جامعة أم القرى
في عام 1369هـ أمر الملك عبد العزيز بتأسيس كلية الشريعة في مكة لتصبح أولى المؤسسات التعليمية الجامعية قياماً في البلاد. و هي نواة هذه الجامعة , جامعة أم القرى, و الكلية الأم فيها.
و من بعدها تتابع إنشاء الكليات و الجامعات, فافتتحت كلية للمعلمين بمكة أيضا عام 1372هـ, و قامت جامعة الملك سعود بالرياض سنة 1277هـ, و هي أولى الجامعات التي وصل عددها اليوم إلى اربع عشرة جامعة.
و تظل جامعة أم القرى,رغم حداثة قيامها في هيأتها و ترسيمها الحالي, من أكثر الجامعات تميزا بحكم موقعها,و عراقتها, و تسجيلها لعدد من الأوليات و الزيادات. فقد برزت جامعة أم القرى, كمؤسسة أكاديمية ذات سمعة علمية عالية فيما يتعلق بعلوم الشريعة و التربية و الدراسات الإسلامية, علاوة على التخصصات العلمية و التطبيقية الحديثة.
و قد مرت جامعة أم القرى منذ إنشاء أولى كلياتها بثلاث مراحل تاريخية:
المرحلة الأولى (1369-1391هـ) : إن البداية التي انطلقت منها الجامعة تعود إلى عام 1369 هـ حين أسست كلية الشريعة كأول صرح في التعليم العالي بمفهومه الحديث في المملكة العربية السعودية وفي عام 1372 هـ تم إنشاء معهد عال للمعلمين باسم كلية المعلمين استمرت إلى عام 78/1379 هـ ثم أسندت مهمة إعداد المعلمين لكلية الشريعة عام 80/1381 هـ وسميت كلية الشريعة والتربية، وفي عام 1382 هـ أنشئت كلية التربية بمكة مستقلة عن كلية الشريعة.
المرحلة الثانية (1391-1401هـ) : مرحلة انضمام كليتي الشريعة و التربية إلى جامعة الملك عبد العزيز بجدة كشطر من الجامعة في مكة، و تم في نهاية هذه المرحلة افتتاح كلية التربية بالطائف، و إضافة أقسام علمية جديدة و إنشاء عدد من المراكز العلمية.
المرحلة الثالثة (جامعة أم القرى) : شهدت هذه المرحلة في مطلع قيامها تولي خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز رحمه الله الحكم في المملكة. و خلال هذا العهد الميمون حققت الجامعة نقلة نوعية و عددية كبيرة, حيت تم فيها إنجاز مرافقها التأسيسية و قفزت أعداد كلياتها من كليتين قبل قيامها إلى 12 كلية اليوم, و تضاعفت فيها أعداد أعضاء هيئة التدريس و أعداد الطلاب الملتحقين أضعاف أضعاف ما كانت عليه؛ و هي الآن في سبيل استكمال مراحل مشروع المدينة الجامعية الجديدة و مواصلة برامج التطوير و التحديث.
فقد أدى قيام الجامعة في عام 1401هـ بأمر الملك خالد بن عبد العزيز رحمه الله و صدور المرسوم الملكي رقم /39 في 28/ 9/ 1401هـ المبني على قرار مجلس الوزراء رقم 190/ و تاريخ 19/ 9/ 1401هـ الخاص بنظام جامعة أم القرى إلى انبثاق عدد من الكليات هي امتداد لأقسام الكليتين العتيدتين بها: كلية الشريعة و الدراسات الإسلامية كلية التربية مع معهد اللغة العربية حيث تم خلال العقد الأول من القرن الخامس عشر إنشاء خمس كليات هي كلية الدعوة و أصول الدين و كلية اللغة العربية, و كلية العلوم التطبيقية,و كلية العلوم الاجتماعية,و كلية الهندسة و العمارة الإسلامية, بالإضافة إلى كلية التربية بالطائف التي افتتحت في عام 1400هـ, و بإنشاء كلية الطب و العلوم الطبية في عام 1416هـ بمكة و تحويل عمادة خدمة المجتمع إلى كلية أصبح عدد كليات هذه الجامعة اثنتي عشرة كلية بالإضافة إلى معهد خاص بتعليم اللغة العربية للناطقين بغيرها, و معهد لأبحاث الحج. و تم أخيراً افتتاح كلية للمجتمع بالباحة, و أصبحت الجامعة تقدم مختلف أنواع التخصصات, و تمنح درجات البكالوريوس و الدبلوم العالي والماجستير و الدكتوراه في علوم الشريعة و اللغة العربية و التربية, و العلوم الاجتماعية و التطبيقية و الطب و الهندسة.و تضم من الطلاب نحو ثلاثين ألف طالب و طالبة, في مقر الجامعة بمكة, و أعداد تخصصات الكليات في هذه الجامعة في ازدياد,وهي بذلك تساهم في سد احتياجات المجتمع و متطلبات خطط التنمية من الدارسين المؤهلين للخدمة في مختلف المجالات.
و قد صحب قيام هذه الجامعة, صدور الأمر بالمضي في إقامة مباني المدينة الجامعية الجديدة, حيث اختبرت منطقة العابدية,جنوب شرقي مكة, المطلة على صعيد عرفات, موقعاً جديداً للجامعة. وقد وضع حجر الأساس لهذا المشروع العملاق,خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبد العزيز عام 1406هـ و يتوقع أن يتم إنجاز المرحلة الثانية قريباً.
و في عام 1414هـ انتقلت إلى المباني الجديدة في العابدية كلية الشريعة و الدراسات الإسلامية, وكلية الهندسة و العمارة الإسلامية, و احتلت كلية اللغة العربية مبنى ملحقاً و ثم انتقلت إلى مبنى آخر في نهاية 1420هـ. و عند إنشاء كلية الطب و العلوم الطبية في عام 1417هـ ألحقت مؤقتا بمبنى كلية الهندسة والعمارة الإسلامية ثم استقلت بمبناها الجديد الذي أنجزت مؤخراً المرحلة الأولى منه في وقت قياسي. و تتوزع مقرات الجامعة حالياً و كلياتها على ثلاثة مواقع في مكة: العزيزية, و بها مباني الإدارة العامة و العمادات المساندة و بعض الكليات و معهد خادم الحرمين الشريفين لأبحاث الحج و كلية خدمة المجتمع و معهد البحوث العلمية.
و المقر الثاني بالزاهر يضم عمادة الدراسات الجامعية للطالبات و مباني كلياتها و مرافقها, بالإضافة إلى المدينة الجديدة في العابدية.
و من المعروف أن رسالة الجامعة لا تنحصر في التدريس فقط, و إنما تشمل النهوض بالبحث العلمي و خدمة المجتمع, و القيام بالتأليف و الترجمة و النشر...و قد كان لجامعة أم القرى دور بارز في كل هذه المناشط .
مصدر الموضوع : موقع جامعة أم القرى على الانترنت
0 تعليقات