عبدالرحيم أمين ..نصف قرن في تطـريز ثوب الكعبة المشرفة

في العام 1327هـ  وعندما دخل الطفل عبدالرحيم امين إلى الكتاب بعد ان فقد والديه اثناء ادائهما لفريضة الحج متأثرين بضربة شمس لم يكن يعلم حينها ولم يخطر في ذهن سنواته السبع آنذاك بأنه سيكون كاتبا لكل تلك الايات القرآنية ومصمما ومنفذا لذلك الكم من الزخارف التي تتميز بها الكسوة الحريرية السوداء للكعبة المشرفة التي كان يولى وجهه الصغير شطرها في فروضه الخمسة .

العم عبدالرحيم امين – الذي تجاوزت سنه الان الخامسة والثمانين يحكي للأسبوعية عن مراحل من حياته وعن عمله في مصنع كسوة الكعبة المشرفة

في الخامسة عشرة من عمري عملت حدادا في الطائف واتقنت هذه الصنعة ثم انتقلت للعمل في النحاسة لدى معلمي عوض النحاس وعملت في مجال النجارة في عمل الرواشين والنقشات للنوافذ الخشبية والابواب في ذلك  الوقت وكان لدى معلمي حسن أبو الدواهي وفي تلك الأيام بدأت احس بالميول تجاه الرسم والخط والزخرفة قال العم عبدالرحيم تلك الكلمات عن بدايته...ثم سرح بخياله بعيدا قبل ان يضيف كنت انتقل من العمل الذي يقل عليه الطلب الى عمل اخر.

واشتغلت في الخياطة أيضا وهذا العمل بالذات كان بتطلب ان يكون الخياط على دراية كاملة في هذا المجال حيث كنا في السابق نقوم بعمل بروفه- سديريه - مثلا تفصل على مقاس الزبون وهكذا يؤخذ المقاس المطلوب

•    العمل في كسوة الكعبة
وانتقلت للعمل في مصنع كسوة الكعبة المشرفة منذ تأسيسه في عام 1346هـ  في عهد المغفور له جلالة الملك عبد العزيز ...وكان العاملون في المصنع آنذاك من الهند وبعد ثلاث سنوات غادروا الى بلدهم واستمر العمل في المصنع الى1357هـ بعدها توقف العمل بعد ان أصبحت الكسوة تأتي جاهزة من مصر ولكن العمل بدأ من جديد في المصنع في عام 1383هـ  واستمر حتى اليوم .

•    الكتابة - بالتباشير والفحم
ويشرح العم عبدالرحيم طريق تنفيذ الكتابة والخطوط على الكسوه قائلا :  تكتب الخطوط على الورق حسب المقاس المطلوب بالتباشير باللون الأبيض وتحبر على الكتابة ثم تخرم الكتابة بالدبوس وتوضع على اللوحة المراد نقلها اليه ونأتي بقطن مدهون بالفحم الناعم وتمسح بها الورقة الأولى-المخرمة- فتظهر الكتابة على اللوحة الجديدة ثم نقوم باشتغالها بعمل اللف من اجل بروز الخيط بعدها يتم اعدادها  ولفها بالقصب او السلك الفضي

•    سرقت الصنعة
 كيف تعلمت فن الخط ؟
تعلمت على ايدي أساتذة مشهورين في مكة ذلك الوقت ومنهم محمد حلمى ومحمد عمر رفيعة وعصام السندي ومحمد الدهان وكل هؤلاء -سرقت- منهم الصنعة والخبرة  وقد قضيت الان ما يقارب من ثمان وخمسين سنة في هذا العمل . اما عن نوع الخط الذي يستخدم في الكتابة على الكسوة أوضح انه الخط الثلث الذي يرجع عمره الى ثمانمائة عام اما بقية أنواع الخطوط فهي لا تتناسب  مع الكتابة على كسوة الكعبة المشرفة .

ويضيف العم عبدالرحيم
شاركت بكتابة وتخطيط الخط الثلث على اول باب للكعبة في عام 1363هـ  ثم عملت في الباب الثاني إضافة الى الباب الذي اهداء الملك خالد بن عبدالعزيز طيب الله ثراء للكعبة المشرفة

•    21 كسوة بيدي
وأضاف يقول ان جميع الخطوط المكتوبة على كسوة الكعبة وستارة الباب والروضة في حجر المصطفى صلى الله عليه وسلم هوا من كتابته وخطه...وقال كما انني عملت مع زملائي ما يقارب 21 كسوه أي احدى وعشرين سنة من العمل اليدوي قبل التشغيل الآلي للمصنع  وستارة الكعبة تتكون من خمس قطع رأسيا لتصبح مساحتها الاجمالية 6.5 × 3.5 مترا عرض ومشغوله جميعها بأيات قرانية من السلك الذهبيروالفضي

•    مراحل الصناعة
ويختتم العم عبدالرحيم بتوضيح مراحل صناعة كسوة الكعبة المشرفة التي قال بأنها مراحلة الصباغة ثم مرحلة النسيج ومرحلة الطباعة ثم التطريز والتجميع وهذه اخر خطوة في مرحلة  التصنيع حيث يتم تجميع القماش ليشكل جوانب الكسوة الأربعة ثم تثبت عليه قطع الحزام والستارة