بنت المنقل - الطيرمة - المسروقة - السحارة ..
خلال عقود قليلة تلاشت كلمات و عبارات وجمل كانت سائدة و متداولة بين الناس , سواء بالنسبة للغة الفصحى أو اللهجة الدارجة , حتى إننا لو استعرضنا بعض الكلمات المتلاشية التي لم تعد تستعمل منذ زمن طويل وجمعنا ألف كلمة منها وكتبناها أو أسمعناها لشاب في العشرين من عمره لما فهم منها شيئاً , ولظن أنها كلمات غير عربية , ولو سردها أحد من الناس سرداً لظن ان المتكلم يتحدث بالفارسية أو الأوردو لعدم فهمه لمعناها وعدم إدراكه للمراد منها , وسأكتفي بإيراد عدد من الكلمات التي كانت مستخدمة في المنازل وحلت محلها كلمات جديدة أو لم يحل محلها ما يقابلها لعدم الحاجة إليها لانتفاء استخدام ما كانت تسمى به من أثاث أو طعام أو موقع داخل المنازل ..
بيت " حنـية " وهي المكــان الذي يخزن فيه الفحـم الذي كان يستخدم للطهي قبل وصول " الدافور " والطباخة ثم بعد ذلك البوتوجاز ولم يعد في المنازل الحديثة حنية , وفي المنازل جزء علوي منها يسمى " الطيرمة " وهو أعلى مكان في المنزل ويشبه سقف الخزان العلوي في الوقت الحاضر او سقف غرفة تخزين الفرش والأثاث الزائد , أما المسروقة فهي جزء في مدخل المنزل يشبه ما يسمى " بالميزان " في بعض المنازل الحديثة , ويقع في أعلى دهليز العمارة وقد سميت كذلك لأنها سرقت لصالح المساحة الأساسية للمنزل وأضيف إليه فلاهي دور زائد ولا سقف مرتفع شاهق .. وهناك" الدقيسي " الذي لست متأكدا من معناه .. وكل ما ذكر وغيره متعلق بأرجاء المنزل .
أما بالنسبة للأثاث فإنني اذكر جهازا منزليا اسمه " بنت المنقل " وهذه البنت ليس لها أب اسمه المنقل ولكنها تسمية شعبية لذلك الجهاز المنزلي الذي يستخدم في طهي المواد الغذائية الخفيفة , وهناك السحارة التي تقابل حاليا " عربة العروس " ولكنها تزيد عنها بأنه يوضع فيها ملابس العروس عند خروجها من منزلها الى منزل السعادة او الشقاء !!
وهناك طرفة تروى حول السحارة خلاصتها أن احد الموظفين سرقت منه سحارة كان يملكها فأبرق الى الجهات المختصة يشكو إليها ما حصل له وراح يكرر في برقيته كلمة " السحارة " فظن من استقبل برقيته انه يشكو من سحرة و مشعوذين وانه يعنيهم بكلمة " السحارة " فأوفد من يحقق في الأمر فلما تبين له ان الأمر لا يعدو كونه سرقة صندوق من خشب " الزان " المزخرف يسمى سحارة هتف داعياً على صاحب الشكوى قائلاً " غربلك الله " !!
المرجع : مجلة الأهلة – العدد الثالث عشر شعبان 1430هـ /بقلم أ.محمد أحمد الحساني .
0 تعليقات