“الصرافة” احترفها أهالي مكة قديماً ...وتنشط في رمضان

 

عبر عدد من الصرافين النظاميين ممن يزاولون مهنة تبديل العملات النقدية الأجنبية عن فرحتهم بشهر رمضان المبارك مؤكدين أن الحركة التجارية في هذه الأيام تشهد نشاطاً كبيراً مع توافد المعتمرين والزوار والذين يقومون بتحويل عملاتهم وتبديلها إلى العملات الورقية الوطنية.

"المدينة" التقت العم محمد بن حسن بيطار وهو من أقدم ممارسي هذه المهنة العريقة وهو يشير إلى أن مهنة تبديل العملات النقدية الأجنبية والتي تعرف تحت مصطلح دارج بمعنى(الصيرفي) بمكة المكرمة تعتبر من المهن القديمة والتي شارفت على الاندثار، مضيفاً أنه قد عمل بهذا المجال أكثر من خمسين سنة وقد مارسها بعد حصوله على الرخصة النظامية من قبل الجهات الحكومية المعنية، لافتاً إلى أن رقم رخصته هو (3) على مستوى الصرافين النظاميين بالمملكة خلال تلك العقود من الزمان والتي مارس فيها العمل ليلاً ونهاراً في خدمة ضيوف بيت الله الحرام من الحجاج والمعتمرين والزائرين وخاصة في هذه الأيام الفضيلة من الشهر الكريم حيث يقومون بتحويل عملاتهم الورقية والمعدنية التي يحملونها عند قدومهم لمكة المكرمة. وقال أن هذه المهنة تتطلب المتابعة والإطلاع الدوري على كل المستجدات الخاصة بالعملات الأجنبية الورقية منها تحديداً ومقدار صرفها وتحويلها مقابل العملة السعودية الوطنية على مدار الوقت وتحديداً في كل ساعة عبر التواصل مع مؤسسة النقد أو التواصل مع كبار الصرافين بمحافظة جدة وكذلك التواصل مع المصارف البنكية أيضاً ، كما يجب على الصراف ومزاول هذه المهنة معرفة كافة أنواع العملات المختلفة ومقدار تحويلها مقابل الريال السعودي إضافة إلى معرفة المزور منها والمسروق أيضاً أو المتلاعب به. ويضيف البيطار إلى أن هناك العديد من الأسر المكية التي عملت في هذا المجال من عقود زمنية مضت ولعلى من أبرزهم السيد محمد سعيد ملطاني، محمود صباغ، والسيد صدقة رواس وهم من أقدم من عرفهم في هذه المهنة ومن أوائل من حصلوا على الرخص النظامية من مؤسسة النقد العربي السعودي.
وأبان العم محمد البيطار أنه قام بتعليم وتدريب أبنائه على هذا العمل من خلال تواجدهم معه في المحل الذي يعمل به، مشيراً إلى أن العمل يقوم بوجوده وبوجود أبنائه فقط وهم بذات أنفسهم يقومون بصرف وتبديل العملات.

وكشف أن من الشروط التي يجب توفرها في الصرافين النظاميين، التقيد باللوائح والأنظمة الصادرة بخصوص هذه المهنة والتي تستدعي وجود السعوديين كشرط أساسي لمزاولة العمل الذي شهد مؤخراً العديد من التجاوزات من قبل الدخلاء على المهنة.

وعن التعاون القائم بين الصيرفي والجهات الحكومية يقول: هناك تعاون مستمر بيننا وبين الجهات الأمنية حيثُ يتم التنسيق المسبق للقبض على المحتالين وكذلك مزوري العملات وكثيراً ما يتم القبض عليهم عن طريقنا، كما يتم القبض على النشالين حيثُ تتطلب فراسة الصراف وحنكته معرفتهم وسهولة الإيقاع بهم.

ويختتم العم بيطار حديثه بأن القناعة كنز لا يفنى وأن الرضا بالقليل شرط وأمر مهم للحصول على الكثير ويجب قبل كل ذلك مخافة الله وتقواه عز وجل وفي التعامل الأمثل والراقي مع ضيوف بيت الله الحرام.

ويؤكد كل من حسن بيطار وفوزي بيطار أن مهنة الصرافة أو تبديل العملات النقدية الأجنبية تعتبر من المهن المحببة للقلب وفيها الكثير من الفن والذوق كما يقال، فالمتدرب عليها والممارس لها يجد حلاوتها وطعمها وخاصة عند التعامل مع ضيوف بيت الله الحرام حجاجا ومعتمرين وزوارا في هذا الشهر الكريم.

المصدر : المدينة 25/9/1430هـ - هاني قفاص