الشواخص رمزية الامتثال لرؤيا أبي الأنبياء

ما إن رفض سيدنا إبراهيم عليه الصلاة والسلام وزوجته هاجر وولده إسماعيل غواية الشيطان الداعية لرفض الامتثال لأوامر رب العالمين، إلا وباتت مواقع رمي الشيطان يفد إليها ملايين الحجاج كل عام لاتباع نهج أبي الأنبياء، والسير على سنة النبي صلى الله عليه وسلم في رمي الجمرات الثلاث في نفس المواقع المحددة. ورغم أن كتب التاريخ لم تسجل حضورا في إبراز مراحل بناء الشاخص في العهد القديم، حسب تأكيدات الباحث والمؤرخ هاني فيروزي، إلا أن الذي لا اختلاف عليه أن ما شهدته من توسعات ومشروع متكامل منذ عام 1395 هـ يعد الأبرز على الصعيد التاريخي للشاخص.

وقال الباحث " لم يحدد المؤرخون تاريخ بناء الشاخص قبل عهد النبي صلى الله عليه وسلم، لكن هناك إشارات الى أن أحد ملوك اليمن قام بتجديد بناء الشواخص من الحجر المنقري والصخري، حيث رفعه إلى أن برز للرامين، ثم توالى بعدها في العهد الفاطمي والعثماني بناء أحواض الشواخص". وفي عام 1395هـ أنشئ جسر الجمرات حيث كانت جمرة العقبة ملتصقة بجبل أزيل للتوسعة على الحجاج.

فيما بني الشاخص أو العمود الذي يتوسط الجمرة ليكون علامة على المرمى الذي تقع فيه الحصى، وتتوسط الشواخص الجمرات الثلاث (الجمرة الصغرى، الجمرة الوسطى، وجمرة العقبة) التي تقع على خط مستقيم والمسافة بين الجمرة الصغرى والوسطى 135 مترا وبين الوسطى والعقبة 225 مترا. ومر الشاخص بمراحل عديدة حيث تم مده ليخترق الجسر الذي تم بناؤه ليستوعب تزايد أعداد الحجيج بحيث يتمكن الحجاج من الرمي على الجسر ومن تحته أيضاً. ورغم الرمزية في الشاخص الذي يعد أبرز واجبات الحج، إلا أن الكثير من الحجاج لازالوا لا يعرفون السر في هذا الشاخص، ويعتقدون أنه الشيطان، ولذلك يغالون في رميه بحجارة ضخمة، ويعتبرون ذلك إحدى الشعائر أو النسك خلال شعائر الحج.

وقبل أربعة أعوام - في عام 1425هـ - تم توسيع جسر الجمرات وتغيير شكل حوض الجمرات بحيث أصبح بيضاويا ليتسع لأكبر عدد من الحجاج، كما تم توسعة الشاخص إلى الشكل المستطيل بعرض الشاخص 26 مترا ليصبح شكله أشبه ما يكون بالحائط في حين تم تصميم أحواض الجمرات بطول (40) مترا بالشكل البيضاوي ليسهل على الحجاج إصابة الرمي.


وكانت الرئاسة العامة للبحوث العلمية والإفتاء بالمملكة أفتت بجواز بناء طوابق على جسر الجمرات، ورفع الشاخص وجدار الجمرة بناء على قاعدة "المشقة تجلب التيسير"، كما يجوز رمي الجمرة عبر هذه الطوابق.

المرجع : جريدة عكاظ / الأربعاء 12/12/1429هـ  / بقلم : أحمد العمودي .