في ذكرى الإسراء والمعراج / كتبه راجي عفو ربه محمد صالح بندقجي

( في ذكرى الإسراء والمعراج )

يا من تفرد بالمحبة واصطفاه ربه من ثم قربه  وأنزله أعلى مقام

لم يرض أن ير أحمداً باد عليه الحزن مما يعترضه من أذى الأخصام

فأعد أمراً لا مثيل له لا سابقاً أو لاحقاً ما ليس يدرك أو يرام

يا ليلة حفلت بأحداث جسام   استيقظت وأناسها ظلــــــوا نيـام

كان الزمان مع المكان تعاهدا  في أن يتم الأمر ليلاً في اكتتـام

أمـــا  المكان فإنه  أم  القرى  في جانب من ساحة البيت الحرام

جبــــريل يمسك بالعنان تأهباً   أما البراق  فناظر نحو الأمــام

في لحظة ورسول ربك يعتلي  ظهر البراق وقد تلفع بالظلام

الوقت ليس له وجود ها هنا   هذا هوالأقصى أمامك بالتمام

والأنبياء وهم وقوف قد بدوا   يعلو وجوههم البها والإحتشام

والشـــوق يغلبهم لرؤية أحمد   هذا النبي محمد مسك الختــام

لم  يلبثوا إلا وهم  صف تأهب للصلاة يؤمهم خير الأنام

ما إن أتموا ركعهم وسجودهم   ثم التشهد والتفاتات السـلام

إلا وجبريل وأحمد يعرجان إلى السما صعداً قد اخترقا الغمام

هي ذي الطباق السبع يسكنها  بعض النبيين والرســل الكرام

أنظرهمو يتبادرون إلى الرسول مرحبين مقدمين الاحترام

قابلهموا فتعارفوا وجرى حديث ملؤه حب و وود وانسجام

ودعهموا وتجاوزا السبع الطباق وما تلاها من مقامات عظام

حتى إذا بلغا حداً توقف عنده   جبريل ملتفتاً لأحمد باهتمـــام

امضي محمد لا يحق لي التجاوز سوف أحرق إن خطوت إلى الأمام

هيا تقدم يا محمـــــد واختـرق  ما إن عليك سوى المضي والاقتحام

هذا مقام لا يجاوزه إلاك أنت   وما عداك فحده دون المقــــــــــام

أنت الذي حاز المحبة والرضا  والإذن حالاً بالدخول وبالســــلام

ما إن تقدم أحمد إلا وأنوار تغشت كل شيء لا وراء ولا أمام

لا شيء غير النور أنى التفت وجدته وكأن هذا الكون ماعرف الظلام

حتى الفـــؤاد وروحه وجوارحه  غشاهموا نور وعمهم الســــلام

في حينها ألقى السلام محمد   ثم التحايا والثناء عليه والإعظام

ومضى يمجد ربه يثني عليه ثم يحمده ويبدي الذل للعلام

لقي القبول والرضى من ربه  ثم السلام وجاد عليه بالإنعــام

في حينها فرض الصلاة واصبحت في وقتها فرضاً يؤدى بالتزام

ومشى إلي السدرة العظيمة ظلها في مده فاق الغمـــــــام

وأطل وهو حزاءها فرأى الجنان وما حوته كأنه أحلام

فيها الذي لا أعين نظرت ولا الآذان قد سمعت ولم يخطر على الأفهام

فيها القصور من زبرجد واللآلي والجواهر واليواقيت الفخام

فيها أطايب كل شيء يشتهى مما يراد من شراب أو طعـــــام

ورأى جهنم نارها ولهيبها مثل الجبال الشم تضطرم اضطرام

ورأى مشاهد للذين يعذبوا  لا شيء يبقى لا الجلود ولا العـظـام

ما مذنب إلا وأهوال من التعذيب تصعقه إن في قعود أو قيام

تركا جهنم بعد أن رأيا ما يجعل الطفل الوليد يشيب من قبل الفطام

من بعد ها رجع الرسول لداره  وفراشه مازال في دفء وكأنه ما قام

والصحب حين سماعهم قالوا صدقت وبادروا نحو الصلاة والرسول إمام

سمعت قريش ما يدور فبــــــادرت  طعناً وتشكيكـــاً تريـــد الانتقــــــام

وجدت قريش في الحديث وسيلـــة  هذا نبيكــــــم قد تاه في أوهــــــام

أتصدقون وأنتم العقلاء ما يهذي به مما تهيؤه له الأحلام

فأتى أبو بكر وأحبط مكـــــرهم  إني أصدقه فهو الصدوق على الدوام

والمسلمون على ثباتهم وما ارتابوا  هم كالمصلي ماثل خلف الإمـام

باءت قريش بالخسارة والهـــوان  لم يفلح التدبير وانحسر اللثــام

يامن يشك بأنه أسرى به  العلم فسر ما استعصى على الأفهام

ما عرش بلقيس وهل من مُنكـــر أو ليس قرآناً يتلى على مر الدوام

يا أحمد يا خير مبعوث لأمتـه لولاك بعد الله كنا كالهوام

بتنا وأصبحنا نعلم غيرنـا  ونقودهم نحو الهدى نحو الســلام

أنت الرؤوف والرحيم والــولي أنت الشفيع المصطفى عالي المقام

صلى عليك الله ما طير شـدى  وتفتق الزهر الندي في الأكمـــــام
======================

كتبه راجي عفو ربه

محمد صالح بندقجي