المعلم : سعيد يونس إبراهيم يونس

نماذج من مصطلحات وآثار البنائين بالحجر المكي
المعلم : سعيد يونس إبراهيم يونس ..
الميلاد : عام (١٣٢٣هـ) مكة المكرمة
الحارة والسكن: شعب عامر برحة علي طايع زقاق أبوحنش.
إخوانه : حافظ و صالح.
الأبناء: 1 ـ محمد، ميلاده ١٣٥٥هـ رحمه الله. ٢- أحمد ميلاده ١٣٥٠هـ رحمه الله، وابنتان. كلهم من مواليد شعب عامر ... ولأحمد سعيد إبنة واحدة.

وأما أبناء المعلم محمد سعيد يونس فهم:
1. سعيد، ميلاده ١٣٨٦هـ. . موظف سابق في بنك الرياض.
2. منصور المشهور (ناصر)، ميلاده ١٣٨٦هـ. موظف متقاعد شركة الاتصالات السعودية
3. شكري ميلاده ١٣٩٠هـ رحمه الله. وكيل رقيب قوات الطوارئ الخاصة.
4. حمدي، ميلاده ١٣٩١هـ. مدير عام مكاتب العمل والشئون الاجتماعية سابقاً ـ مكة المكرمة.
5. ممدوح، ميلاده ١٣٩٤هـ موظف ـ وزارة التربية والتعليم مدرس
6. وليد، ميلاده ١٣٩٥هـ. موظف ـ وزارة الشئون البلدية والقروية بمكة المكرمة. وقد عمل بعضهم مع والدهم في أيام الإجازات. وهم من مواليد دحلة الجن.

المهنة : اصطحبه والده يونس إلى ميادين العمل منذ صغره ليتشرب الصنعة حتى ورثه عنه.. وأصبح معلّماً في مجال البناء بالحجر والنورة، وشارك في ترميم قصر السقاف سنة 1346هـ. وفي بناء بيت باحمدين في طلعة القرارة، كما عمل في بنفسه في بناء مدخل باب البيت بالحجر المنحوت على شكل (رقبة الحمامة) وكان القَرَاري التابع له هو جابر المولد، كما عمل في قصر الملك فاروق في حي الزاهر، وفي المجال نفسه عمل معه ابنه المقاول لا حقاً المعلم محمد يونس.. وكان المعلم سعيد يونس مرجعاً في مهنة البناء، وكان له أيد بيضاء في إصلاح ذات البين، وكان يشارك (المريعانية) في بعض غناء الصهبة المكية.
 
الجيران في شعب عامر منهم : بيت البشناق وبيت حسوني وبيت الفارس أبو عيد، وبيت السيد الباروم وبيت الزقزوق وبيت الزكير وبيت برهان.
ثم انتقل إلى حارة دحلة الجن بشعب عامر، ومن جيرانه فيها: بيت المغربي وبادويلان والبسيوني والمريعاني والعشري والدوران والصبيحي والكوسه والفران والغسال والإدريسي، إلى أن وافته المنية عام (١٣٧٨هـ) ودفن في مقابر المعلاة.

من أصدقاء المهنة في شعب عامر :
١- المعلم سالم باخدلق، وعيد أبو سفيان، الذي بنا لهم (عُزلة) في شعب عامر، المعلم عيد قزاز في برحة الرشيدي.
ومن حارات أخرى: ١- المعلم حسن وزيرة من حارة الشامية.
٢- المعلم مرزوق رزيق من منطقة الفلق وقد شارك هو والمعلم محمد يونس في العمل ببيت باحمدين مع المعلّم سعيد يونس.
٣- المعلم محمد مكة من منطقة الحجون وممن عاصر المعلم سعيد يونس وابنه محمد سعيد.
وممن عمل مع المعلم سعيد يونس،المعلم مرزوق رزيق أهل الفلق(حي يرزق) ومن أصدقائه محمد سعيد يونس وعنبر الكويتي (صاحب الزومال) والمعلّم فرج بتاوي والد حسن وصالح، رحمهم الله جميعاً.

نماذج من آثار ومصطلحات البنائين بالحجر المكّي.
من الفَلاَتِي إلى المروِّج إلى الطيّان أو الخلاّط إلى القَرَارِي، كنهاية لمشوار الحجارة التي عانت كثيراً من ألغام الفَلاَتي... ثم ها هي بين يدي القراري ينحتها ويهندسها.. يطرقها بـ(قدّومه ومطرقته) ولكن دون أن تئن، حتى وهو يعاود ضربها يصارحها بلطيف دقّات ورنّات مطربة.. وهي تصبر لتزيين كامل جسدها ملساء دون براجم أو تجاعيد..
 
يجهزها على أحجام معينة وعلى رغبة المعلم الذي يحدد للقراري شكلها اسمها من قبل وجهات عملها (عارِض يمين.. أو عارِض شمال) في جهات شرقي وشامي ويمني وعراقي بحسب ما يناسبها من حيّز أفقي أو رأسي وجانبي وقلب.. وحمّال أول وثاني وثالث.. وكراسي ومَساند و(كورنيش) أخير.. وقبل هذا كله ما يدور في نفس المعلّم من أفكار وخطط هندسية.
 
ثم ها هو الخلاط يقدم ما يبرّدها بندى وطين ناعم يرفعه (الطيّان) لتطمئن الحجارة بيد المعلم وبين أحضانه ليوسّدها في مرقد الإشادة والبناء.. يعاونه في ذلك المروّج بصغائر الحجارة، وقد عانا الجميع من ثقلها حين حملها ونقلها.. ولكن تلك الترنمات بالأغاني الاخاذة المسلّية على مقامات (المايا والجهاركا والحجاز) محت عنهم كل المصاعب والمتاعب..
يا عسل يا عسلسلْ في شبكي ... أنا ما احسب إن المحبة تبكّي.
 
تلكم هي أهم مرحلة بعد في مراحل البناء بالحجر في مكة المكرمة وفي المدينة المنورة والطائف وما جاورها لتقارب صلابة الحجارة فيها.. وإن اختلفت طرق النقوش والأسماء ومصطلحات المهنة. وتلك من الأعمال المزيجة بفنون النقوش وقواعد الكسب الحلال، والتي دامت لهم دعامة في إقامة أصلابهم المعيشية في أيامهم تلك، كما هي من جمال المهن ومن أبهى ما كان يعرض في ميادين أولئك الرجال حين يخرجون بها لينفوا دواعي الخمول والاتكال.. بتمرّسٍ وصبرٍ يفضيان إلى إتقان ومهارة.
 
وهي في تلك الأيام من مقتضيات إقتصادية واجتماعية وفنية وجغرافية وجيولوجية وتضاريس اختصت والتصقت بزمزم والمقام، في بيئة مضمّخة مطهرة.. أكسبتهم ميزة وثقافة حجرية فريدة مخصوصة بمكة.. ومقتبسة من (وإذ يرفع إبراهيم القواعد من البيت وإسماعيل ربنا تقبل منا، إنك أنت السميع العليم)

نعود إلى بيت عبدالله باحمدين في طلعة القرارة، بيت له شهرة وعلَمية معمارية ورمزية هندسية في طراز وطرق البناء المكي بالحجر المكي، وقد تحدثت عنه في كتابي (صور من تراث مكة المكرمة في القرن الرابع عشر الهجري)
 
بيت اجتزته مراراً ووقفت عليه كثيراً، لأرى وأشاهد ما سمعتُ به عن روعة البناء ودقة العمل وجمال المهنة خصوصاً في مدخل البيت الذي أحرز حظا كبيراً من الذكر والصيت بين أبناء الصنعة أنفسهم، وبين أعيان مكة في أوساط حاراتها والمجتمع عامة.. كان نموذجاً بارعاً وشاهداً رائعاً في عملية نحت (القراري) للحجارة.. وعلى ما أطلقوا عليها (رقبة الحمامة)، أشبعتُ ناظري بجمال تراص تلك الحجارة كعقد حجري فضي على مدخل البيت في واجهته الشرقية وكتحفة معمارية فريدة، فرأيتها كما وصفت حسناً وجمالا واختيالا، وحينما أردتُ حمل تلك الحجارة إلى (خُرجي) لم أستطع ذلك لثقلها المركّز في قساوتها ولونها الفضي وفخامتها المكية.. تلك مزية.. و(إن من الحجارة لما).
 
ثم تأملت شكل وحجم الحجارة الواحدة من (الفلاَتي) إلى (القَرَاري) إلى المعلّم وهو على ألواح (السقالة) كيف نقلوها ورفعوها وبنوها، أو كيف تجشّمت قواهم وراحاتهم..؟ في الوقت نفسه أدركتُ أنها القوة والعزيمة والشغف والحب والإيمان، ورسالة موجهة لمن يقترض وقتاً من الخمول لكي يستريح جانباً، ثم يحدّث الناس بعجائب من حكايات الخيال.. لا يعرف شيئاً عن قصصٍ العظامٍ وكفاح ومواجهات الرجال.

بقلم : عبدالله محمد أبكر