراهيم غزاوي ـ رحمه الله يوم الثاني والعشرون من جمادى الآخرة عام 1402هـ ودفن بمقابر المعلاة بمكة المكرمة.

المصدر : جريدة الندوة 21/9/1431هـ - احمد صالح حلبي .