بيت نصيف بجدة

 

* حتى الزائر أو المقيم لمدينة جدة يستطيع أن يقف على القيمة الكبيرة التي يحظى بها “بيت نصيف” في قلب هذه المدينة العريقة.. فهناك دلالات تشير وبوضوح لمكانة هذا البيت وبعض الرموز التي خرجت منه عبر أجيال مختلفة.. وفي حلقة الأمس أنطلقنا في بحثنا عن بيوتات جدة من “ بيت نصيف” ووقفنا على بعض الجوانب الهامة التي تميز بها، وألقينا الضوء على كثير من المعالم البارزة فيه.. واليوم نستكمل إطار الصورة الخاصة بهذا البيت وبالأسرة التي سكنت فيه ( فرع الأفندي نصيف ) من خلال حوارنا المتواصل مع الدكتور عبدالله عمر نصيف الذي سألناه عن أبرز الشخصيات التي تكررت زيارتها لبيتهم الشهير في العلوي فقال: هناك العديد من الشخصيات واذكر منهم على سبيل المثال محمد بشير الإبراهيمي رئيس هيئة علماء الجزائر.. وكان يلقي محاضرات ويمتلئ البيت عن آخره.. كذلك محمد سعيد رمضان كان متحدثاً مفوهاً. الذين نزلوا بالبيت أعداد كبيرة من رجالات الأمة الإسلامية.

من تذكر من السياسيين وكبار المسؤولين في الدولة؟
- كان البيت يستضيف حكاماً أيضاً وأذكر الملك عبد العزيز الذي كان يأتي ويقضي شهرين أو ثلاثة سنوياً ولمدة 12 عاماً...

الملك عبد العزيز هو الذي اختار أن ينزل لديكم أم أن جدكم هو الذي استضافه؟
- جدي استضافه لأنه لم تكن هناك فنادق في ذلك الزمن.. ثم أن البيت كان معداً لذلك منذ أن بني.. فقد استضاف أعداداً كبيرة من الحكام الأتراك والعثمانيين والأشراف الذين كانوا ينزلون في بيتنا.. وعندما فتح الملك عبد العزيز جدة وبعدها أيضاً كان ينزل في بيتنا بحاشيته.

هل كان البيت يتسع لكل حاشية الملك؟
- ليس كل الحاشية بل كان يستضيف كبار الحاشية لعدم امكانية استيعاب البيت للحاشية كلها.

هل عاصرت تلك الفترة؟
- أبداً فهذا كان قبل أن أولد بعشرين سنة.. لكنني قابلت الملك عبد العزيز شخصياً وعمري ثماني سنوات.

أين قابلته؟
- ذهبت مع جدي لاستقباله في أم السلم.. فقد كان من عادة أهالي جدة أن يستقبلون الملك عبد العزيز في “أم السلم “ وينصب له صوان عند مجيئه إلى جدة. ولا زلت احتفظ بصورة لهذه المناسبة.. وعندما توفي الملك عبد العزيز كنت في بداية الثانوية.

هل لكم ذكريات عن البيت وسطحه؟
- أهل البيت جميعاً وكذلك الضيوف ينامون في السطح لعدم وجود مكيفات آنذاك.. حتى الملك عبد العزيز كان ينام في السطح وكان هناك مظلة تسمى الكشك للذين لا يحبون الرطوبة كان الملك عبدالعزيز ينام تحتها.. أما جدي فكان يحب الرطوبة وكنا صغاراً نستمتع بها، وكانت تؤدي لبرودة الفراش وكانت قطرات الندى تسيل من الناموسية.. السطح كان مقسماً إلى ستة أقسام كل عائلة تنام في قسم خاص. وفي جوانب السطح مرازيب لتصريف المياه إلى الخارج والداخل.

تعني أن هناك مرازيب داخلية؟
- نعم تذهب بالمياه إلى الصهاريج.. فعندما كان المطر يهطل كانوا يغسلون السطح ويفتحون المرازيب الداخلية وكنا نسمع صوت خرير الماء وهو ينزل.. وهناك مطبخ مخصص للطبخ وكان الأكل يوضع فيه نسبة لبرودته لعدم وجود الثلاجات في تلك الأيام.. بالمناسبة في الماضي لم نكن نحب رمي الأكل.. بل كان الأكل يغطى ويترك حتى الصباح.. كان هناك مطبخان في البيت وهناك فرن للخبز.. هذا المطبخ له سطوح صغير يخزن فيه الطعام.. وعندما لا تكون هناك امرأة للطبخ هناك مطبخ تحت الأرض في الحوش. كان الرجال يطبخون فيه.

دعنا نتحدث عن باحة البيت الخارجية والشجرة الشهيرة الباقية حتى اليوم ؟
- هذه الشجرة زرعت عند باب البيت وكانت من ضمن تصميم المهندس الذي زرع شجرتين من نبات (النيم) وهي شجرة أصلها من الهند أو من إفريقيا. هاتان الشجرتان ميزتا البيت. إحداهما ماتت.

بعد فترة قصيرة من زراعتها؟
- لا. ظلت حية لمدة 25 أو 30 سنة ثم ماتت..حتى محلها لا يزال موجوداً إلى اليوم.. الشجرة الأخرى صمدت وأصبحت لها فروع. هذه الشجرة أصبحت من علامات جدة التي لم يكن بها شجر داخل السور.

من أين أتيتم بهذه الشجرة؟
- لا أدري حقيقة، لقد كان البعض يرسل كتباً إلى جدي من خارج المملكة ويقولون للمرسول إلى الشيخ محمد نصيف الذي أمام بيته شجرة.. أحدهم أسهب في الوصف فقال: الذي أمام بيته شجرة مرة.. ثم أن الناس الذين كانوا يصابون بالملاريا كانوا يستأذنون في المبيت تحتها لأن لديهم اعتقاد بأنها تعالج الملاريا. فورقها كان يُطحن ويُشرب لعلاج أمراض الكبد والصفراء والسكر، و كانوا يستأذنون في الحصول على ورق الشجر وكنا نصعد الشجرة لنقطف لهم الأوراق. كذلك حبوبها التي تشبه النبق. كان الكثيرون يأكلونها ويرون أنها مفيدة للصحة.

شهد بيتكم بعض المعاهدات والاتفاقيات التاريخية هل تذكر بعضها؟
- عندما تفاوض أهل جدة مع الملك عبد العزيز قبل أن يدخلها اتفقوا على أن يسلموا له، طبعاً الشريف علي اعترض على ذلك وخاصم أهل جدة وقال لهم: « أنتم كلكم طرش بحر ولا تعرفون قيمة الأرض».. لكنه بعد عام اضطر للاستسلام.. هذه الاتفاقية وقعت هنا في هذا البيت.

كم عدد الذين تفاوضوا مع الملك عبد العزيز؟
- تقريباً 25 من أعيان جدة.. منهم محمد الطويل ومحمد نصيف والمجموعة. الاتفاقية وقعت هنا.

ماذا كان يميز جدكم حتى يحظى بهذه المكانة وماذا استفدت منه شخصياً؟
- كان يتميز بسمت العلماء والأخلاق العالية والتواضع وحب الإحسان للناس ومراعاة احتياجاتهم والتوفيق والإصلاح بين الناس والشفاعة للناس عند الملوك والرؤساء. كان يشفع لمن لديهم مشكلات أو حاجة أو أصابتهم جائحة.. كان يتوسط لهم عند الملك عبد العزيز ومن بعده الملك سعود والملك فيصل.. واستفدت من هذه الخصال كثيراً.

هل هناك مواقف عشتها مع جدكم؟
- مواقف كثيرة، كان يحب السفر في الصيف إلى لبنان ومصر وسورية وتركيا لطباعة الكتب. كانت رحلاته كلها لطباعة الكتب وكنا نقضي الإجازة كلها في المطابع والمكتبات.

هل كان السفر بالبحر؟
- سافرت معه بالطائرة ولكنه كان يسافر بالبحر. الهدف الأساسي من الرحلات هو طباعة الكتب ومقابلة العلماء. أي فندق كنا ننزل فيه سواء في مصر أو لبنان أو سورية تجد الغرف مليئة بالعلماء من كل الفئات والاتجاهات. بابه مفتوح للكل ولم يكن يقول إنه سلفي ولا يجتمع إلا بالسلفيين. كان يستقبل الجميع.

ما هي الكتب التي كان يطبعها؟
- الكتب التي يهتم بها هي الكتب الدينية في الدين والعقيدة بالذات والفقه ثم كتب التاريخ. تاريخ المملكة وتاريخ العالم الإسلامي والكتب الاجتماعية التي تناقش قضايا الأمة الإسلامية.. ثم أن جدي ورث من جدة أملاكاً كثيرة في جدة نظراً لوفاة والده مبكراً .. وكان في كل عام يبيع أحد البيوت ليطبع الكتب حتى لم يبق له إلا بيتان أو ثلاثة. أحياناً كان يأخذ مساهمات من الأمراء والتجار لطباعة الكتب عندما لا تكفي نقوده.

من هنا تكونت مكتبته؟
أول بداية المكتبة كانت عام 1320هـ. فقد أعطاه جده نقوداً ليشتري جارية قبل أن يتزوج لكن الفكرة لم ترق له ومع ذلك ذهب إلى مكة لأن سوق العبيد هناك أكبر وكأنه ملعب روماني لبيع الجواري حيث يتم عرض الفتيات في شرفات.. دخل جدي إلى سوق العبيد ومعه محمد سعيد كيال الذي كان وزيراً عند جدي الأكبر عمر نصيف.. و بمجرد دخولهما فوجئا بكمية كبيرة من الجواري يصل عددهن إلى 200 أو 250 جارية من مختلف الجنسيات والألوان.. كان هناك شركسيات وقوقازيات لكن الغالبية من الجواري السود الأفارقة.. اقترب محمد سعيد كيال من احداهن ليفحصها ففتح فمها لمعرفة رائحته إن كانت كريهة او طيبة وقام أيضاً بشم إبطيها وأمسك بنهديها ليعرف ما إذا كان قد سبق لها الولادة أم لا.

قال جدي إنه بمجرد أن رأى هذا المنظر اقشعر جسمه لأنه أدرك أن هناك كثيرين ممن فحصوا هذه الجارية قبله.. فطلب من الكيال أن يذهب به إلى سوق الكتب في باب السلام بمكة واشترى بالمبلغ كتباً وكانت تلك بدايته مع عالم الكتب.. وعندما عاد ذهب إلى جده وأخبره بأنه غيَّر رأيه واشترى كتباً بالمبلغ فأثنى عليه.. وبدأ يشتري الكتب ويبني المكتبة.

وهل اشترى الجواري بعد ذلك ؟
- نعم ولكن كل جارية اشتراها قام بعتقها.. كن يخدمن عندنا في البيت ولكنهن كن أحراراً.. لم تستمر إحداهن جارية.. وقد جاءته إحدى الجواري من اليمن وقالت له إنها مسروقة وأبوها معروف في اليمن فأعتقها في الحال وأعطاها مرافقاً ذهب بها إلى أهلها.

حبذا لو تحدثنا عن والدكم الشيخ عمر نصيف ؟
- والدي عمر نصيف ذهب في أول بعثة دراسية سعودية أرسلها الملك عبد العزيز إلى مصر عام 1352هـ.. كانوا حوالي 15 مبتعثاً وأسماءهم معروفة وتخرجوا من كلية المعلمين العليا ورجع والدي مديراً للمدرسة الثانوية.. كانت في جدة مدرستان ثانويتان هما الفلاح والسعودية التي كانت تسمى في السابق الرشدية.. وبعد سنوات قليلة أصبح مديراً للتعليم ثم معتمداً للمعارف.. ففي تلك الأيام كانت وزارة المعارف تسمى معتمدية المدارس.. بقي فيها عدة سنوات ثم انتقل مديراً للأوقاف ثم رئيس البلدية لمدة ستة أشهر ولم يستطع الاستمرار فيها وقال إنها لا تصلح له وإنه بعيد عنها وهي بعيدة عنه.. ثم عرضت عليه بعد ذلك عدة مناصب لكنه اعتذر.

ماذا استفدت من الوالد؟
- كان اهتمامه بالتعليم والتربية لأن التربية صنو التعليم وكان يقول إن التعليم بدون تربية ناقص.. لذلك كان يهتم بالتربية ولديه نظرية التربية عن طريق الضرب.. كان الضرب من عادته.. كان مشهوراً بذلك وبعض الناس اليوم يقولون لي: والدك ضربني في صغري وسأضربك (ضاحكاً).. حدود التربية والتعليم لديه لا تقتصر على المدرسة فقط. إذا رأى طالباً أساء الأدب في الشارع يقوم بمعاقبته في المدرسة.. كان يطلب من الطلبة أن يكونوا نموذجاً للأخلاق في المدرسة وخارجها لأن أخلاقهم إذا كانت سيئة خارج المدرسة ستنعكس عليهم وعلى زملائهم في المدرسة. كانوا يخافونه.. وأذكر أنني كنت أذهب معه إلى المدرسة وأنا صغير فإذا دخل عمر نصيف يسود في المدرسة السكوت التام.. حتى الأساتذة كانوا يخافونه قبل الطلاب.. هذه نظريته.. كان في طابور الصباح يتفقد المظهر والمخبر وبعد ذلك يذهب إلى المكتب.

هل كان يحابيكم لأنكم أبناؤه؟
- أبداً، كان شديداً معنا.

ما هو نوع التربية التي كانت في بيت نصيف ما دامت التربية والتعليم صنوان كما تقول، هل كانت هناك قواعد أساسية أو مبادئ تسيرون عليها؟
- والد جدي عمر نصيف ووالده عبد الله نصيف ثم أبو بكر نصيف كانت لديهم كلهم هذه السمة. كانوا يميلون إلى الضبط والربط في التربية حتى إن كثيراً منهم نال لقب (باشا) من الحكومة العثمانية.

كيف حصل على لقب باشا .. وهل يعطى لشخصيات معينة؟
- لا بد أن تكون الشخصيات بارزة وظاهرة.

أقصد.. ما هي متطلباتها؟
- لا أدري لكن كان بعض أجدادي يحملون لقب باشا. هناك كثيرون في المملكة نالوا لقب باشا.

أما عمي حسين فقد تم تعيينه مديراً لهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر عندما فتح الملك عبد العزيز الحجاز. بحثوا عن شخص مناسب فوجدوا حسين نصيف وعينوه مديراً للهيئة في جدة لكنه لم يستمر لأن طبيعته حارة. عمل بالتجارة عند إسماعيل شاكر في تجارة الموتورات ومات وهو شاب.

ألم يتزوج؟
- بل تزوج وأنجب أحمد ومحمود الذي كان مديراً للأشغال العسكرية في وزارة الدفاع.

وماذا عن المدرسة النصيفية ؟
- تأسست المدرسة النصيفية في جزء مجاور لنا كان مسكناً للضيوف.

من الذي أسسها؟
- والدتي رحمها الله أصرت على أن يكون هناك تعليم نظامي لأنها كانت تدرّس في البيت أبناء العائلة وأبناء جدة.

في بيتكم؟
- نعم.

كتطوع منها؟
- نعم ولا تتقاضي مقابلاً نظيره.. فقد تحدثت والدتي لجدي عن أهمية وجود مدرسة مع هذا التقدم.. فوافقها جدي على ذلك وكتب للملك سعود الذي حولها للمفتي الشيخ محمد بن إبراهيم الذي قال: لو اشرف عليها الشيخ محمد نصيف فليس هناك مانع.. وبالفعل أعطونا الإذن بفتح المدرسة عام 1367هـ.

إذاً المقر الأول للمدرسة كان في الأصل ضيافة؟
- بالعامية كانت تسمى مقاعد الضيوف وهي مساكن للضيوف في حوش به 10 غرف واشتركت مع إخوتي في ترميمها وتهيئتها حتى تكون غرف دراسية. أحضرنا البناءون الذين أصلحوا سقفها وأبوابها.

على نفقتكم؟
- نعم. هذه حقيقة تاريخية جميلة وكانت أول مدرسة.

للبنات؟
- نعم للبنات فقط وهي أول مدرسة رسمية للبنات. كانت هناك مدارس ولكنها غير رسمية.

د. عبدالله مشواركم العملي طويل جداً فماهي مناصبكم في الفترة الحالية؟
- أنا رئيس مؤتمر العالم الإسلامي الذي كان رئيسه معروف الدواليبي، وكذلك الأمين العام للمجلس الإسلامي العالمي للدعوة والإغاثة في القاهرة مع أني لا أداوم فيه. أذهب أحياناً إلى هناك.

ماذا عن مؤتمر العالم الإسلامي وهل له مكتب هنا في جدة؟
- له مكتب في جدة، أما الأمانة العامة فهي في باكستان.. كذلك لدينا الاتحاد العالمي للكشافة المسلم ومقره في جدة. لا أداوم فيه ولكنهم يبعثون لي الأوراق. وكذلك رابطة رواد الكشافة في المملكة العربية السعودية ومقرها في الرياض وتأتيني الأوراق والاتصالات والاجتماعات.. كذلك أنا نائب رئيس النادي العلمي في جدة. ونائب رئيس جمعية تحفيظ القرآن في مكة المكرمة.

ماذا عن اللقاء الثقافي الاسبوعي ( الأحدية ) في بيتكم العامر وهل لها نظام معين؟

- عندما أكون موجوداً نقيم الأحدية.

ما هي طبيعتها؟
- نختار الموضوع حسب المحاضر وأحياناً تكون المواضيع ذات طبيعة علمية بحتة وأحياناً شرعية وأحياناً اجتماعية.

علمية في الفيزياء والكيمياء مثلاً؟
- أحياناً يتحدث أحدهم عن رحلة جيولوجية في الربع الخالي، وأحياناً يتحدث أحدهم عن أشياء في علوم البحار وأحياناً علوم الأرض. أو أن يتحدث أحد الأطباء عن الحجامة وأهميتها.

كيف تحددون الموضوع؟
- بالتفاهم مع المحاضر نفسه.

من يختار المحاضر؟
- أنا أختاره وأتصل به.

ماذا عن مؤسستكم الخيرية ؟
- صدر قرار بالموافقة على إنشاء مؤسسة عبد الله نصيف الخيرية منذ عام ولكنا لم نباشر العمل فعلياً. وهي تهتم بالمساعدات التنموية كمساعدة طلاب العلم أو النساء اللاتي يحتجن إلى مساعدات لتبدأ عملاً. القصد هو مساعدة الناس على العمل وصرفهم عن الاستجداء.

كيف يتم توفير الأموال؟
- النظام يطالبنا بتوفيرها على ألا يتم جمع التبرعات.

هل الحكومة سوف تساعدكم؟
- قد تساعد إذا حدث عجز.. أما في البداية فالمؤسسة تعتمد على نفسها.. والله المستعان.

المصدر : المدينة 10/4/1431هـ - بحث و اعداد : صالح العمودي .