رثاء معالي الفريق الشريف طلال بن محسن العنقاوي رحمه الله
رثاء معالي الفريق الشريف طلال بن محسن العنقاوي رحمه الله
لست أدري بما أعزي به نفسي وأعزي به غيري في وفاة معالي الأخ والقائد والانسان الفريق طلال بن محسن العنقاوي رحمه الله لقد زاملت معاليه بحرس الحدود أكثر من ثلاثين عاما وصحبته في مهام عمل داخل وخارج المملكة وكان رحمه الله على المستوى الشخصي جوادا كريما ترى في تعامله كل معاني الإنسانية والنبل ومع هذه الإنسانية والنبل تراه على المستوى القيادي قائدا متفردا حكيما يمتاز بالتروي قبل اتخاذ القرار ويعالج المشاكل بالحكمة والحزم وبهذه الصفات كسب محبة الناس وثقة ولاة الأمر أعزهم الله ليبقى مديرا عاما لحرس الحدود لمدة أربعة عشر عاما وهي أطول مدة تقلد فيها مسئولا هذا المنصب فرحم الله معالي الفريق طلال واسكنه فسيح جناته .
علام الردى يعدو علينا مجددا |
| ويأخذ منا قائدا كان سيدا |
ويتركنا والحزن يدمي قلوبنا |
| وأدمعنا من لاعج الفقد لا تهدا |
نعاه لنا الناعي فتاهت عقولنا |
| وأبصارنا حتى غدا الكون أسودا |
وأظلمت الدنيا علينا بفقده |
| وفقد عزيز يجعل الليل سرمدا |
فراقك نار في العيون من البكا |
| وفقدك جمر في الفؤاد توقدا |
ولو من حمام الموت تنجيك فدية |
| فدوك الوف الناس من قبضة الردى |
واعطوا رسول الموت كل نفيسة |
| ولكن رسول الموت لا يقبل الفدا |
إلى جنة الرحمن يا خير قائد |
| مع الجد والصحب الكرام مخلدا |
فأول بشرى الخير اسلام روحكم |
| صبيحة يوم مات فيه محمدا |
ولدت شريفا من سلالة أحمد |
| فطبت مماتا مثلما طبت مولدا |
رأيت الايادي في ازدحام لحمله |
| وكل له يدعو ويذكره حمدا |
يقولون لما هالوا الترب فوقه |
| سقا الله في المعلاة خدا موسدا |
ويا رب نرجو منك لطفا ورحمة |
| وتجعل له في مقعد الصدق مقعدا |
فقد جمع الإخلاص والصدق والتقى |
| فنال بها عزا ومجدا وسؤددا |
وأصبح حب الخير فيه سجية |
| تسربله حتى عليه تعودا |
إذا جئته يلقاك والوجه باسم |
| وتبصر نور البشر في وجهه بدا |
أحب ولاة الأمر حبا يزينه |
| ولاء وإخلاصا بها قد تعهدا |
ترقى معاليا وأصبح قائدا |
| وقد كان حقا قائدا متفردا |
وعاش لحفظ الأمن سيفا مجردا |
| ويبقى لنا فخرا وإن كان مغمدا |
وكان كثير البر.. برا بذي القربى |
| وبرا بذي الحاجات لو كان أبعدا |
فصبرا بنيه إن في الصبر سلوة |
| وبروا به فالبر حقا مؤكدا |
فما مات من أبقى له من يبره |
| ويدعو له في آخر الليل ساجدا |
فوالدكم قد كان برا بأمه |
| وسيرته في البر تروى وتقتدى |
ومن يزرع البر الجميل فإنه |
| يقينا بلا شك سيحصده غدا |
وإن عز في الدنيا لقانا فإننا |
| لنا في جنان الخلد مأوى وموعدا |
شعر اللواء م/ د. سالم بن صالح السلمي
0 تعليقات