عمارة البندقجي ذكرى حبيب ومنزل

عمارة البندقجي
ذكرى حبيب ومنزل

يستعيد الإنسان شريط ذكرياته كلما تقدم في العمر ، فيجد حنينا للماضي ، ويستشعر انجذابا لأيام مضت ، وليالي خلت ، جمعته الأقدار بكرام أخيار ، جاور أهل فضلهم ونبلهم ، وساكن أهل أصالتهم ومروءتهم ، تقاربت المنازل وتلاصقت الدور  -رأسيا وافقيا- واجتمعت القلوب على الصفاء والحب المتبادل ، جوار كريم محمود تقاسم أهله الهناء والسعد ، كما تحملوا -معا- الشدائد والصعاب ، وتقلبات الدهر ، وحوادث الأيام

هي المنازل إذ لا نبتغي بدلا
بالدار دارا وبالجيران جيرانا

وهذا الحنين للماضي الجميل على قسوة تكاليف الحياة فيه إلا أنه مما استعذبته النفوس ، واشتاقت له الأرواح ، للطافةٍ ونفاسةٍ في ناسه ، وطيبةٍ وأخلاقٍ في أهله ، وحق له أن يسمى بزمن الطيبين

وحقا : ماضٍ بهذه الروعة والجمال نسيانه محال ، بل إن تذكره واستحضار جماله وكماله دليل صدق ووفاء ، فحسن العهد ، وحفظ الود ، ورعاية العشرة ، وتذكر الجميل ، من خصال الإيمان ، وجمال الإنسان ، وكمال الإحسان ..

وعني أخبرك بأني استروحت وارتحت ، وتقلبت في ذاكرة الصبا وسبحت ، فأخذتني الذكرى لزمنٍ مضى وولى ، وتفرق أهله أيادي سبا

فدمع على رسم الديار مفرق
وقلب على أهل الديار مروع

تذكرت والذكرى مؤرقة دارا طالما لعبنا عندها ، وأحبابا سعدنا بجوارهم وصحبتهم زمنا ، جمعتنا عمارة ، وأحاطت بنا حارة ، عيشنا صفو ، ورزقنا عفو ، جَدُّنا قائم ، ونحسنا نائم ، منزل طيب ، وسكن روح وجسد ، أوقات سارّة ، وحياة قارَّة ، جيران كعائلة ، وأصدقاء كإخوة ، متآلفين متحابين ، وكأننا ذوي قربى ، نحن سكان وأهل عمارة البندقجي بشعب عامر عند بئر الحمام وخلف المسجد الجفالي وبعد المدرسة الخامسة الإبتدائية للبنات طلعة ربع أطلع جوار منازل الأشراف أبو الجمال الأماجد 

كانت عمارة البندقجي وسط الطلعة
 بمنتصف الدرج أو " *الدرجان* " كما كنا ننطقها 

 تدخل إلى اليسار فيكون جبل على يمينك بجواره منزل كبير مهجور 
تحته على الأرض دكة بارتفاع نصف قامة إنسان بالغ معتدل 
 تعلوها درجات توصلك لفسحة صغيرة منبسطة بها بابان من الخشب الثقيل القديم للمنزل المهجور

  والذي كان مشهورا ومعروفا بإسم " *بيت متيلا* "

 والسؤال : لماذا سمي بيت متيلا بذلك ؟ أو بالأحرى ما معنى بيت متيلا ؟

والجواب : ما المسؤول بأعلم من السائل ، هكذا ورثنا اسمه ورسمه ، وأمامه مباشرة *بيت البندقجي*  أو *عمارة البندقجي* 

 والمكونة من خمسة أدوار (طوابق) كل دور بشقة 
 نبدأ بالدور الأول - الأرضي 

 والذي يبدأ بالسيب أو الدهليز وبآخره باب خشبي خلفه درج يهبط بك إلى بدروم " *قبو* " بحجم غرفة متوسطة ، كان كمستودع لتخزين وحفظ الأغراض والأمتعة ، وعلى اليمين غرفتين وحمامين صغيرين ، وزاوية مستطيلة نصفها مسقوف بالخشب والصاج "الشينكوا" جعلت كمطبخ ، ثم أربعة أدوار متكررة بغرفتين ومطبخ وحمام في كل دور 

 وربما اختلف سطح العمارة في شيء من تقسيماته الداخلية ، 
ولكن ذاكرتي لا تسعفني بغير هذا ... 

العمارة كان لها باب رئيسي كبير ، وباب جانبي يؤدي إلى ممر ضيق طويل به فتحة خزان الماء والدينموا "الماطور"

 وكان هذا الباب مقفولا عامة وقته ، اللهم إلا عندما يتم جلب وايت -صهريج- الماء لتعبئة الخزان عند انقطاع الماء عن العمارة والحارة –

وكانت غالبا بموسم الحج - أو عندما تسقط من الطاقة "النافذة"
 قطعة قماش أو ملابس كانت معلقة للتنشيف أثر الهواء 

 أو عندما تتسطح ، أو تسقط الكرة منا أثناء اللعب 

 فكم أقمنا النزالات والتحديات الكروية في ذاك الزقاق الضيق والذي لا يتعدى عرضه المترين - وهي المساحة والمنطقة بين مدخل العمارة والدكة تحت بيت متيلا –

 في نحو من عشرة أمتار طولا تزيد أكثر كلما اتجهنا نحو درج الشارع الرئيسي ..  

يقول الأديب الكبير محمد حسن زيدان :
 "الذكريات ، ما هي إلا جغرفة للأرض"

 وصدق زيدان ما إن أسترسلت في تقييد ما بذاكرتي عن عمارة البندقجي حتى وجدت أني أجغرف لها ولبنائها ، ولكني أزيد على زيدان وعلى جغرفة المكان بعضا من تأريخ إنسان ذلك الزمان والمكان ، من واقع عشته واستمتعت بتفاصيله مع مرارة في بعض أجزائه ، من زمن ليس ببعيد ، رحل إنسانه ، وتهدم بنيانه ، ولكن بقي عنوانه ، انمحت الرسوم والصور ، وبقي الأثر والخبر ، هي منازلنا الأولى ، وملاعب الصبا ، وفرحة الأمس التي لم يشبها ألم ، والضحكة التي لم يكدرها ضيم ، صغارا لم نحمل الهم ، ولم نعرف الغم ، تسعدنا حلاوة ، وتعجبنا لعبة 

 وأما جمعات الجيران فكانت مصدر بهجة وانشراح ، وفرح مستمر ..

 كيف لا ؟ وقد نشأنا إخوة متحابين ، وجيرانا متآخين ، للجار حق في أبناء جيرانه ، يعلمهم ويزجرهم ويأمرهم وينهاهم ، تماما كأبنائه حتى خيل لنا أننا قرابات وأرحام ، ونحن لا نعدوا أن نكون جيرانا ، حقا بعمارة البندقجي رفرف الحب وتجسد الوئام

 تقول لي الأشواق هذي ديارهم
فقلت نعم ، لكنها منهم قفر

عند عمارة البندقجي ، كانت دكتنا المذكورة آنفا تجمعنا فنلعب ألعاب الحركة من البربر والطيري وسيدنا الغول والمدوان والبرجون وغيرها الكثير 

 ونطرطع الطراطيع "نفرقع المفرقعات" ونتعب من شدة الركض واللعب والحركة ، فنجلس ونلعب ألعاب المجلس من الورق والأونو واصطفت والضومنة والكيرم إلى بنك الحظ والمنوبولي إلى تنس الطاولة والذي كنا نصنعه من أبلكاش -خشب- الدواليب التالفة ، فلا قدرة لنا كصبيان على شراء طاولة تنس ، فالحال ميسور، والكل مسرور

 عند عمارة البندقجي – أمامها - كتف جبل صغير يتوسط ما بين الدرج الصاعد إلى حارة ربع أطلع وجدار المنزل المهجور بيت متيلا ، كم لعبنا وكم صعدنا ونزلنا وسقطنا من على هذا الجبل نحن الصغار كنا نلعب ونمرح فوق حجارته ، ونتسلق عاليه ، ونستمتع بأصوات المؤذنين المتداخلة والتي من بينها أذان الحرم الشريف ، خاصة في أوقات الهدوء والسكون ، وكان يعجبنا وقت المساء ، ونأنس بأوقات الغروب ، و نراقب الشمس وهي تغيب من على الجبل ، ونشاهد الشفق وتدرج ألوانه من الأصفر إلى الأحمر حتى اذا كادت السماء تميل للسواد عدنا مهرولين إلى بيوتنا بعمارتنا ، عمارة البندقجي ، خشية الظلام وخوف الملام

 عند عمارة البندقجي أتذكر مرور الباعة والمتجولين

 – بعضهم كل يوم والبعض بين فترة وأخرى - وهم يصيحون وينادون على ما عندهم من بضاعة ، فهذا صاحب الآيس كريم ، وهذا يحمل على رأسه أنواعا من الحلوى المختلفة المتراصة بإبداع في طست نحاسي كبير 

 وذا صاحب كيس حلاوة القطن الشهيرة ذات اللون البمبي -الوردي- ، 

ويمر بائع اليغموش أو المنتو والفرموزا ، ويعقبه بائع السمبوسة والكبيبة 

ويتلوه بائع البسبوسة والمنفوش ، ولا أنسى فرقنا وبفشته ، وملابسه الجديدة والمستعملة  

وحتى من يحد السكين وينادي "حدوا سكاكين ، حدوا سكاكين" 

وبائع الجلايل (جمع جلالة) والزل -الموكيت- وهو يعرض مفارشه على الدكة ، ونساء، وجارات عمارة البندقجي يشاهدن ويخترن من خلف الطيق "النوافذ" وكانت خشبية تفتح كاملة لأعلى ، كما يمكن المشاهدة من خلف فتحات عرضية أشبه ما تكون بموزع الهواء في مكيفات الشباك ، دون الحاجة إلى فتحها كاملة ، وهذا من جمال وكمال المعمار المكي البديع 

ان تشاهد المراة باحترامها وحشمتها وسترها المعروض ، دون تكلف أو خشية أو قلق ، ولها أن تفاصل على السعر وترسل ابنها أو ابن الجيران لاستلام البضاعة ودفع القيمة ، وما دام الكلام عن المرأة والشيء بالشيء ، وأنا هنا لتسجيل الذكرى والتذكر ، لا أنسى الحجة العاملة وهي تمر على البيوت رافعة صوتها بعبارات شهيرة محفورة في ذاكرة أهل ذاك الجيل ومن ترغب من ستات البيوت "ربات المنزل" تناديها فتعمل لها مقابل عوض يتراضونه ، وهنا لا بد من تسجيل كلمة ان عمل هؤلاء النسوة "الحجات" -الحجة مصطلح يطلق عند المكيين على المرأة وغالبا العاملة من الجنسية الأفريقية السمراء تكريما لها عند مناداتها-  لم يكن يقتصر على الكنس والغسيل والتنظيف فقط وإن كان هو أكثره ، إنما كن يعملن أيضا في حضانة الأطفال والعناية بالصغار والمرافقة والمؤانسة لكبيرات السن والمريضات منهن ..

هذا التنوع الإجتماعي ، والإختلاف الثقافي ، والتعدد العرقي ، كان من أبرز الخصائص للمجتمع المكي ، وانصهر الجميع في دائرة
 "شعوبا وقبائل لتعارفوا" لا لتباعدوا وتفترقوا ، فحصل من المجانسة والإتفاق والمصاهرة مالم يشهد له التاريخ مثيلا

ولم تكن عمارة البندقجي بعيدة عن عادات وتقاليد المجتمع الذي تسكنه ويسكنها ، وتتمثل قيمه ومثله النبيلة في المحبة والإخاء والألفة وتعبر عن مثال راق للتلاحم والتعاطف والتعاون والتآزر

 ساكني عمارة البندقجي كانوا من أعراق متفرقة ، وأجناس مختلفة ، ولكن متآلفين متحابين ، يجمعنا جوار وإيمان وصدق وإحسان أشبه العمارة برابطة العالم الإسلامي المصغرة إن صح التعبير ، فدور يسكنه سعودي ودور باكستاني وثالث يمني ورابع إندونيسي وخامس أفغاني ، لا تكاد تجد بينهم ضغينة أو تنابز أو فرق واختلاف ، اللهم إلا ما يكون بين الصغار من شجار  ، وإلا ما يجري عادة بين الجارات من اختلاف في الصباح يعود في المساء لود واتفاق وتبادل أطباق

قفا نعط المنازل من جفون
لها في الشوق أحشاء غزار
عفت آياتهن ، وأي ربع
يكون له على الزمن الخيار

أتذكر بعمارة البندقجي العم سالم بندقجي يرحمه الله ، ذلك الرجل المربوع ، أصلع الرأس ، متوسط القامة ، يتردد صدره بشدة ، ويأخذ أنفاسه بصعوبة ، وتتعبه درجات الصعود للعمارة ، ولكنه مع ذلك كان يتجشم المشاق والمجيء لإستلام الإيجارات وأخذها من المستأجرين ، وكان مجلسه بيتنا ويأتيه السكان ويسلمون عليه ويقبلون يده ورأسه لسنه ومكانته ، كأنه شيخ طريقة يبايعه مريدوه ، وكان مجيئه في كل عام مرة أو مرتين ، وإن نسيت فلا أنسى العم سالم بندقجي وكان يكثر من الصلاة والسلام على رسول الله ﷺ في حديثه ، ويذكر بذلك جلساءه ، صليتوا على النبي ، هيا صلوا على النبي ، طيب زيدوا النبي صلاة .. وهكذا 

حينها كنا صغار لا نفقه كثيرا مما يقول ولكن لما كبرنا عرفنا أن هذا من توفيق الله للعبد أن يكون مكثرا وملازما ومذكرا بالصلاة والسلام على رسول الله ﷺ

 عمارة البندقجي عاش بها وسكن حجراتها حين من الدهر بعض الرموز المعروفين ، والأفاضل المشهورين ، وشرط المعرفة والشهرة لا يستلزم استمرارية المعرفة والشهرة على مر العصور ، وتغير الأيام وتبدل الدهور ، فيكفي أنهم معروفون من خالقهم بأخلاقهم ، ومشهورون في أوقاتهم وأزمانهم 

وأنا هنا أعرض فقط لشخصيتين كريمتين من سكان عمارة البندقجي أولهما شخصية نسائية وهي : الخالة الكريمة الرحيمة / عائشة بندقجي 

وعلى نطق المكيين بالتخفيف "عيشه" كانت تسكن الدور الثالث 

وتعتبر كبيرة العمارة ، لها احترامها وتقديرها ويرجع إليها في حل الخلافات والمشاركة في المناسبات وصاحبة اليد السخية في المكرمات كانت خالة "عيشة" بندقجية تحب العمارة وتحب ساكنيها ، وتشاركهم أفراحهم وأتراحهم ومناسباتهم ، وأذكر أنها حتى بعد أن انتقلت لبيتها الجديد بحي المعابدة كانت تزور وتتفقد جيرانها ، وكان لها معنا عادة في أيام صحتها وعافيتها إذ كانت "تقيل" عندنا ببيتنا بالعمارة حيث تأتي من قبل الظهر بوقت كاف فتزور من تيسر لها من جيرانها إلى الظهر ثم تتوقف ببيتنا ويمنع عنها جميع الجيران سوى أهل بيتنا لتتناول غداءها وتأخذ قسطا من الراحة وتعسيلة نوم حتى العصر وبعده تستأنف برنامجها بلقاء الجارات حتى المساء ، ولما كبُرت في السن وثقُلت على المشي وصعود الجبل فكانت تدعو جاراتها من عمارة البندقجي لقضاء يوم عندها ، وأتذكر جيدا يوم كنا نزورها صغارا وكبارا ونبقى في أنسها ومجلسها يومنا كله رحمها الله وغفر لها

ومن رموز عمارة البندقجي الأستاذ الفاضل والمربي القدير والصحفي الشهير / أحمد عامر سعد 

كان رجلا بشوشا ، صاحب نكتة وحركة وضحكة ، مزوحا مع أقرانه ممن رفعت بينهم الكلفة ، ذكيا لماحا ، يتخذ لنفسه سائقا ومساعدا حيث لم يكن يرتاح للقيادة ، مزج الأستاذ أحمد بين التربية والتعليم والصحافة والإعلام ، فإضافة إلى عمله الأساس معلما وأستاذا بالمدرسة الرحمانية المتوسطة كان صحفيا بجريدة عكاظ ، يعد التقارير ويعمل اللقاءات ويسجل أهم الأحداث والأخبار  

الأستاذ أحمد كان من سكان عمارة البندقجي ويذكر من هم أكبر مني سنا أن زواج الأستاذ أحمد تم وحصل بعمارة البندقجي ، ومن الجميل والمناسب ذكره أن والد الأستاذ أحمد ، العم عامر هو الآخر من سكان عمارة البندقجي ، ومما أدركته ويحضرني الآن أن العم "عامر" يرحمه الله وفي موقف تعاوني نبيل ، فيه من التلاحم وصادق الود وحسن الجوار عندما احتاج أحد السكان بالعمارة لعمل فاصل خشبي ببيته وكان العم "عامر" يحسن النجارة ، فقام بعمل الفاصل وتثبيته بنفسه شهامة وتقديرا لجيرانه

عمارة البندقجي .. سيل من الذكريات ، لزمن من الماضي الجميل ، منها ما علق في الذاكرة ، ومنها مارحل في طي النسيان كما رحلت عمارة البندقجي ، وصارت أثرا بعد عين ..
وماذا بعد
 مضت الأيام .. وتفرق الجيران ،  ولف المكان سكون تام ، وعم الأرجاء هدوء عام ، زالت الرسوم ، وتهدمت مباني القوم ، أتى على البنيان الهدد ، وأطاح كل بناء وهد ، ورحلت فيما رحل عمارة البندقجي

يا دار غيرك البلى وتحكمت
فيك الخطوب ومُحَّت الآثار
لم يبق منك الدهر رسما ماثلا
ينبي بأن هناك كانت دار

عمارة البندقجي قصة جيل لن يتكرر ، وتاريخ حارة لن تعود ، وأخبار مجتمع عاش ورحل -أكثره- في هدوء ، بعد أن أعطى وأعطى ولم يستبق شيئا , عمارة البندقجي لم تكن مجرد حجارة مبنية ، أو عمارة سكنية ، لقد كانت مدرسة أخلاقية ، ورابطة اجتماعية ، وصارت اليوم ذكرى تاريخية

 مررت بالدار وقد غيرت
معالم منها وآثار
فقلت والقلب به لوعة
تحرقه والدمع مدرار
أين زمان فيك خلفته
وأين مكانك يا دار
أجابت الدار على عيها
إن سكوتي عنك إقرار
أما تراني اليوم من بعدهم
مقفرة مافيّ ديّار

اللهم ارحم عمارة البندقجي وساكنيها ، ومن حل عبر الزمان فيها

ذاكرة روح وجسد
أحد سكان عمارة البندقجي

ابو عبد العزيز
محمد كريم بخش