الشيخ علي بن هلال الحتيرشي - عمدة الفيصلية

الشيخ علي بن هلال الحتيرشي الهذلي
(إتريك الملاوي)
عمدة الفيصلية

                        

نشأته :
ولد بمكة المكرمة عام 1340هـ بحي الملاوي من المعابدة ، وتلقى تعليمه أولاً بالمدرسة الفخرية الهندية حتى أجاد القراءة والكتابة ، ثم انشغل بطلب العيش رغم صغر سنه ، وعاد لطلب العلم مرة أخرى في أول الشباب .

قصة طلبه العلم :
ويرويها الشيخ علي بكثير من الامتنان لشيخه محمد التواتي المغربي (أحد علماء حلقات الحرم) ؛ صاحب الفضل بعد الله تعالى في طلبه العلم الشرعي وتحصيله ، وتبدأ القصة بعد زواج الشيخ التواتي من ابنة عم الشيخ علي الحتيرشي ، فكان الشيخ التواتي في ذهابه إلى حلقته بالحرم يمرّ دائماً من دكان الشيخ علي بالملاوي ويدعوه لحضور درسه ، والشيخ علي يماطل في الحضور .. ومرّت فترة طويلة ، وفي يوم من الأيام أمسك الشيخ التواتي بيد الشيخ علي بحزم وأخذه معه إلى حلقته بالحرم وقدّمه إلى طلابه بالحلقة ، ودخل مع الطلاب في دروس الفقه الشافعي ؛ حيث كانت قبيلة هذيل – في وقته – على المذهب الشافعي .. وقال الشيخ التواتي له :" والله يا علي ما جريتُ وراءك هذا الجري أريد منك شيئاً سوى صلاحك وهداك .. يا علي أبغاك ( إتريك ) في الملاوي" وفعلاً أضاء ذلك الإتريك ونفع الله بنوره أهل الملاوي وغيرهم .

ولم تمضِ أربعة أشهر حتى تفوّق الشيخ علي على طلاب الحلقة وأصبح أفضل ممن أمضى أربع سنوات مع الشيخ التواتي ، حتى أصبح عريفاً ومعيداً في حلقة شيخه يدرّس الطلاب بإذنه ، وقد أتقن الفقه والفرائض في وقت قصير جداً ، فكان يدرّس الطلاب في حلقة شيخه برواق باب السلام بعد العصر ، وقد أمضى في حلقته عشر سنوات من عام 1366هـ وحتى عام 1376هـ .

من شيوخه :
لزم الشيخ محمد التواتي المغربي حتى وفاته وكان شيخ فتوحه في العلم وكان مقرئ درسه ، إضافة إلى حضوره حلقات العلماء الكبار بالحرم المكي الشريف مثل : السيد علوي المالكي ، الشيخ محمد العربي التباني ( وكان من المقرئين في درسه ) ، الشيخ حسن مشاط ، الشيخ عيسى رواس .

وظائفه :
- امتهن التجارة البسيطة من بيع وشراء .
- عمل موظفاً برئاسة القضاة بمكة قبل إنشاء وزارة العدل في عام 1380هـ تقريباً ، وكان شيوخ المحكمة يسألونه في المسائل الشرعية ، وكان يؤذن ويصلي الظهر بالقضاة هناك .
- انتخب عمدةً لحي الملاوي المنفصل عن حي المعابدة (بالإضافة إلى حي الروضة والششة والعزيزية) وعُرف فيما بعد بحي الفيصلية ، وفي عام 1400هـ أحيل إلى التقاعد حسب رغبته .
- عمل مأذوناً شرعياً للأنكحة منذ عام 1386هـ بعد حصوله على الإذن بذلك من المفتي الشيخ محمد بن إبراهيم .
- عمل على وظيفة مرشد ديني لفترة وجيزة .
- كان عضواً بهيئة النظر في المحكمة الكبرى عندما كان الشيخ عبد الملك بن دهيش رئيساً لها ، وكثيراً ما تحال إليه بعض القضايا الزوجية التي يكون فيها أحد الحكمين .
- عمل في تقدير الشجاج (الأرش) ، وكان بارعاً ومشهوراً فيه ، ولا يزال بعض أقسام الشرطة يسألون الخصمين بتلك الجملة :"نُحيل المعاملة للمحكمة وإلا تذهبون إلى ابن هلال" ، كما اشتهر كذلك بتقسيم التركات (الإرث) ، وكان أيضاً موفقاً في إصلاح ذات البين .

تسميته لحي الفيصلية :
يفتخر الشيخ علي بأنه هو أول من سمى حي الفيصلية بهذا الاسم ، وكان سابقاً داخلاً تحت مسمى (الملاوي) والمنطقة كلها كانت تسمى (المعابدة) ، ولكن هذا الجزء منها يسمى الملاوي ؛ وسبب التسمية – كما يقول – أن الملك فيصل بن عبد العزيز آل سعود كان يسكن بمكة في قصر الشيبي ، ومكانه الآن مبنى إمارة مكة المكرمة ، وكان فيه بستان كبير ، فأطلق الشيخ علي اسم الفيصلية على هذا الحي نسبة للملك فيصل حيث سكن فيه ؛ فتشرّف الحي بالانتساب إليه تسميةً ، وكانت هذه التسمية الجديدة في حكم الملك فيصل في عام 1388هـ تقريباً .

العوائل والأسر التي سكنت الملاوي :
يتذكّر الشيخ علي بعض العوائل القديمة التي كانت تسكن الملاوي (الفيصلية) في زمنه يقول : كان سكان هذا الحي – قديماً - أغلبهم من قبيلة هذيل مثل : المطرفي ، الحتيرشي ، السويهري .. بالإضافة إلى بعض العوائل الحضرمية مثل : السادة من آل السقاف ، وآل شعيب ، وآل الجفري ، وكذلك : با زيد ، با قازي ( ومنهم الدكتور عبد الله باقازي الأديب المعروف ) ، باطرفي ، بن عبود ، بن عفيف ، بحول ..

هذا ونسأل الله تعالى أن يبارك في عمر الشيخ علي الحتيرشي وفي صحته وفي ذريته .

     

 
تقرير خاص بموقع قبلة الدنيا مكة المكرمة ، من إعداد وتصوير : السيد حسن شعيب .