موضع مولد النبي الشريف بمكة المكرمة
نشرت صحيفة البلاد في عددها الصادر في الخامس والعشرين من جمادى الأول 1370هـ ـ الموافق الرابع من مارس 1951م مقالاً بعنوان (مدرسة ومكتبة في الأماكن التاريخية) جاء فيه (تفضل حضرة صاحب الجلالة الملك المعظم الملك عبد العزيز فمنح سعادة الشيخ عباس قطان الأرض البيضاء المعروفة بدار السيدة خديجة زوجة النبي الكريم صلى الله عليه وسلم ورضى الله عنها لإقامة مدرسة لتحفيظ القران الكريم على أنقاض هذه الدار، كما تفضل فمنحه أيضاً المكان الذي ولد فيه الرسول الأعظم صلى الله عليه وسلم لبناء مكتبة ضخمة يؤمها رواد العلم وطلابه..).
ويعرف مكان المكتبة تاريخياً بموضع المولد النبوي الشريف وتقع المكتبة بشارع القشاشية في شعب علي أو شعب المولد التي تسمى في الوقت الحالي بسوق الليل. وكان الشيخ عباس قطان أمين عاصمة مكة سابقاً يسعى لاقامة مكتبة عامة فاتفق مع أصهاره آل الكردى على شراء مكتبة المرحوم الشيخ ماجد كردى الشهير بالمكتبة الماجدية ونقل محتوياتها الى هذه الدار صيانة للموضع الذي ولد فيه الرسول الكريم صلوات الله وسلامه عليه من أن يبقى معرضاً للإهمال وتكريماً له بإقامة عمل نافع للناس.
وقد نقل الطبري في كتابه (تاريخ الأمم والملوك): ولد صلى الله عليه وسلم في الدار التي تعرف بدار ابن يوسف، وقيل: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان وهبها لعقيل بن أبي طالب فلم تزل في يد عقيل حتى توفي، فباعها ولده من محمد بن يوسف، أخي الحجاج بن يوسف، فبنى داره التي يقال لها دار ابن يوسف، وأدخل ذلك البيت في الدار، حتى أخرجته الخيزران فجعلته مسجداً يصلى فيه.)
وذكرابو الوليد الأرزقي (ت 250هـ) في كتابه (أخبار مكة) المواضع التي يستحب فيها الصلاة بمكة وما حوته من آثار النبوة وقال في موضع مولد النبي صلى الله عليه وسلم وهو (دار محمد بن يوسف أخي الحجاج بن يوسف كان عقيل بن ابي طالب أخذه حين هاجر النبي صلى الله عليه وسلم وفيه وفي غيره يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم عام حجة الوداع حين قيل له أين ننزل يا رسول الله؟ وهل ترك لنا عقيل من ظل؟ فلم يزل بيده وبيد ولده حتى باعه ولده من محمد يوسف فأدخله في داره التي يقال لها البيضاء وتعرف اليوم بإبن يوسف، فلم يزل ذلك البيت في الدار حتى حجّت الخيزران أم الخليفتين موسى وهارون فجعلته مسجداً يصلى فيه وأخرجته من الدار وأشرعته في الزقاق الذي في أصل تلك الدار يقال له زقاق المولد).
وقال المؤرخ محمد طاهر الكردي المكي في الجزء الأول من كتابه (التاريخ القويم لمكة وبيت الله الكريم) صفحة 170 ما نصه (أن موضع ولادة النبي صلى الله عليه وسلم بمكة بسوق الليل، وهو شعب علي وقد بنيت فيه الآن عمارة لطيفة بناها أمين العاصمة الأسبق عباس بن يوسف القطان.. فقد بناها على حسابه الخاص لتكون مكتبة عامة.. ولما مات أتمّها إبنه الفاضل الشيخ أمين).
. ومن حسن صنع الشيخ القطان، فقد تم اكتشاف علامات وجدر تدل على وجود مواضع أثرية لها إشارات في المراجع التاريخية تدل على أنها آثار من العصر العباسي ....
وهذه قصة بناء المكتبة في مكان ولادته صلى الله عليه وسلم
الموضوع من اعداد / أ.محمد على يماني ابوعمار
0 تعليقات