عبد الوهاب أبو سليمان .. عالم حفظ تاريخ مكة وآثارها

وخلف الراحل، الذي صلي عليه أمس بعد صلاة الظهر في المسجد الحرام عن عمر ناهز 88 عاما، تركة علمية معتبرة، ممثلة في مؤلفات كثيرة وبحوث ومقالات منشورة في الفقه والأصول والقانون والتاريخ ومناهج البحث وتاريخ مكة الحديث.

ولد الشيخ أبوسليمان في مكة المكرمة عام 1356هـ، متلقيا تعليمه الابتدائي فيها، ثم التحق بالمعهد العلمي السعودي وتخرج منه عام 1373هـ، لينضم بعدها إلى كلية الشريعة والدراسات الإسلامية، التي كانت تابعة لجامعة الملك عبدالعزيز في جدة قبل أن تصبح جامعة أم القرى، وتخرج منها عام 1377هـ.

وبدأ أبو سليمان حياته العملية عام 1378هـ مدرسا لمادتي الفقه والتفسير في مدرسة الزاهر المتوسطة، وفي عام 1384هـ عين معيدا في كلية الشريعة في مكة لمادتي أصول الفقه والفقه المقارن، وعقب نيله الدكتوراه، عين عام 1390هـ أستاذا مساعدا في الكلية ذاتها، وفي عام 1398هـ رقي إلى أستاذ مشارك، ثم أستاذا لأصول الفقه عام 1403هـ.

وحصل الراحل عام 1382هـ على دبلوم التربية من الجامعة الأمريكية في بيروت، وفي عام 1385هـ ابتعث للدراسات العليا في جامعة لندن، وحصل منها عام 1390هـ على درجة الدكتوراه مع التوصية بطبع رسالته.

ونال أبوسليمان شرف التتلمذ على يد علماء الحرم المكي الشريف، ولازم العلامة المحدث الفقيه القاضي، المدرس بالحرم الشريف الشيخ العلامة حسن محمد مشاط ملازمة امتدت سبعة أعوام.

تولى الشيخ أبوسليمان عمادة كلية الشريعة والدراسات الإسلامية بين أعوام 1391 - 1393هـ، كما كان عضوا في لجنة الترقيات العلمية في جامعة أم القرى، وعضوا في لجنة معادلة الشهادات الجامعية في وزارة التعليم العالي، وعضوا في هيئة كبار العلماء، وعضوا في جائزة الملك فيصل العالمية فرع الدراسات الإسلامية، وعضوا في جائزة الأمير نايف العالمية للسنة النبوية والدراسات الإسلامية، وغيرها من العضويات العلمية والفقهية المهمة.

وفي مسيرته البحثية، حاز أبو سليمان جائزة (كتاب العام) التي يقدمها نادي الرياض الأدبي في نسختها الأولى عام 1429 عن كتابه باب السلام في المسجد الحرام ودور مكتباته في النهضة العلمية والأدبية الحديثة.

قال عنه أبوسليمان: إنه أمضى في تأليفه 15 عاما من البحث في المراجع، وسؤال شهود العصر الذين كان يجثو أمامهم. ويرى أن باب السلام يستحقه كمنطقة كانت تعد مركزا ثقافيا للعاصمة المقدسة في حقبة تاريخية بما حفلت من مكتبات، وما قدمته من أدوار ثقافية وحضارية، عبرت بامتياز عن واقع المدينة المتقدم حضاريا الذي كانت تحياه.

ونال جائزة الملك فيصل العالمية فرع "الدراسات الإسلامية"، وكان موضوعها "التراث الحضاري في مكة المكرمة".