سوق الليل.. تاريخ لاينسى وفيه الحجر الذي كلم الرسول

رغم أن مشاريع التطوير أجبرت الكثير من الأحياء التاريخية المجاورة للمسجد الحرام على الرحيل والإندثار إلا أن التاريخ سيبقى صامداً وشامخاً وخالداً يذكر ويتناول سيرة هذه الأحياء التاريخية على مرّ العصور ، ومن الأحياء التى أندثر أثرها تقريبا “حي سوق الليل” الذي يوجد فيه المكان الذي ولد فيه الرسول صلى الله عليه وسلم وهو موقع مكتبة مكة المكرمة حالياً، كما يوجد به الموقع المعروف حتى عهد قريب بـ (مقراة الفاتحة)، وكان فى الحى مسجد تاريخى بنى قبل مئات السنين.

حي سوق الليل من أقدم أحياء مكة ويطلق عليه أيضا شعب علي، وقد أختلفت الروايات حول سبب تسميته بهذا الاسم، وحسب مايرويه عمدة الحى الشيخ فؤاد مقبل الرويثي أن سبب التسمية تعود لطبائع الناس حيث كانوا لا يبدأون نشاط البيع والشراء في السوق إلا بعد صلاة العصر ويستمر بعض باعة السمن والعسل حتى بعد المغرب ويمتد الى جزء من الليل حيث يوقدون السرج والفوانيس لزبائنهم حتى أن بعض الباعة لا يأتون للموقع إلا بعد المغرب، وهذا من الأمور غير المعتادة عند الناس فى ذلك العهد حيث ينتهى يوم العمل بغروب الشمس، ولأن هذا السوق خالف المعتاد فاشتهر بذلك وسمي بسوق الليل.

وكان يجتمع فيه كثير من الباعة والمارة وأهل السوق من المقيمين فيه وغيرهم من كل فجّ عميق ويزداد العدد خاصة في أيام موسم الحج حيث تشهد مكة توافد التجار من مشارق الأرض ومغاربها.

وكان سوق الليل جزءا من مسعى المسجد الحرام (مكان المسعى حاليا قبل التوسعة)، فكان زوار المسجد الحرام يسعون من جانب والباعة في الجانب الآخر.

ومن الأماكن التاريخية في سوق الليل زقاق الحجر من الناحية الشمالية الشرقية، حيث يوجد الحجر الذي كان يكلم الرسول صلى الله عليه وسلم كل ما مر به، وكان أهل مكة يأتون هذا الزقاق ليلا بالشموع والفوانيس وبجانب هذا الحجر دار السيدة خديجة أم المؤمنين رضي الله عنها ومولد أم السبطين رضي الله عنهما السيدة فاطمة الزهراء بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم وقد ذهب الزقاق الذي كان يطلق عليه أيضا زقاق العطارين، كغيره من الأزقة ودخل ضمن توسعة المسجد الحرام.

المصدر / جريدة المدينة 13/9/1430هـ - محمد رابع سليمان