السفير بكري عبد الجبار: نموذج للكفاءة الوطنية في الدبلوماسية السعودية

الشيخ بكري عبد الجبار كان يملك متجرا مطلا على المروة في المسجد الحرام في مكة المكرمة لبيع (الكولندي) وهي المنتجات النحاسية من أواني وغيرها، كما كان يشغل منصب سكرتير الغرفة التجارية بمكة المكرمة، وكان يمتاز بمقدرته على المحاسبة وإجراء العمليات الحسابية.

كان الأمير فيصل بن عبد العزيز آل سعود في ذلك الوقت وزيرا للخارجية وكان بحاجة إلى من يُعدّ ميزانية الوزارة فتم ترشيح الشيخ بكري من قِبل أحد موظفي الوزارة والذي هو في نفس الوقت كان صديقا للشيخ بكري وعلى علمٍ بقدراته.

تم استدعاء الشيخ بكري لمقابلة الأمير فيصل وعلى الفور تم التحاقه بوزارة الخارجية وذلك في العام 1954هـ وقام بالعمل المطلوب، ومن بعدها تم تعيينه مستشارا في ديوان وزارة الخارجية، ومن ثم وزيرا مفوضا في العام 1957هـ، ثم تم تعيينه سفيرا فوق العادة للملكة العربية السعودية في جمهورية نيجيريا في العام 1960هـ حيث أسلم على يده عدد كبير في ذاك البلد، كما كُلف بافتتاح سفارة المملكة العربية السعودية في جمهورية غانا ومن ثم تم تعيينه سفيرا فيها بالإضافة إلى عمله، وبعدها تم تعيينه سفيرا في مملكة ليبيا في العام 1962هـ.

كان السفير بكري عميداً للسلك الدبلوماسي العربي والاسلامي وساهم في اختيار العديد من الشباب الافريقي الحاصل على الثانوية من قرى مختلفة وتم منحهم بعثاً سعودية للدراسة في مكة والمدينة وللعودة لبلادهم بالعلوم الشرعية لمكافحة الجهل والمعتقدات الخاطئة وهذه كانت فكرته عوضاً عن ارسال شيوخ من المملكة وهم لا يعرفون العادات والمعتقدات في تلك الدول الافريقية.

خلال انتقال السفير بكري بالطائرة لأداء واجبات عمله أصابته أزمة قلبية ألزمته الفراش وتعالج منها في باريس ثم عاد إلى أرض الوطن، ومن بعدها انتقل إلى الرفيق الأعلى في جدة بتاريخ 6/8/1382هـ الموافق 1/1/1963هـ.