التوسعة لن تتوقف .. النيَّة تتجه نحو المطاف «5-6»
أكد المشاركون في ملتقى عكاظ الإعلامي في جزئه الخامس والأخير، أن توجيهات خادم الحرمين الشريفين نصت على استكمال تكييف المسجد الحرام في مكة بأجزائه كافة خلال العامين المقبلين، حيث أنهت الرئاسة العامة لشؤون المسجد الحرام الدراسات والخرائط كافة الخاصة بهذا الجانب، كما كشف المشاركون أن إزالة الرواق العثماني وتوسعة المطاف وتظليل ساحات المسجد الحرام الخارجية تحت الدراسة وسيبت فيها قريبا بما يضمن المصلحة العامة لضيوف الرحمن.
• «عكاظ»: تنمية الإنسان تعادل تنمية المكان، ولإمارة منطقة مكة رؤية حديثة توازن فيها بين قطبي التنمية، فكيف تقيمون تطور السلوك الإنساني؟
ــ يقول في ذلك الدكتور سامي برهمين «الـــحــقـــيــقـــة أن الــــتـــنــمـــيـة البشرية لا تقل أهمية عن التنمية المكانية، والتوجه الحالي أن تكون مكة المكرمة مدينة ذكية من شتى الجوانب؛ سواء اقتصاديا أو عمرانيا أو بشريا، وما يحدث الآن في البقعة المقدسة من حركة تطوير مكانية يوازيه أيضا تطوير الإنسان لأنه المشغل الحقيقي للتطوير، فلا بد أن تكون مكة مدينة ذكية اجتماعيا؛ بمعنى يستطيع الإنسان فيها تقبل الضيوف القادمين ويحسن التعامل معهم، فالتعامل الإنساني مع الضيوف مطلب لدى كافة مقدمي الخدمة في مكة، وإمارة المنطقة تسعى إلى إيجاد برامج سلوكية تعزز القيم النبيلة من خلال جمعية مراكز الأحياء ومشروع تعظيم البلد الحرام ومشروع هدية الحاج والمعتمر، كذلك ينبغي أن تكون مكة مدينة ذكية وجاذبة للاقتصاد. لا يمكن الارتقاء بمكة من جانب عمراني فقط بمعزل عن الجانب الإنساني فهو ركيزة أساسية في التنمية الحديثة».
بينما يرى الدكتور يوسف الوابل أن المسجد الحرام يمثل نافذة مهمة للعالم أجمع «لذا حرصنا في الرئاسة العامة لشؤون المسجد الحرام على تأهيل الكوادر الوطنية العاملة في خدمة ضيوف الرحمن، حيث ننفذ سنويا دورات تأهيلية في فن التعامل مع الناس ونحرص على متابعة كل جديد في هذا الجانب؛ لأن الضيف المقبل إلى هذه البقعة يعتقد في قرارة نفسه أنه سيتعامل مع بشر من نوع خاص فلن تقع أخطاء، وهذا في حقيقة الأمر يحملنا مسؤولية مضاعفة ونحن لا نسمح مطلقا بأي تجاوز من موظفينا تجاه ضيوف الرحمن، ودائما ما نردد لموظفي الرئاسة ونؤكد بأنهم محتسبون قبل أن يكونوا موظفين حكوميين يعملون في أطهر بقعة على وجه الأرض».
من جانبه، يشير أمين العاصمة المقدسة الدكتور أسامة البار إلى أنه لا بد أن يرتقي مواطن مكة في تعامله «لذا افتتحنا مركزا لخدمة العملاء في جهاز الأمانة الرئيس وفي البلديات الفرعية، بحيث لا يضطر العميل لمراجعة أكثر من إدارة وسيوجد به مندوب إدارة التخطيط العمراني ومندوب إدارة الأراضي والذين تتطلبهم معاملات الأراضي كافة، إذا كانت بعض المعاملات تتطلب الذهاب للدفاع المدني نأمل أن يكون مندوبهم موجودا لدينا، وإذا كانت بعض المعاملات تستلزم التسديد فسيكون لدينا فرع للبنك، هذه المراكز سوف تسهل الإجراءات، كذلك ستتم الاستفادة من تقنية المعلومات التي تطورت خلال العقد الماضي بشكل غير مسبوق. نأمل خلال الفترة القليلة المقبلة أن تصبح مراجعة العميل للأمانة والبلديات الفرعية جزءا من الماضي بحيث يستطيع العميل أن يكمل الإجراءات الإدارية كافة من تصاريح وغيرها عن طريق الإنترنت، ومن ثم ترسل المعاملات بعد استكمالها بواسطة البريد أو عبر مراكز خدمات متنقلة تابعة للأمانات والبلديات الفرعية. هناك بعض المشاريع الكبيرة مثل التصاريح المتعلقة بعمائر كبيرة، الصلاحيات أعطيت للبلديات الفرعية لأي مبنى سكني لأربعة طوابق وما دون، المناطق التي بها عمائر من ستة طوابق فأكثر لا بد أن تتم معاملاتها عن طريق الإدارة العامة للتخطيط العمراني، وستتخذ عدد من الإجراءات التي تقلل المدة بحيث لا تكون الفترة المطلوبة لإصدار التصريح طويلة بإذن الله»
• «عكاظ»: تشهد مكة في السنوات الأخيرة ارتفاعا في درجة الحرارة، الأمر الذي يجعل من تغطية المطاف وساحات الحرم ضرورة، كيف يمكن حماية المصلين والمعتمرين من لهيب الشمس من منظر الرئاسة العامة، وهل لديكم نية للتوسع في تكييف أجزاء المسجد الحرام؟
ــ يوضح الدكتور يوسف الوابل قائلا «صدرت موافقة خادم الحرمين الشريفين بتكييف الحرم المكي كاملا وانتهينا الآن من كافة الدراسات والخرائط الخاصة بهذا المشروع، وسيتم التكييف على مراحل متعددة، والحقيقة أنه تم الانتهاء أخيرا من تكييف الدور الأرضي للمسعى، فيما سيستمر العمل على تعميم التكييف على أنحاء الحرم كافة خلال العامين المقبلين وهما العمر الزمني لهذا المشروع. أما ما يخص ساحات الحرم فهناك دراسة جادة حيال هذه الأمر فهي مساحة ضخمة من المفترض الاستفادة منها في صلاة الجمعة وربما يرى هذا المشروع النور قريبا».
• «عكاظ»: وماذا عن الرواق العثماني وإزالته لصالح توسعة المطاف؟
ــ هنا يقول الدكتور يوسف الوابل «لدينا خياران في هذا الموضوع؛ هناك دراسة للاستفادة من الرواق العثماني بشكل يضمن راحة المصلين والطائفين، ودراسة أخرى لإزالته وتوسعة صحن المطاف ولم يستقر الأمر بعد حيال الدراستين، لكن في كلا الحالتين هناك نية لتوسعة المطاف وتغطيته وتكييفه لتوفير أجواء مريحة لضيوف الرحمن».
• «عكاظ»: كيف ستلعب توسعة خادم الحرمين الشريفين في ساحات الحرم في الارتقاء بالخدمة المقدمة لضيوف الرحمن؟
ــ يبين هنا أمين العاصمة المقدسة قائلا «مشروع توسعة المسجد الحرام من أكبر المشاريع المنفذة حاليا، حيث تم إنجاز مساحة التوسعة الأساسية، واللجنة التحضيرية التي أرأسها مسؤولة عن إعداد المشروع والإزالات والخدمات، والخدمات البديلة. ونحن انتهينا من التوسعة داخل المنطقة المركزية وتبقت محطة الخدمات المركزية في المسجد الحرام بعد التوسعة في منطقة البيبان والأنفاق، وهذا المشروع سيكون نقلة نوعية في المنطقة المركزية.
وهناك ثلاث مراحل للمشروع؛ المرحلة الأولى عدد عقاراتها المزالة البالغة 1003عقارات، ومرحلة الـ100 متر الملاصقة للساحات وعدد عقاراتها المزالة 531 عقارا، محطة الخدمات المركزية في البيبان وعدد عقاراتها 235 عقارا، مداخل أنفاق المشاة وعددها 531 عقارا. فيما نطاق المشروع يشتمل على توسعة الساحات الشمالية للحرم المكي الشريف من شارع المسجد الحرام الغزة شرقا إلى شارع جبل الكعبة غربا وبعمق 660 مترا من الكعبة المشرفة وهي عبارة عن مرحلتين (الأولى والـ100 متر الملاصقة لها). وأنفاق المشاة هي النفق الشرقي، من الساحات الشمالية للحرم المكي الشريف باتجاه الحجون (جبل دفان) بطول 1200 متر تقريبا. والنفق الغربي، يبدأ من الساحات الشمالية للحرم المكي الشريف باتجاه جرول مرورا بدحلة حرب بطول 1000 متر تقريبا. ونفق الطوارئ، يبدأ من شارع جبل الكعبة (القبة) غربا باتجاه الشرق بطول 700 متر تقريبا يتقاطع مع النفقين الشرقي والغربي. وتم تسليم المقاول مواقع المشروع أولا بأول بعد إنهاء إجراءاتها لتنفيذ أعمال الإنشاءات الخاصة بتوسعة خادم الحرمين الشريفين، كما تم إنهاء صرف تعويضات المواطنين من ملاك وناظري الأوقاف بنسبة كبيرة، وجار استكمال صرف مستحقات المتبقي بعد استكمال متطلبات الصرف من الجهات ذات العلاقة.
من جهته، عد الدكتور يوسف الوابل المشروع في طاقته الاستيعابية يمثل ثلثي الطاقة الاستيعابية للمسجد الحرام، ومن بركاته العاجلة أنه قاد إلى زيادة مخزون مياه زمزم في البئر عما كانت عليه سابقا، بسبب وجود آبار في توسعة الملك عبد الله في الشامية، وهذه الآبار كانت محفورة في منازل ملاكها، إذ كانت مربوطة بخزانات تلك المنازل، فعند إزالة هذه المنازل أثناء التوسعة زاد مخزون مياه زمزم وارتفع منسوبها إلى معدلات عالية.
• «عكاظ»: كيف يدار الإفتاء داخل المسجد الحرام، لا سيما بعد أمر خادم الحرمين الشريفين بتنظيم الفتوى؟
ــ هنا يقول الدكتور يوسف الوابل «لدينا في الحرم المكي الشريف 100 كبينة إفتاء يعمل فيها على مدار الساعة نخبة من أهل العلم وهم من ثلاث شرائح؛ قضاة، أعضاء هيئة تدريس من جامعة أم القرى وعلماء من أعضاء هيئة كبار العلماء، وقد شددنا في مسألة الفتاوى وقصرناها فقط على المناسك، حيث يركز المرابطون في تلك الكبائن الافتائية جل حديثهم عن مناسك الحج والعمرة والأمور الفقهية التي تلامس حياة الناس. ونحن نراقب كل ما يدار من دروس ومحاضرات وما سواه وكلها -ولله الحمد- صالحة مصلحة ولدينا في المسجد الحرام معهد الحرم المكي الذي تم اعتماده أخيرا من قبل وزارة التعليم العالي، لذا فالرئاسة لا تسمح بوجود مفتين متطوعين داخل المسجد الحرام، ولا يوجد لدينا مفتون متطوعون بل كل من يعمل في المسجد يقع تحت إشرافنا، فلدينا أكثر من 50 مرشدا وموجها للمعتمرين يقتصر دورهم في الإجابة على أسئلة المعتمرين في المناسك والعبادات وما يتعلق بالصيام والاعتكاف، إضافة إلى 100 كابينة للرجال والنساء يجيب فيها المرشدون على أسئلة المعتمرين في نسكهم على مدار الساعة
المصدر : عكاظ 15/9/1431هـ - ماجد المفضلي .
0 تعليقات