النجارة في البيت المكي التقليدي

 
في مكة المكرمة يسلم البناء العمل للنجار و صبيانه , حينما ترتفع الجدران وتترك الفتحات الخاصة بالإنارة ( الطيق العلوية ) وكذلك التهوية و الإنارة ( الشبابيك و الرواشين ) و الممرات ( الأبواب ) , حيث يمثل موقع البيت او البناء ورشة عمل لهم , فيتم إحضار جميع الأدوات و العدد للعمل داخل المبنى .
 
ثم إن النجارين كانوا يستأجرون للعمل في بيوت الأثرياء الذين يشترون لهم الخشب من السوق ويأمرونهم بعمل ما يريدون .
 
وحين يستلم البيت يأخذ الطابق الأول ويجلس في أحد غرفه ويصنع بعض الأخشاب المجهزة طاولة ( بنك ) ويبدأ العمل الى ان يصل للطابق العلوي والأخير و تكون أخشاب البنك ضمن حساباته ليضعها في طاقة او روشان ويخرج كما دخل بأدواته .
 
كان أهل مكة يعرفون في صناعة النجارة الفنية , حيث يقوم النجار بعمل سقوف البيوت و القصور وزخرفتها ويصنع الأبواب و الشبابيك الداخلية و الخارجية , كما يقوم بزخرفة الشباك ونقش بواطن السقوف و الدواوين بنقوش بديعة من الأشكال و الكتابات , وهذا بجانب الرواشين.
 


ومن النجارين من يقوم بصناعة الشقادف ( الهوادج ) وتأجيرها او صنع الدكاك المكية ( الكرويتات )وان كان البعض يتخصص بعمل شيء ما دون آخر فيمتهن أحدهم نشر الأخشاب وآخر النقش و الزخرفة وهكذا يتشكل فريق عمل متكامل لحرفة النجارة .

المصدر  : كتاب الروشان و الشباك وأثرهما على التصميم الداخلي في بيوت مكة التقليدية في أوائل القرن الرابع عشر الهجري لـ فريدة محسن المرحم 1421هـ  .