مجر الكبش مسجد اندثر قبل ثمانية قرون

ما إن يصل الحجاج إلى محيط جسر الجمرات، حتى تدور العيون بحثا عن مجرى الكبش الذي شهد العظمة الإلهية بافتداء سيدنا اسماعيل عليه السلام بكبش الفداء. وذهبت بعض المصادر التاريخية إلى أن موقع الكبش كان في منى على الجبل الواقع إلى يسار الذاهب إلى عرفات، وأقيم على هذه البقعة ما يعرف باسم “مسجد الكبش” أو “مسجد النحر”، الذي يقع بين الجمرتين الأولى والوسطى وشمال جمرة العقبة، رغم أنه لا أثر له الآن. ويقال إن الرسول صلى الله عليه وآله وسلم نحر هديه عنده، مؤيدين ذلك بما رواه ابن عباس بأن النبي صلى الله عليه وآله وسلم نحر هديه في منحر الخليل عليه السلام الذي نحر فيه الكبش المفدى به عن إسماعيل عليه السلام.

وعن سعيد بن جبير عن ابن عباس ـ رضي الله عنهما ـ أنه قال: الصخرة التي بمِنى التي بأصل ثبير هي الصخرة التي ذبح عليها إبراهيم عليه السلام فداء ابنه، هبط عليه من ثبير كبش أعين، أقرن، له ثغاء، فذبحه، قال: وقد هبط الكبش على العرق الأبيض الذي يلي باب شعب علي ـ رضي الله عنه ـ وباب الشعب هذا هو الذي بنت عليه لبابة بنت علي بن عبد الله بن عباس المسجد الذي يُقال له: مسجد الكبش.

ويعد المسجد أحد سبعة مساجد أثرية أقيمت في منى عبر العصور، اندثرت ، وبقي مسجد الخيف الوحيد، إلا أنه اكتشف عند توسعة جسر الجمرات الأخير مسجد البيعة. ويوضح أستاذ الآثار والفنون الإسلامية بجامعة أم القرى الدكتور ناصر الحارثي أن مسجد الكبش (النحر) عمره الملك قطب الدين أبوبكر بن المنصور “صاحب اليمن” عام 645هـ، لكن لا يوجد له أي أثر الآن.

المصدر : جريدة عكاظ / الخميس 13/12/1429هـ / بقلم : طالب بن محفوظ