في الشامية كانت لنا أيام ( 2 ) | حدودها

تقع الشامية شمال المسجد الحرام ، ويحدها شمالاً الفلق وغرباً الشبيكة وحارة الباب وشرقاً القرارة ، وتبدأ حدود حارة الشامية للقادم من الفلق متجهاً إلى الحرم ، من بعد الحاجز المروري عند رأس المثلث الذي يمثل مفرقاً ذا اتجاهين ، الأيسر يأخذك إلى القرارة والأيمن إلى الشامية نزولاً حتى تصل إلى الحرم عند باب الزيادة وباب الندوة وباب الشامية ، ( يذكر عمي الشيخ أحمد زيني الآشي أطال الله في عمره ومتعه بالصحة والعافية ، أن الشامية تبدأ من بعد زقاق الفرن الواقع بعد عمارة القزاز حيث كان معرض القزاز سابقاً وكل ما قبل ذلك من الفلق ) وتمتد حدودها في جبل هندي حتى بيت الساعاتي ونزولاً لتشمل الدور التي تحيط بمدرسة عرفات المتوسطة في جبل القلعة حتى تصل لبيت الجوهرجي من الناحية الجنوبية للمدرسة قبل الدرج المؤدي إلى الشبيكة ، وتبدأ حدودها مع القرارة من بيت المنصوري وبيت نصير في الزقاق الموجود به مطعم البويوم للأكل الجاوي وأيضاً مع نهاية زقاق العجيمي إلى زقاق الكدوة حتى تصل لبرحة المنكابو لتقابلك عمارة الأشراف الضخمة وهناك ما كان يسمى بباب الدريبة ( ومن النكت العجيبة لهذا الباب كما يروي عمي الشيخ أحمد زيني الآشي أطال الله في عمره ومتعه بالصحة والعافية ، أن الدرفة اليمين لباب الدريبة بالنسبة للمتوجه إلى الحرم تعتبر من الشامية ، والدرفة اليسار لنفس الباب من القرارة ولذلك كانت تحدث الكثير من المناوشات والمضاربات عند هذا الباب بين عيال الشامية وعيال القرارة ) ، ودخلت أجزاء كبيرة من الشامية في توسعة الحرم ، منها سويقة وقاعة الشفا وباب القطبي ، وللوصول إلى الشامية للقادم من ناحية المعلاة لابد من المرور بالسليمانية ثم طلعة النقا ثم الفلق فالشامية ، وهناك طريق آخر للقادم من جبل الكعبة عبر النفق المؤدي إلى الفلق ثم الشامية ، وكان دكان عم سعيد باوادي ( أو عم سعيد فرفر ) للفول والمعصوب على يمين النازل إلى الحرم في بيت الحلبي وعلى يسار النازل يقع بيت الصحرة ومعرض القزاز للعطور ( ليس موجوداً الآن ) وأظنه أول معرض للقزاز ، وكان هذا البيت للشيخ عبد الوهاب قزاز وزير النافعة في عهد الشريف حسين ، ثم بعده مباشرة يقع زقاق صغير يؤدي إلى القرارة مروراً بفرن صغير ( غير موجود الآن ) بجوار بيت الغفوري وبيت با حمدين وهو مبني من الحجارة ، وكان مقر مدرسة عرفات المتوسطة قبل أن تنتقل إلى مبناها الجديد في جبل القلعة ، ثم تحول ذلك المبنى ليصبح مدرسة للبنات ثم تحول مؤخراً إلى فندق بعد إجراء بعض التحسينات عليه مع المحافظة على مبناه القديم من الحجارة .

وفي مقابل ذلك الزقاق على الشارع العام تجد مطبخ عم أحمد سُرية ، ثم المنزل الذي كان يسكن فيه عم إبراهيم خوج ، ثم هناك بيت صغير قديم ، ثم وقف علواني أبو النجا ثم وقف الشيخ عبد الصمد الفلمباني داخل الزقاق وبجواره ومطلاً على الشارع العام بيت وقف يعود لنا يفصله عن بيت البدوي وبيت البشاوري برحة صغيرة ( ومن غريب وعجيب ما لاحظته الآن وجود لوحة من تلك التي تضعها البلدية على المباني تشير إلى أن هذا الزقاق يقع في القرارة وهو خطأ بالغ ، ولكن العذر لهم أنه لم يعد هناك من أهل الحارة من يشير إلى مثل تلك الأخطاء ليتم تعديلها ) ويستمر الصاعد إلى الجبل ماراً ببيت عم إبراهيم عارف على يمينه ثم بيت الأربعين على يساره ليصل إلى بيت حبحب ، ثم يدخل يساراً ليمر أمام بيت الشيخ يحيى بسوكي وبجواره بيت تميم – وفي هذه الدار تعلمت أنا وكثير من أبناء وبنات الشامية مبادئ القراءة والكتابة على يد المعلمة رحمة تميمية في الكُتَّاب الذي كانت تديره هناك ، رحمها الله رحمة واسعة وغفر لها ذنوبها وأبدلها حسنات - مروراً بزقاق الغريب عند بيت الشيخ صالح بنون ليجد نفسه في الشارع المتفرع من الشارع العام ، بجوار بيت عارف ( فندق الصفا الآن ) ، وللمستمر في ذلك الشارع الفرعي يجد على يمينه مطبخ عم عبد الله سرية قبل برحة إلياس حيث كانت توجد بيوت سلامة والمحجوب والآن يوجد هناك مركز صحي الشامية وعلى يمينه زقاق كلش حيث توجد بيوت القستي ومحرم وبيت الأزهري وبيت العدوي – وكان عمدة للشامية – وبعده وقف خليل الزماني وكان به دكان صغير للبقالة للعم محمد قطان الذي كان يشع مرحاً وسروراً يدخل البهجة على قلوب كل من يقابلهم ، قبل الدرج المؤدية لبيت الساب وبيت الرمل وبيت العم خليل أبو النجا وبيوت النواب وبيت الدهلوي صعوداً في الدرج وبيت عثمان حكيم وبيت أبو الشامات لتصل إلى الجبل فيقابلك بيت زيني علايا وبيت أرشد وبيت عدس على اليمين وبعده بيت العم المعلم عبد الله كمال وبعده بيت بشناق وبيت الشاعر الكبير الأستاذ طاهر زمخشري وبيت المرزا وعلى الجهة المقابلة بيت العم صالح ساعاتي .

 وبالعودة إلى برحة إلياس كان هناك وفي الطريق إلى الجبل زقاق السقيفة – وهي عبارة عن ممر يعلو الشارع ويربط بين جزئي البيت ، وهو بيت الكافي  أو عبد الكافي ، الذين يفصلهما الشارع – أزيلت تلك البيوت والسقيفة ليتسع الشارع بعد ذلك ، لتظهر لك في أعلى الطلعة مدرسة عرفات المتوسطة التي بنيت مكان القلعة التي بناها الشريف غالب عام 1221هـ ، وأنشأ فيها الشريف حسين مدرستي الراقية والعالية في عام 1335هـ ، وفي عام 1358هـ انتقلت إليها مدرسة تحضير البعثات والمعهد السعودي العلمي ، ثم في عام 1375هـ أقيمت فيها محطة الإذاعة السعودية  ، وفي فترة دراستي للمرحلة المتوسطة بها كان لا يزال الهوائي قائماً كما كانت توجد الكثير من الأجهزة التابعة للإذاعة محفوظة في دكاكين محيطة بفناء المدرسة .

وقبل نهاية الطلعة تجد على يمينك بعد بيت المنشي بيت الزواوي وتقابله درج تؤدي إلى برحة بنجر نزولاً ، وتقابلها درج تؤدي إلى أعلى الجبل ، وفي مواجهة بوابة المدرسة بيت مدير التركي ، وبيت الدهلوي وبيت أبو رزيزة من الجهة الغربية للمدرسة بعد الدرج المؤدية إلى حارة الباب ، لتجد سوراً وبعد إنتهائه تجد بيت العم إبراهيم جوهرجي عند الدرج المؤدية إلى الشبيكة والسوق الصغير ، لتلتف من خلف المدرسة وتصل إلى درج تؤدي إلى الشامية من جهة بيت الزمزمي .
ومن برحة إلياس أيضاً لغير الصاعد إلى الجبل يجد على يمينه بيت المرداد ليلتف به الشارع حيث كان دكان باسكران وبعده بيت على اليسار بيت وقف يعود لنا كان يسكنه العم عبد الله إدريس لفنرة طويلة وبعده على لفة الشارع للنازل إلى الحرم وقف أبو نمي ويقابله على مدخل برحة بنجر بيت المدهر وبعده في البرحة بيت الداغستاني وبيت القاري وبيت السني وبيت السقاط  وبيت شطا وبيت المارينقا وبيت منور وبيوت البنجر ليجد في نهاية البرحة درج تؤدي إلى شارع عبد الله بن الزبير مرة أخرى ، وأخرى تؤدي إلى ناحية بيت الزمزمي كما أذكر وثالثة تصعد إلى الجبل في مواجهة بيت الزواوي مروراً ببيوت البنجر في تلك الدرج وغيرها من البيوت نسيت أسماء أصحابها .

وللخارج من برحة بنجر في مواجهة وقف أبي نمي كان هناك فرن جمال وله درجتين نزولاً وبعده دكان عبد الله صابر ودكان العم أحمد إدريس رحمه الله ليجد على يمينه برحة صغيرة في نهايتها درج تؤدي إلى برحة بنجر كما أعتقد ، أو أنها مغلقة وغير نافذة لست أذكر ، كما كانت بها معصرة للسمسم تحولت بعد ذلك إلى مطبخ كان يديره محمد سرية وبهذه البرحة بيوت الصايغ وبيت جمال وبيت النوري وبيت وقف لنا ، ليعود مرة أخرى إلى الشارع العام نزولاً إلى الحرم وعلى يمينه بيت العراقي و بيوت أخرى لا أذكر لمن ، قاتل الله النسيان .    

كتبه : عبد الجليل حسن زيني الآشي