شلالات المصافي بأجياد

 

قبل ستين سنة كانت نسبة سقوط الأمطار –بمكة المكرمة و ضواحيها – عالية جداً ..خصوصا في فصلي الشتاء و الربيع . وكانت جبال أجياد العليا تصب كلها في واد جبلي تنحدر منه المياه متدرجة ... حتى تنتهي إلى مدرج عال يبلغ ارتفاعه أكثر من أربعة أمتار تقريباً ... وهناك تتجمع وراءه مياه السهول و الأمطار وما تنحدر به الجبال التي حوله ..فتسمع له خريراً موسيقيا جميلا ً ... وترى العين فيه اللجين الذائب ..المسكوب  .. ويلتف الناس حوله ومن إطرافه و جوانبه مبتهجين بمنظره الرائع ... وبايقاعه الساحر وهم يقصرون أيام الدجن بألذ الأطعمة ..وأشهاها كالسلاة و المبشور و السليق ..وما الى ذلك من الطيبات ....

ولا تخلو جماعة او بشكة من حاد او شاد او جسيس يشنفهم بأعذب الألحان والسماء تغاديهم وتراوحهم تارة بالوبل وأخرى بالطل وآونة بالرذاذ ..والبرق يتناوب مع الرعد...ويتجاوب معها العشاق ..و الماهور و الماية و الحسيني و السيكا و الجاركاه وكافة أنواع الألحان .

وفي أعلى مكة حماها الله جبل ثبير الكبير و يطلق عليه البعض اسم الصدر و جبل الرخم وفيه فجاج منحدرة تنطلق منها الشلالات ابان الأمطار ...

 

وفي وادي نعمان و عرفات ...والى جوارهما موقع يسمونه الخرار وهو بدوره شلال لا ينقطع اغلب الأحيان ...

 

المصدر / مكة المكرمة في شذرات الذهب للغزاوي / مطبوعات نادي مكة الثقافي 1405هـ .