مؤتمر القمة الإسلامي الثالث

 يعد مؤتمر القمة الإسلامي الثالث التابع لمنظمة المؤتمر الإسلامي من أهم الأحداث الإسلامية التي شهدها العالم الإسلامي في عهد الملك خالد. حيث عقد هذا المؤتمر في مكة المكرمة والطائف في الفترة من 19 - 22 ربيع الأول 1401هـ، بحضور ملوك ورؤساء وأمراء الدول والحكومات الأعضاء في منظمة المؤتمر الإسلامي.

وقد تميز هذا المؤتمر بانعقاده في أرض مهبط الوحي، ومنطلق الرسالة الإسلامية.

وفي رحاب الحرم المكي الشريف، أمام الكعبة المشرفة، اجتمع - لأول مرة في تاريخ الإسلام - ملوك وأمراء ورؤساء وقادة الدول الإسلامية، في أروع صورة عبرت عن تضامن المسلمين ووحدتهم وتكاتفهم.

وافتتح المؤتمر الملك خالد كما رأس جلسته الأولى التي عقدت في الطائف، ثم أناب عنه في رئاسة جلسات المؤتمر ولي العهد - آنذاك - خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز - حفظه الله ـ.

وتميز هذا المؤتمر بعدد من الإجراءات التنظيمية منها:

1 - انعقاده تحت شعار: (دورة فلسطين والقدس الشريف ).

2 - صدور قرار بعقد مؤتمر القمة الإسلامي مرة كل ثلاث سنوات بصورة دورية

بلاغ مكة المكرمة:

انتهى مؤتمر القمة الإسلامي الثالث بإعلان وثيقة تاريخية سميت (بلاغ مكة المكرمة) جاءت على صيغة إستراتيجية إسلامية تعتبر بمثابة خطة عمل دائمة للدول الإسلامية في تضامنها وتكاتفها والتزامها بمسؤولياتها تجاه مختلف القضايا الإسلامية.

وقد صادق قادة الأمة الإسلامية المجتمعون على هذه الوثيقة التي اتفقوا فيها على الدفاع عن قضايا أمتهم في ذلك الوقت وفي مقدمتها قضية القدس وفلسطين وأفغانستان والحرب العراقية الإيرانية والوضع في لبنان والأقليات المسلمة في العالم.

وكان من أهم ما جاء في هذه الوثيقة تأكيد قادة الأمة الإسلامية على أمور هامة بقولهم:

"نؤكد العزم على الاسترشاد بكتاب الله عز وجل وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم في نظام الحياة لمجتمعاتنا وفي توطيد العلاقات فيما بيننا ومع دول العالم وشعوبه، إيمانا منا بأن ذلك السعي خير ضمان لإعلاء كلمة الحق والفضيلة، ولإقرار العدالة والسلم، وهو أفضل سبيل إلى عزة شعوب الأمة الإسلامية ورفاهيتها وأمنها،.. وإننا لنهيب بشعوبنا أن تعتصم بتعاليم دينها وقيمه الحضارية، وأن توحد جميع قواها تصديا للتحديات التي تحدق بها، وأن تتناصر لإصلاح أحوالها وأداء رسالتها، حتى تحقق العزة والكرامة والازدهار"

وقد جاء بلاغ مكة المكرمة كنتيجة للجهود المتواصلة التي بذلتها المملكة منذ تأسيسها في سبيل تضامن المسلمين والسعي لتوحيد كلمتهم، فكان لهذه الجهود أن أثمرت، ووصلت إلى مثل هذا البلاغ الهام الذي يعد شاهدا على إخلاص المملكة وقادتها لدينهم الحنيف ثم لأمتهم الإسلامية المجيدة، وهو سعي مخلص مشكور سجله التاريخ وستقرأه الأجيال وسيجد الملك عبدالعزيز وأبناؤه الملوك من بعده ثوابه عند رب كريم لا يُضيع أجر من أحسن عملا.

المصدر : مؤسسة الملك خالد