مدرسة الفلاح أسسها تاجر اللؤلؤ الحاج محمد علي زينل قبل أكثر من 110 عاماً بمكة المكرمة

تأسست مدارس الفلاح في مكة المكرمة عام 1330هـ 1911م و في جدة عام 1323هـ 1905 م و مؤسسها هو الشيخ محمد علي زينل علي رضا , و كانت نواة المدرسة هي كتاب الشيخ عبدالله حمدوه حيث عرض عليه فكرة المدرسة فرحب بها و نقل طلاب كتابه اليها...

و كان موقعها اول ما تأسست في القشاشية ثم انتقلت بعدها الى حارة الباب ثم عادت مره أخرى الى القشاشية ثم انتقلت الى الشبيكة عام 1386هـ 1948م و يعتبر مبنى مدرسة الفلاح هذا اول مبنى أسس في مكة المكرمة ليكون مدرسة . حتى تم بناء المدارس الحديثة في جرول التي انتقل اليها طلابها مما سياتي التنويه عنه لاحقا ..

وقد أسست فلاح مكة المكرمة على نفس نظام فلاح جدة من حيث ترتيب المراحل الدراسية و تقسيمها و مناهجها ..وبلغ عدد طلابها عند انشائها حوالي مائتي طالب و لم تلبث طويلا حتى زاد عدد طلابها و ازدحمت بهم المدرسة فبلغ عددهم في احد سنواتها الأولى 1200 طالب ...
وكان مؤسسها يتولى الصرف عليها بمعدل 14000 جنيه ذهبي سنويا حتى عام 1337هـ 1918م و بعد ان بدأت الازمة العالمية قبل الحرب العالمية الثانية أي منذ العام 1911م 1330 ه حتى عام 1914م 1333 هـ فقد قل الصرف من لدن المؤسس ...ثم توقف نهائيا عام 1351هـ 1932 م . فاعتمدت المدارس على اعانات الحجاج و غيرهم من التجار و الأهالي المحسنين.

ثم اجتمع تجار جدة ووضعوا برنامجا بدفع قرش دارج عن كل طرد من طرود بضاعهم التي ترد من الخارج و ذلك عن طريق الجمارك و استأذن التجار الملك عبدالعزيز في ذلك فرحب بالفكرة ووافق عليها و ابلغ وزير المالية آنذاك الشيخ عبدالله السليمان لتنفيذ ذلك ...مما شكل في ذلك الزمان مليون ريال سنويا .

وقد وصف الأستاذ محمد علي مغربي هذا الموقف بقوله: عندما نتذكر مشروع القرش نتذكر بالتالي كيف هبت الامة لإنقاذ الفلاح ...ولعله يعني بقوله هذا ان الذي يدفع قرش الطرد التجاري هو المواطن الذي يمثل الامة، باعتبار ان القرش يضاف على الطرود التي ترد من كافة المنافذ الجمركية البرية والبحرية للمملكة العربية السعودية حيث يشمل كافة طرود التجار الواردة إليهم.

واستمرت هذه الاعانة حتى عام 1360هـ 1940م من عائد القرش.. ثم توقف منذ ذلك التاريخ اثر مباحثات دارت بين المسئولين عن مدارس الفلاح في مكة و جدة و بين وزارة المعارف و وزارة المالية و انتهت هذه المباحثات بأن تقوم الدولة بتسديد عجز مدار الفلاح المالي و الذي لم يصرف الا في عام 1412هـ 1991م و هو مبلغ مليون ريال فقط ..و ليت القرش لم يتوقف منذ عام 1360هـ و حتى عام 1412هـ اذ لو استمر لكانت مدارس اللاح في احسن احوالها المالية

ويقول السيد أمين عقيل عطاس – رحمه الله – كنت أعرف بإحساسي ان سيدي الأستاذ إسحاق عزوز كان يتمنى ان تكون ارض ملعب اسلام في جرول لمدارس الفلاح وكنت اشعر بان أحاديثه تلك كانت تنم عن رغبته في الحصول عليها وعند السؤال عما يرغبه الشيخ إبراهيم اسلام رحمه الله قيمة للأرض فكان مبلغا باهظا لا تقوى عليه وعلى دفعه صناديق مدارس الفلاح بمكة المكرمة.

و يقول أيضا عن خلفية تاريخية بأن الشيخ إبراهيم الجفالي كان مدعوا في إحدى الحفلات ..فجرى حديث عن أرض اسلام . و قد سمع بأن سعادة الشيخ عبدالله بن صديق أعطى تصريحا للبناء بموجب الخرائط التي قدمت للبلدية آنذاك .. فما كان من الشيخ إبراهيم الجفالي رحمه الله الا ان اتصل بفضيلة السيد اسحق عزوز و طلب اليه التلاقي ليعلن له رغبته في اهداء هذه الأرض الى مدارس الفلاح و التي قام بشرائها من جيبه الخاص و ليس من المؤسسة التي أسسها و كان يراسها و مشارك فيها ...وتبلغ مساحة هذه الارض24 الف متر مربع و كانت قيمتها 33 مليون ريال .. ليبني عليها مدارس الفلاح و تكون الأرض و قفا على هذه المدارس  ..واخذ الطرفان بالتشاور مع العلماء في شروط الوقفية حتى تمت الإجراءات المطلوبة لإنهاء امر الوقفية على مدارس الفلاح بمكة المكرمة ... كما تم اختيار السيد اسحق عزوز ناظرا عليها و على وقفها ..

وشاءت المقادير بعد إجراءات الوقفية و اتمامها ان يتعرض الشيخ إبراهيم عبدالله الجفالي رحمه الله لوعكة نقل على اثرها الى المستشفى العسكري و بقي فيه شهرا للعلاج حتى توفاه الله رحمة الله عليه .

و قد تقرر ان تقسم هذه الأرض الى جزأين :
أولهما : لبناء مجمع سكني تجاري يعود عائده للإنفاق على مدارس الفلاح و تخصيص دور كامل ليكون مكتبة عامرة بالكتب ..و سيطلق على هذه المكتبة اسم الحاج محمد علي زينل ال رضا مؤسس مدارس الفلاح تخليدا لذكراه و تنويها بما قدمه لهذه البلاد .

 و ثانيهما : لبناء المدارس بمراحلها : الابتدائية و المتوسطة و الثانوية ..اضافة الى مسجد و مبنى للإدارة العامة و قاعة للمحاضرات و مسبح و ملاعب رياضية .

التكاليف المالية :
و قد بدأ البناء على هذه الأرض عام 1406هـ 1986م .. وتقرر أن ينفذ على مرحلتين بمقتضى عقود قيمتها الاجمالية 85 مليون ريال و قد نفذت المرحلة الأولى وهي : مباني المدارس و المسجد و الإدارة العامة و قاعة المحاضرات و المسبح و الملاعب الرياضية و قد بلغ الانفاق عليها 46 مليون ريال ...عدا تكاليف التصميم و الاشراف . و قد تم بحمدلله سبحانه و تعالى تسديد هذا المبلغ 46 مليون ريال من المحسنين جزاهم الله خيرا ..

اما المرحلة الثانية تمت المقاولة على تنفيذها بسعر 33  مليون ريال  وه يعبارة عن مجمع سكني تجاري يكون ريعه على المدارس و قد انفق عليه حتى حينه 13 مليون ريال و الباقي 20 مليون في انتظار فرج الله .


المصدر : اهل الحجاز بعبقهم التاريخي لـ حسن عبدالحي قزاز الطبعة الأولى عام 1415ه 1994 م