مشروع الوقف الخيري لتشجير عرفات

يعد مشروع الوقف الخيري لتشجير عرفات والذي فاز بجائزة مكة للتميز في فرع المحافظة على البيئة، يعد واحداً من المشاريع الصديقة للبيئة, والتي تعمل على حماية الحجاج في يوم الحج الأكبر من وهج الشمس وضرباتها حيث يوفر الظل لسائر سطح عرفات بالإضافة إلى أعمدة رذاذات المياه المنتشرة في سائر ممرات المشاة والطرقات وصحن جبل الرحمة وما حول مسجد نمرة وساحات الهواء .

وتعود بداية مشروع الوقف الخيري لتشجير عرفات إلى مطلع العام 1404هـ وحيث كان التشجير مقتصرا على الطرق الرئيسية وجبل الرحمة وحول مسجد نمرة ، وأخذت زراعة مشعر عرفات تتسع شيئا فشيئا حتى تمت زراعته بالكامل ووصل عدد الأشجار بها الآن إلى حوالى 300 ألف شجرة, الأمر الذي غدت فيه أرض عرفات أكبر غابة طبيعية لشجر النيم , تحولت معه عرفات من أرض صحراوية إلى منطقة خضراء ترويها المياه.

وكان اختيار الوقف الخيري لتشجير عرفات لشجرة النيم لما لها من فوائد كثيرة , إلى جانب ظلها المتسع فقد ثبت علميا أنها تنقي الهواء الجوي , وأنها تكافح الآفات الزراعية , وآفات المنازل التي لها علاقة بالصحة العامة, وهي تحتوي على مركبات بيولوجية نشطة تساعد في السيطرة على الآفات والمحافظة على البيئة , وقد وصفت هذه الشجرة بأنها صديقة للبيئة.

ري الأشجار
ولابد له لمثل هذا المشروع الحيوي من مصدر للمياه لري أشجاره على مدار العام ، ولذلك تم حفر أكثر من عشرة آبار للمياه الجوفية لري الأشجار منها وظلت هذه الآبار تروي أشجار عرفات لعدة سنوات حتى جفت نتيجة لعدم هطول الأمطار.

ولهذا سعت إدارة المشروع الى ايجاد بدائل لري الأشجار، وذلك بتمديد خط مياه G.R.P ينقل مياه الصرف الصحي بعد معالجتها وتنقيتها لتكون ملائمة للري بطول 75 كيلو متر وبقطر 300مم بداية من محطة الكعكية بالمسفلة وانتهاء بعرفات , وبدأ تنفيذ المشروع سنة 1415 هـ والذي واجه معوقات طبيعية كالصخور الكبيرة ، وقد تم التغلب عليها بفضل الله .

ولطول المسافة من محطة الكعكية بالمسفلة كان لابد من إنشاء محطات لتقوية دفع المياه المعالجة ؛ ولهذا الغرض تم إنشاء ثلاث محطات بالكعكية وبجوار مستشفى النور وفي الطريق رقم 2 بعرفات.

والمحطات الثلاث تضخ بكمية من المياه بعد معالجتها تقدر بـ (10.000 م3) إلى عرفات ؛ وكل محطة مزودة بعدة مضخات عملاقة .. ومولدات كهربائية كبيرة لتشغيل المضخات ذاتيا بعيدا عن شبكة الكهرباء العمومية.وقد أدت الزيادة السنوية في أشجار عرفات الى زيادة كمية مياه الري ، حيث تم إنشاء خط جديد تدعيما للخط القديم لنقل كمية إضافية من المياه تناسب زيادة الأشجار ؛ من مواسير الدكتايل بطول 30.000 متر طولي أي 30 كيلو متراً وبقطر 600 مم ؛ وتصل كمية المياه التي ينقلها هذا الخط إلى
( 40.000م3) يوميا .. وهذا الخط تم تزويده أيضا بثلاث محطات لضخ المياه بعد معالجتها وتقوية دفعها.

وبذلك أصبح للمشروع خطان رئيسيان لري الأشجار :
الخط الأول : G.R.P ويتكون من ثلاث محطات للتقوية تحتوي كل محطة على ست مضخات كبيرة تم تقسيمها إلى مجموعتين لتناوب العمل بينها على مدار 24 ساعة دون توقف.

وتشمل كل محطة (2مولد) كهربائي قدره (500 ك.ف.أ) لتشغيل المضخات وإنارة المحطات بدلا من شبكة الكهرباء العمومية .وهناك شبكتان خارجية وداخلية للري ، الأولى منها عبارة عن خط مواسير تحت سطح الأرض بعمق من 1.5 إلى 2 متر مصنع من مادة G.R.P ؛ ويمتد من محطة الكعكية (العكاشية) بالمسفلة مارا بمستشفى النور فطريق رقم 2 بعرفات متجها إلى مصبه (الدائري الأوسط) فيصب بالخزان الرئيسي في نهاية شارع 5 المسمى شارع ص حاليا وهو خارج حدود عرفات ..ومن هذا المصب يتم تعبئة وايتات المياه أوتوماتيكيا لتقوم بدورها في ري الأشجار.
الشبكة الداخلية فهي عبارة عن شبكة خطوط رئيسية وفرعية ؛ من المواسير المصنعة من مادة البولي إيثيلين مختلفة الأحجام تبدأ من الخط الرئيسي ثم تتفرع عن طريق مخارج رئيسية لتصل إلى أحواض الأشجار لري الأشجار بنظام التنقيط ؛ وهناك عشرون منطقة تروي بهذا الأسلوب وتجري التوسعة في هذا النظام لتشمل منطقة عرفات بالكامل والطرق الخارجية وقد تم تنفيذ حوالى 80% من هذا النظام بمنطقة عرفات .

اما الخط الثاني خط الدكتايل الجديد فيتكون من ثلاث محطات للتقوية كل محطة فيها تحتوي على 8 مضخات كبيرة تم تقسيمها إلى مجموعتين لتناوب العمل بينهما على مدار 24 ساعة ؛ وهي تضخ كمية من المياه تقدر بـ (1.666 م3 ) بالساعة.

والشبكة الخارجية هي خط مواسير ممدد تحت سطح الأرض بعمق 3 متر وقطره 600 سم ومصنع من الدكتايل (DUCTILE) ويبدأ من محطة الكعكية بالمسفلة مارا بمنطقة الحسينية ثم بجوار جامعة أم القرى متجها إلى مشعر عرفات ليصب في شبكة الري بالتنقيط الجديدة والمياه الزائدة يكون مصبها الخزان الرئيسي في الدائري الاوسط وهو المنطلق الذي تنطلق منه وايتات المياه لري الأشجار بالمناطق التي لم تصلها شبكة الري بالتنقيط.

وحرصا على نقاوة المياه الواردة من محطة الصرف الصحي المعالجة ثنائيا ، قام المشروع الخيري لتشجير عرفات بتركيب فلاتر بالمحطة لتحويل المياه إلى مياه ثلاثية خالية من الشوائب وتم عمل نظام تعقيم من الكلور لقتل البكتيريا وحيث قامت وزارة المياه والكهرباء بإنشاء محطة معالجة جديدة بطريق الخواجات جنوب مكة المكرمة تعالج فيها المياه معالجة ثلاثة فقد أنشأ المشروع الخيري محطة ضخ كبيرة بها وتم تمديد خط جديد قطر 600 ملم وبطول 14 كم.

الندوة 3/6/1430هـ