ماء زمزم .. نبع من تحت الكعبة منذ 4 آلاف عام

يفند العلماء الادعاءات والمزاعم بشأن وجود جراثيم وميكروبات في ماء زمزم تاتي إلى البئر من السيول والأمطار ومن بعض ما يتسرب إليها من رطوبات المنازل المجاورة لها ، مما يجعله غير صالح للشرب ، ويرد عليهم العلماء بالحقائق التالية :
1- ان ماء زمزم أخرجه جبريل عليه السلام بأمر ربه لنبي الله إسماعيل بن إبراهيم عليهما السلام منذ أربعة آلاف سنة في هذا القفر من الصحراء .
2- أنه ينبع من تحت الكعبة المعظمة بيت الله الحرام ومن جهة الصفا والمروة وهما المشاعر العظام .
3- لقد كان نبينا محمد صلى الله عليه وسلم يطلبه من مكة بعد هجرته إلى بيت المدينة.
4- إن رسول الله صلى الله عليه وسلم حث على شربه والتضلع منه بأن يملأ الإنسان ضلوعه منه أي يشرب منه كثيراً.
5- ورد في ماء زمزم بعض الأحاديث عن النبي صلى الله عليه وسلم منها قوله صلى الله عليه وسلم : “ماء زمزم لما شرب له” وقوله صلى الله عليه وسلم : “ماء زمزم لما شرب له فإن شربته تستشفي به شفاك الله ،وأن شربته مستعيذا أعاذك الله ،وأن شربته لتقطع ظمأك قطعه الله ، وأن شربته لشبعك أشبعك الله ، وهي هزمه جبريل وسقياء إسماعيل ، ومنها قوله صلى الله عليه وسلم : “ماء زمزم شفاء لكل داء” وقوله صلى الله عليه وسلم “التضلع من ماء زمزم براءة من النفاق” ومنها قوله صلى الله عليه وسلم “آية ما بيننا وبين المنافقين انهم لا يتضلعون من زمزم”.
6- إن ماء زمزم غسل به صدر النبي صلى الله عليه وسلم غسله جبريل بعد شقه .
7- إن ماء زمزم شرب منه الأنبياء الأخيار الذين اصطفاهم الله تعالى ، وشرب منه العلماء ويشرب منه جميع المؤمنين إلى ان تقوم الساعة ، ويشرب الجميع بإيمان ويقين وصدق وإخلاص والشرب بالدلو من نفس البئر أحلى وأصفى وألذ واطعم كما هو مجرب عند جميع الناس ومن عجيب أمر زمزم ان لونه مثل لون جميع ماء الدنيا ولكن طعمه يختلف عنها فهو لذيذ سائغ للشاربين ويمتاز بطعمه الخاص ومنافعه الخاصة .
هدم البناء فوق البئر

وشهد زمزم ومهنة الزمازمة في عهد الدولة السعودية تطورات كبيرة ، فقد أمر جلالة الملك المؤسس بعمل سبيلين أحدهما من الجهة الشرقية من جهة باب قبة زمزم على الجناح الجنوبي والثاني جوار حجرة الاغوات من الجهة الجنوبية من جهة زمزم وكان لكل سبيل باب بالحجر الرخام وله ستة فوهات وكان ماء زمزم يستخرج من البئر بواسطة الدلو ويوضع في حنفيات ويدلي كل حاج بانائه داخل الحنفية لكي يشرب منه كما أنه توجد “كاسات” مربوطة بالحنفيات يغترف بها كل حاج ويشرب .

ويقول د. يحيى كوشك : في عام 1375هـ صدرت الموافقة السامية على توسعة المسجد الحرام ، ومع توسعة المطاف هدم البناء الذي كان فوق بئر زمزم وحفظت فوهة البئر أسفل المطاف وأصبح الجانب الشرقي يتكون من غرفة البئر من هيكل من الصلب ويمكن مشاهدة البئر من خلال القضبان وانشئ في قسم الرجال عشرون صنبورا وفي قسم النساء تسعة عشر صنبورا كانت متصلة بخزانين تحت الأرض على جانبي درج زمزم ومن ثم وصلت هذه الصنابير بخزان باب السلام بعد أن اصبحت المياه معقمة بالاشعة فوق البنفسجية .

تتصل شبكة توزيع مياه زمزم بخزان باب السلام . ومركب على البئر مضخات ذات طرد مركزي تدار بالكهرباء قوتها 20 حصانا وتمد خزان باب السلام بالماء في ماسورة من الحديد “المجفلن” قطرها 3 بوصات. وتعمل المضخة بلا انقطاع مده تتراوح بين ست وسبع ساعات في اليوم وذلك في غير موسم الحج، ومتوسط الضخ 750 لتراً في الدقيقة . أما في موسم الحج فتعمل المضخات لفترة أطول . وتغذى ماسورة قطرها بوصتين في البدروم غرف الزمازمة والخلاوي و39 صنبوراً في منطقة زمزم مثبتة على ارتفاع 1،2م من الأرضية وهي عبارة عن حنفيات نحاسية.

وخصصت وزارة الحج والأوقاف غرفا في البدروم لغرض تخزين مياه زمزم على نطاق ضيق في أوعية وهذه الغرف متصلة بشبكة زمزم ومجهزة ببراميل معدنية وفخارية لخزن الماء ، وكان الزمازمة يقدمون الماء في أكواب يمرورها على الزوار في الحرم وحوله أو يجلسون في أماكن معينة في منطقة الحصاوى بالحرم وقي أيام الجمع وشهور الصيف توضع بضع مئات من هذه الدوارق المملوءة بمياه زمزم في منطقة الحصاوى حول المطاف ليشرب منها الزوار .

وفي عام 1396هـ وبعد ان اشتدت الحاجة إلى توسعة المطاف وتحسين تصريف المياه داخل الحرم . بدأت وزارة المالية دراسة تفصيلية في هذا الصدد وتم التخطيط ووضع التصميمات التفصيلية لتوسعة المطاف ومنطقة زمزم وكذلك تصريف مياه الحرم بالاشتراك . وقام الاستشاريون بالدراسات الابتدائية لهذا المشروع وبعد اعتماده من الحكومة أعدت التصميمات التفصيلية ورسومات التنفيذ ووثائق المناقصة. ليبدأ تنفيذ المشروع .

جريدة المدينة / الخميس ٠٦ شعبان ١٤٢٩هـ / من إعداد : علي العميري- مكة المكرمة