جبل في مكة اكتسب شهرته من مدفع رمضان..

يعد مدفع رمضان أحد المظاهر التي يختص بها الشهر الفضيل عن سواه من الشهور، وعلى الرغم من توقفه منذ نحو 4 أعوام إلا أنه جزء من تفاصيل الذاكرة الرمضانية لدى الكثير من سكان مكة المكرمة، من ضمنهم الزوار والمعتمرون الذين كانوا ينتظرون سماع دويّه قبل أن تبتل عروقهم طيلة أيام شهر رمضان.

ويقع المدفع على مساحة صغيرة لا تتجاوز 10×10 أمتار مربعة، مطلاً على حي جرول، ويعتلي جميع أحياء مكة المكرمة، حيث تقوم كاميرات التلفاز بتصويره لحظة الإطلاق وهو يعلن موعد الإفطار بالتزامن مع أذان المغرب.

وأطلق على الجبل الذي يوجد به المدفع اسم "جبل المدافع"، حيث اكتسب شهرته من ذلك، وجبل المدافع ممتد لجبل قعيقعان المعروف بأحد جبال الأخشبين بمكة المكرمة.

من جهته، أوضح مدير مركز تاريخ مكة المكرمة الدكتور فواز بن علي الدهاس لـ"العربية.نت" أن مدفع رمضان موجود في أحد جبال مكة المكرمة القريبة من المسجد الحرام، واكتسب الجبل ذلك الاسم لوجود المدفع به، مبيناً أنه يعتبر أحد جبال مكة المكرمة الشهيرة، ويقع شمال الحرم المكي الشريف.

وأبان الدهاس أن المدفع موجود منذ نحو 100 عام، حيث كان علامة لدخول شهر رمضان وشوال، وكذلك الإفطار والإمساك، وقديماً يسمع دويّه في العديد من أحياء مكة المكرمة حيث يصومون ويفطرون على صوت المدفع.

ولفت الدهاس إلى أنه في العصور الإسلامية السابقة كانت هناك منارات على جبال مكة المكرمة يؤذن منها بعد أذان المسجد الحرام ليصل صوت الأذان من خلالها إلى فجاج مكة وأحيائها وأوديتها، وهذه الميزة مما تفردت به مكة عن غيرها من سائر المدن، وذكر أنه عندما أتى جهاز المايكرفون أصبح يسمع الأذان من منارات الحرم المكي الشريف ومن ثم تم وضع المدفع الذي كان ملازماً للصائمين في مكة المكرمة.

طلقة للفطور وطلقتان للسحور

ولا بد من التوضيح أن مدفع رمضان عبارة عن آلة تطلق ذخائر صوتية ناجمة عن عملية انفجار البارود واحتراقه داخل فوهتها، حيث ينطلق الصوت ليسمع في العديد من الأحياء السكنية المجاورة للمسجد الحرام، كما أنه يصدر دخاناً متصاعداً نتيجة احتراق البارود بعد إطلاق الذخيرة.

وتزن كل طلقة من هذه الطلقات كيلوغراما ونصفا، وتطلق تبشيراً واحتفاء بشهر الصوم، وذلك من أجل إشعار السكان والزوار بقدوم شهر رمضان المبارك، وإعلام الناس بموعد الإفطار.

وفي حين يرتفع صوت المؤذن في منارات المسجد الحرام لحظة الإفطار تنطلق من فوهة المدفع كل ليلة طلقة واحدة، إضافة إلى إطلاق طلقتين وقت السحور ليفيق الناس من نومهم، ويستعدوا لإعداد وجبة السحور، وطلقتين للإمساك أو ما تسمى "لحظة الكفاف" قبل أذان الفجر بعشر دقائق.

كما يتم إطلاق 7 طلقات عند إعلان العيد، وعند أذان الفجر يتم إطلاق 4 طلقات، ولحظة تأدية صلاة العيد يتم إطلاق طلقات.

المصدر  : العربية نت