السفير محمود شاولي ..أحنُّ لدوارق أبي في سفح جبل أبي قبيس

خلع السفير محمود شاولي رداء الدبلوماسية والبروتوكول، ولبس جلباب الزمزمي؛ ليتحدث من القلب إلى القلب حديث ابن البلد عن مهنة الزمازمة التي توارثها آل الشاولي أبا عن جد: «منذ نعومة أظفاري كنت أرى والدي عمر -يرحمه الله- وهو يجمع خلال العام الدوارق ويضعها فوق بعض في مدخل دارنا في سفح جبل أبي قبيس»، ورغم اشتغاله بالدبلوماسية،لم يترك السفير شاولي مهنة الزمازمة، بل كان يصطحب في كل سفره إلى مقر عمله خارج المملكة ماء زمزم يوزعه على المسلمين في كل بلد يقيم فيه خاصة في شهر رمضان: «كنت أشعر في كل مرة أوزع فيها ماء زمزم بسعادة لا توصف».

40 عاما أمضاها السفير شاولي في العمل الدبلوماسي بعيدا عن أهله ما بين سورية، مصر، السودان، إسبانيا ونيجيريا، رأى خلالها من الغرائب والعجائب ما يوقف شعر الرأس: «في نيجيريا شاركت في تأبين صديق مسيحي، فوجدت أن من عاداتهم أن تحيي قريته ليلة الوفاة بالطبل والمزمار» و«شاهدت مجموعة من الرجال يمتهنون إخراج الجن والعفاريت من الدور المسكونة بالتراتيل والصراخ والزعيق والرقص بالسيوف والسواطير».

السفير شاولي الذي كان من أوائل من عملوا في مهنه الزمازمة في مكة المكرمة، عاصر أجيالا عديدة، وما زال يتذكر حياتهم الاقتصادية في ذلك الوقت: «كان الواحد منا يقنع بمصاريف يومية من الهلالات تعد على أصابع اليد، يصرف جزءا منها ويضع الباقي في الحصالة لينفقها في الإجازة والأعياد، لذلك أصبح جيلنا يعرف قيمة الريال والقرش، ولم نكن يومها نعرف القروض من البنوك والفيزا والماستركارد التي جعلت شبابنا اليوم يعيشون في دوامة لا يعرفون كيف يخرجون منها».

«عكـاظ» التقت السفير محمود شاولي في القاهرة في حضور ابنه الفنان هيثم شاولي، ومن أول اللقاء لمسنا فيه روح المرح والتلقائية والحميمية التي يتصف بها الزمازمة، وهذا ما لم نكن نتوقعه في شخصية الدبلوماسي حسب الصورة الذهنية المرسومة مسبقا من أن الدبلوماسي تغلب عليه المهنية الصرفة ويتميز بالتحفظ في إجاباته، كما أن طريقة حياته يضبط إيقاعها المراسم أكثر من أن ينطلق في الحديث على سجيته.

السفير شاولي تحدث عن تلك الذكريات وعن فترة عمله في الدبلوماسية كاشفا عن حكايات عديدة فجرها هذا الحوار:

• حدثنا عن طفولتكم وبداياتكم الأولى؟
ــ كانت أيام الطفــولة، أيام البراءة والقناعة والعيش وسط ظروف اقتصادية مختلفة تماما عما هي عليه في الوقت الحالي، كان الواحد منا يقنع بمصاريف يومية من الهلالات تعد على أصابع اليد، يصرف جزءا منها ويضع الباقي فــي الحصـالة لــينـــفـــقـــهــــا فـــي الإجازة والأعياد، لذلك أصــبــح جــيلـنــا يـعـــرف قـيـمـة الريال والقرش. ولم نكن يومها نعرف القروض من البنوك، والفيزا، والماستركارد التي جعلت شبابنا اليوم يعـيـشـــون في دوامة لا يعرفــون كيف الخـروج منها.

أما عـــن بداية أســـرتي في ممارسة مهنة الزمازمة، فلا أعـــرف بالتحــــديد، ولا أسـتـــطـيــع أن أؤكد لك كيف ومتى بدأت الأســـــرة الزمازمة وسقيا ضـــــيوف الرحمن وإن كنت أسمع من البعض أن تلك المهنة قد توارثناها أبا عن جد.

وكان أن اصطحبتني والدتي بعد وفاة والدي إلى كتاب الشيخ رحمه الله البخاري الواقع عند مدخل باب زيادة أحد أبواب المسجد الحرام، كنت يومها في سن الرابعة، وبعد أن مسحت اللوح الذي حفظت فيه بعض آيات القرآن الكريم مرات عدة، أخذتني الوالدة إلى المدرسة الفيصلية في حي الشبيكة، حيث رحب بنا مديرها المربي القدير مصطفى يغمور -يرحمه الله- لمعرفته بوالدي فتولاني برعاية خاصة ودفعني إلى الأمام.

وبعد أن تحصلت على الشهادة الابتدائية التي كانت لها قميتها المعنوية في تلك الأيام، اتجهت للعمل فعينت في مطبعة الحكومة (قسم المحاسبة)، متجاوزا عمري الحقيقي.

وأثناء عـــملي كنت أواصل دراستي الثانوية بالانتساب إلى أن جاء من يطلبني للعمـــل في وزارة الخارجية في الإدارة المالية بعد أن استحدثت إدارات مالية في كل وزارة وبراتب مغر يعادل أضعاف راتبي في المطبعة، فاتجهت إليها وعملت فيها مواصلا دراستي الجامعية في جامعة القاهرة؛ منتسبا، إلى أن تم اختياري للعمل نائب قنصل في دمشق.

• وماذا عن مسيرتكم الدبلوماسية؟
ــ بدأت عملي الدبلوماسي في دمشق، ثم نقــلــــت للعمل في سفارة المملكــة في نيجيريا، وبعد ذلك إسبانيا والخرطوم وانتهت في القـــاهرة، 35 عاما قضـــــيـتــها خـــارج وطني بعيدا عن أهلى، أشد الرحال من بلد إلى بلد ومن عالم إلى عالم، أجر خلفي زوجتي والأولاد، رأيت خلالها من الغـــرائب والعجائب ما يوقف شعر الرأس.

في نيجيريا، شاركت في تأبين صديق مسيحي فوجدت من عاداتهم أن تحيي قريته ليلة الوفاة بالطبل والمزمار، وشاهدت مجموعة من الرجال يمتهنون إخراج الجن والعفاريت من الدور المسكونة بالتراتيل والصراخ والزعيق والرقص بالسيوف والسواطير وكل سلاح أبيض فتاك.

 وقفت ذات مرة أمام دكان صغير لأشتري بعض الحاجيات، فوجدت أن هناك حجبا وتمائم معلقة في السقف، سألت عن تلك التمائم فقيل لي إنها لجذب (الزبائن).. اعتقادات غريبة ما أنزل الله بها من سلطان!

وفي إسبانيا، رأيت الآثار والمعالم التي تركها المسلمون بعد حكم دام 700 عام، وما زالت تحكي للزوار والسواح عظمة تلك الأمة التي أنارت لأوروبا الطــــريق للتقدم بعد أن كانت تعيش في ظلمات التخلف والجهل.

• وماذا بعد؟
بعد أن قضيت عشر سنوات في القاهرة وحدها، طلبت مني وزارة الخارجية العودة إلى الرياض لأجد على مكتبي خطابا بإحــالتي على التقــاعـــــد حسب النظـام.

• حينها ماذا فعلت؟
لملمت نفسي وحزمت أمتعتي وسحبت أوراق أولادي من المدارس لكي أعود إلى جدة، أرابط عن والدتي التي بعدت عنها سنوات وسنوات إلى أن لقيت وجه ربها الكريم ولسانها لا يكف عن الدعاء.

• هل ما زلت تذكر الزمامة، وهل تحن إليها؟
- منذ نعومة أظفاري كنت أرى والدي -يرحمه الله -وهو يجمع خلال العام الدوارق ويضعها فــــوق بعض في مدخل دارنا في سفح جبل أبي قبيس، كنت أشاهده وهو يعيد ترتيبها، ويضع الواحد فوق الآخر برفق، وعندما سألته في براءة الأطفال ذات مرة: والدي ماذا ستفعل لو انهار هذا الجبل من الدوارق، أجــاب في نبرة حادة دون أن يلتفت إلي: «سؤال بلا سبب قــلــة أدب، أعوذ بالله.. أعوذ بالله.. فال الله ولا فالك، لو حصل ذلك لكان أســــوأ يوم في تاريخ حياتي» ومنذ ذلك الحين أصبــحـت أحن لصنعـــة والـــدي «صـــنعة أبـــوك ولو ضـــاربوك» كان ذلك الحــــدث قبل 70 عامـــا ونيف ومن يومها وإلى الآن أنظر إلى الدوارق نظـــرة تــقـــدير وإعجاب.

 وبعد أن انــتــقل والدي إلى الرفيق الأعلى مخلفا وراءه ثـــلاثــة أبناء كنت أنا أكبرهم ســــنا، وسيدة تحملت الكثير في سبيل تربية أطــفـــالها دون أن يترك لها والــدي شيئا من حطام الدنيا تســتـعــين به جزاها الله عنا خير الجزاء، فكنت أنا وأخواني نمارس ســـقــايـــة الحــاج والأعـــيـــاد.

وعنـــدما كبرنــــا وذهــــب كل منا إلى وجهته؛ أنا لوزارة الخارجية، وأخي طه إلى الجيش، وأخي الأصغر حسني إلى مراقبة الجو والأنواء، لم أترك مهــنـــة الـــزمازمة، بل كنت أصطحب في كل سفرة إلى مقر عملي خارج المملكة ماء زمزم بقدر المستطاع أوزعها على المسلمين في كل بلد أقيم به في شهر رمضان مجانا، فأشعر في كل مرة أوزع فيها ماء زمزم بسعادة لا توصف.

• ما تعليقكم على تطور العمل في مكتب الزمازمة الموحد بقيام مركز التعبئة الآلية لماء زمزم؟
ــ غيابي عن بلدي العزيز وعــــن أقــــدس بــقـعــــة فــــي الأرض وأنا أمارس عملي الدبلوماسي في القارات الخمس، جعلني أنـقطع عن معرفة تطور العمل والمراحل العديدة التي مرت على مهـــنة الســقــاية منذ قـــديم العصر، فلم أكن وقتهــا أعرف أنه تم إنشاء مركز التعبئة بالأمر السامي رقم 954 في 16/1/1402هـ، لتتوحد الطاقات وتتضافر الجهود في سبيل خدمـــة الحاج، ولم أعرف أن هـناك مجموعات ميدانية لإيصال ماء زمزم لضـــيوف الرحمن في مســاكنهم داخل عبوات أسطوانية مـعـقـمـة بطـــريقــة آلية لا تتخللها أية أيد بشرية ضمانا لصحة الحجيج وسلامتهم.

وعند عودتي للبلاد وزيارتي لمكتب الزمازمة ومركز التعبئة الآلية، وقفت مندهشا أشاهد بأم عيني مراحل التعبئة وسألت: هل يعقل أن تتطور عملية التعبئة بهذا القدر وتتحول من عملية مكشوفة ودلو طالع نازل، إلى عملية علب صغيرة مقفولة يحملها الحجاج عند سفرهم!

كانت العادة عندنا أن تضع صاحبة المنزل التي قد يكون معيلها مسافرا أو مريضا أو شيخا كبيرا عند باب المنزل لوح العيش مغطى بقماش أبيض ومعه بضع هلالات، فإذا ما شاهده أحد المارة من أهل الحي يأخذه إلى المخبز ويعيده بعد خبز الأرغفة إلى مكانه مع ما يفيض من تلك الهلالات.

وذكر الشيخ الشــعـــراوي مشــاهـديــــه بقصة سيدنا موسى عليه السلام عندما خرج من مصر خائفا يترقب وتوجه إلى أرض مدين، وعندما بلغ ماء مدين وجد جماعة من الناس يسقون غنمهم ووجد من ورائهم امرأتين تحبسان غنمهما عن الماء، فسألهما موسى عليه السلام فقالتا له: لا نسقي حتى يفرغ القوم من سقياهم وأبونا شيخ كبير، وليس له أحد يعينه غيرنا، فسقى لهما موسى عليه السلام ثم تولى إلى الظل.

إن الجيل السابق كان أكثر عصـــامية ومـــثلا وقيما رفيعة وهي أشياء قل أن نجدها هذه الأيام.

• كم استغرق عملك في السلك الدبلوماسي؟ وما الدول التي عملت بها؟
ــ أمضيت في العمل الدبلوماسي ما يزيد على 40 عاما، أما الدول التي عملت بها فهي سورية، مصر، السودان، إسبانيا ونيجيريا.

• بعد 40 عاما في العمل الدبلوماسي، ما تقييمك لهذه التجربة؟
ــ العمل الدبلوماسي عمل شيق وممتع ومليء بالتجارب الحياتية، ويتيح دائما اكتساب خبرات جديدة، ومن خلاله يتم التعرف إلى الكثير من عادات وتقاليد شعوب الدول التي يقيم فيها؛ منها الجيد المفيد ومنها المضحك المبكي ومنها الطريف والغريب.

• ما الدولة التي تركت في نفسك أثرا طيبا واستمتعت بالإقامة فيها؟
ــ في عام 1378هـ، صدر قرار من وزارة الخارجية بنقلي للعمل نائب قنصل في سورية التي كانت آنذاك تسمى بالإقليم الشمالي، إبان الوحدة ما بين مصر وسورية، أحببت سورية وتعودت على هوائها العليل، أحببت صوت خرير الماء يجري في كل مكان، خاصة في منطقة (أبو رمانة) وهي منطقة سكنية راقية يعيش فيها الزعماء والدبلوماسيون والشعراء وكبار أهل دمشق، وقد أحببت حواري دمشق وبيوتها القديمة الأثرية التي لا تخلو من نوافير المياه وأحواض الزهور وخمائل الياسمين التي تفوح منها الروائح الزكية في كل مكان.

• وما الدولة التي لم تكن تتمنى الذهاب إليها؟
ــ بعد سنتين ونصف السنة من إقامتي في دمشق، وبالتحديد في عام 1381هـ، تلقيت خطابا من وزارة الخـــارجــيــة يــفـيــد نـقــلـي للعمل في السفارة الســـعودية في لاجوس عاصمة نيجيريا آنذاك، وقد جاء هذا النقــل ثقـــيلا على نفــســي بعد أن أحببت الحــيــاة فــي دمشق.

ترددت بادئ ذي بدء وسألت نفسى: كيف أترك بلدا مثل دمشـــق وأســــافــــر إلـــى بلد لا أعــــرف عنه سوى القليل من القصص التي تحكى عــــن الغرائب والعــجـائـــب في أفريــقـيـا السوداء، كان ذلك فــي الـسـتـيـنـيـات الميلادية عــنـــدما قــــررت الممــلـكة تبادل التمثيل مع عدد من البلاد الأفريقية التي نالت الاستقلال حديثا.

• وكـيـف كان رد فعلك إزاء هذا القرار؟
ــ ترددت كـثــيرا فــي كــيـفـــــيــــة الـتـعـامـــل مع قرار النقـــل: هل أقــــول للخارجيــة إن والـــدتي مريضـــة لــكــي أهرب مـــن النقــل، بينما الوالــدة عـــــاشـــت -ولله الحمد- طــــوال عـــمرهـــا الذي بلــغ المــــائــــة عــــام دون أن تشـــتــكــي يومــا من تســارع فـــي ضــربــات الــقـلـب أو زيادة نـسـب الكـــولـــيســـتــرول أو ارتفــاع في ضـغط الدم.

هـــل أقـــول إن والـــدتي لا تكاد تبصر طريــقـها والواقـــع إنها كانت تدخل الإبـــرة على ضوء الشــمـعة وفانــوس الغاز، هل أقـــول إن الوالدة لا معيل لها غيري -حاشا لله- فــوالدتي كــانـت تعـيــش مع أخــــوة لي يشـمـلــونهــا بكل العــطف والحنان، أخيرا قـــررت حـــزم أمتعـــتي وتوكـــلـت عــلى الله، وفي مطار دمشــق اســـتـقلـلــت الطــائــــرة فـــي رحلة متــعـبــة دامت عشر ساعات، وما إن أعــلـن المضيف موعد اقـــتــرابنا من مطار لاجوس العـــاصمة في تلك الأيام وحطت الطائرة بجسدها المتهالك على أرض المطار وفتح المضيف باب الطائرة حتى شعرت بحرارة ورطوبة لم أعهدهما من قبل ثم أخذت أتخلص من ملابسي الثقيلة شــــيئا فشيئا، تذكرت آنذاك دمشــق وهـــواءها العــليـل ونهر بردى وقول شاعرنا أحمد شوقي عندما وصفها:
آمنت بالله واستثنيت جنته
دمشق روح وجنات وريحان
قال الرفاق وقد هبت خمائلها
الأرض دار لها الفيحاء بستان
جرى وصفق بلقانا بها بردى
كما تلقاك دون الخلل رضوان
دخلتها وحواشيها زمردة
والشمس فوق لجين الماء عقبان

• وكيف كانت حياتك في نيجيريا؟
ــ مرت الأيام والشـهور وتأقــــلمت على حرارة نيجيريا ورطـــوبة جـــوها وسعدت بها، رغم اختلاف الأجواء والبيئة والعادات، ومن ذكرياتي هنــاك أنـــني في إحدى المرات دعيت مع أخي وزميلي المرحوم مأمون خيري القباني المستشار بالسفارة الذي حــباه الله بأخلاق عاليـــة ونظـــرة ثاقــبة وثقـــافـــة عالية للمشـــاركة فــــي تشييع جثـــمان صديق نيجـيـــري يقيم بمســافـــة تبعد عنا مائـــة كـيـلـو متر، توجهـــنا إلى القرية فـــي ليلة افــتـقـدنـــا فيها ضوء الـــقــمــر، وذلك عبر غــابـــة كـــثيــفــة مظلمة مخيـــفــــة تقـشــعــر لها الأبدان، وبـعــد أن توسطنا تلك الغابة التي كان الطـــريـــق داخلها نصف ممهد سمعنا أصواتــــا غــريـبـــة لا نعرف ما إذا كانت أصوات عــفـــاريت تعيش في الغـــابة أو زئير أسد أو صــوت فيل هائج يتحفـــز للهجوم علـــى سيارتنا ونحن بداخلها، فالـتـفــت على التو نحو أخي مأمون متسائلا: ماذا يحدث لو أصاب السيارة عطـــل فني، أو أنفجر أحد إطاراتها والطــريق داخل الغابة لا يسلم من الزواحف التي تحمل بين أنيابها الســم الزعــاف الـــذي يــكفـــي لـقـتــل بعـيـــر، استجمعنا قــــوانا وتوكــــلـنــا على مولانا وقرأنا المعــوذتين، وبـعــد فتــرة؛ ظهرت لنا عن بعد أرض مكشـــوفـــة وأنوار تغيب وتعود حتى وصلنا القرية، وعندما اقتربنا من العنوان سمعنا هرجا ومرجا وصوت موسيقى صاخبة.

• ماذا بعد التقاعد؟
ــ بدأت حياة جديدة؛ حياة ما بعد التقـــاعد، شاركت في إصدار نشـــرة جيل الــثـغر وتولــيــت رئاســـــة تحريرها طيـــلة اشـــــتراكي في مجلسي الآباء، ثم كتبت لصحيفة (المدينة) عامـــودا ثابتا كل أسبوع ينـشـر في صفحة الرأي تحت عنوان (على الماشي) لمدة ســتـــة أعـــوام، كما ساهمت بالكتابة في عدد من الصحف والمجلات السعودية مما حفزني لإصدار كتابي (وجدانيات) حكيت فيه عن مشـــاهداتي خلال عملي الطويل في السلك الدبلوماسي، والآن أفكر في جمع أوراقي لكي أنشرها في كتاب تحت عنوان (ذكريات دبلوماسي).

المصدر : جريدة عكاظ 4/8/1431هـ - حوار : اشرف مخيمر