ثنية الحجون عبرها الملوك وتغنى بها الشعراء

 

تغنى الشعراء بالحجون وهو الجبل الذي يشرف على مسجد البيعة ويعرف الان بمسجد الحرس، وفيه ثنية تسلك من حايط عوف عند الماجلين الى شعب الجزارين وبأصله في شعب الجزارين كانت المقبرة في الجاهلية، وكانوا يرددون (سائل بطلحة بالبطاح ... بطاح مكة فالحجون هل مثل طلحة فيكم ... فيمن يقيم ومن يبين)

و يقول ابن منظور ان الاحتجان هو جمع الشيء وضمه اليك، وهو افتعال من المحجن. ويقال ما اقطعك العقيق لتحتجنه. ويقال ايضاً: أن في حديث ابن ذي يزن: واحتجناه دون غيرنا. وحجن الدار: اقام بها. كما يقال ان الحجن: القضبان القصار التي فيها العنب، واحدته حجنه. كما يذكر انه لمحجن مال اي يصلح المال على يديه ويحسن رعيته والقيام عليه. من جانبه يؤكد الدكتور فواز الدهاس المشرف على وحدة المتاحف بجامعة أم القرى ان الحجون هو الجبل المشرف اليوم على ما يعرف بريع الحجون، وهي الثنية المعروفة باسم كداء في كتب المعاجم والسير ، ودخل منها سعد ابن عبادة يوم فتح مكة، والمتأمل في هذا الموقع يرى الجبل يمتد من الشمال إلى الجنوب قبل شقه، وكانت مقبرة أهل مكة تقع في سطحه الشرقي، وفيه يقول حسان بن ثابت رضي الله عنه :
عدمنا خيلنا إن لم تروها تثيرُ النقعَ موعدُها كداء وكان الطريق منها وإليها شاقاً بسبب وعورة مسالكها لا سيما أن مواصلات ذلك العصر كانت الدواب، وعندما شُقت هذه الثنية سُهلت ومُهدت الربط بين شمال المقبرة وجنوبها بجسر تمر السيارات من فوقه عند العبور الى ثنية الابطح أو الحرم . وقد دخل منها صلى الله عليه وسلم في حجة الوداع .

وتورد كتب التاريخ والسير أن أول من مهدها هو الخليفة الأموي معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنه ثم الخليفة عبدالملك بن مروان ثم المهدي العباس، ثم مهدت مؤخراً في العهد السعودي، وأصبح الطريق معبداً بالاسفلت يربط بين غرب مكة وشرقها وحجزت جانبي الجبل بجدار أقيم بشكل هندسي جميل لمنع تساقط الأحجار منه على المارة ، خاصةً مع هطول الأمطار. وقد ألف الفيروز أبادي صاحب اللسان كتاباً جميلاً منها وسماه (إثارة الحَجُون لزيارة الحجون) أورد فيه بعض أسماء من دفن بها من الصحابة رضوان الله عليهم.

وفي الجهة الشمالية من المقبرة قبر خديجة رضي الله تعالى عنها، وتُسمى العامة الجبل المطل عليها بجبل السيدة.

ويُقال أن عبدالله ابن الزبير رضي الله عنه مدفون فيها ويطلق العامة على هذه المقبرة، مقبرة المعلاة.

المصدر / جريدة المدينة 15/9/1430هـ