فضل مكة المكرمة كما جاء في رسالة الحسن البصري

قال الحسن البصري رضى الله عنه : ما أعلم اليوم بلدة على وجه الأرض ترفع فيها الحسنات وأنواع البر كل واحدة منها بمائة الف حسنة ما يرفع بمكة ، وما أعلم بلدة على وجه الأرض لمن صلى ركعة واحدة بمائة الف ركعة غير مكة ، ولا من تصدق بدرهم واحد بمائة الف إلا بمكة ، ولا أعلم بلدة فيها شراب الأبرار ومصلى الأخيار إلا مكة – أي شرب زمزم والصلاة في الحجر – ولا أعلم بلدة يصلى فيها حيث أمر الله عز وجل إلا بمكة قال تعالى : ( واتخذوا من مقام إبراهيم مصلى ) ولا أعلم على وجه الأرض شيئا ( ) في مسه الخطايا والذنوب كما يحط الورق عن الشجر إلا في مكة وهو استلام الركنين ، قال صلى الله عليه وسلم مسهما يحط الخطايا حطا ، ثم قال : ما أعلم على وجه الأرض بلدة إذا دعا أحد بدعاء أمنت عليه الملائكة إلا بمكة حول البيت الحرام ، ثم ما أعلم بلدة صدر إليها جميع النبين والمرسلين خاصة ما صدر إلى مكة ، ثم ما أعلم في بلدة تغدو إليها الملائكة وتروح في كل لحظة وساعة على صور شتى لا يقطعون ذلك ولا يفترون عنه أي الطواف بالبيت ، ثم ما أعلم على وجه الأرض بقعة يكتب لمن نظر إليها عبادة الدهر وهو النظر إلى الكعبة ولا أعلم بلدة يحشر منها من الأنبياء والأولياء والأبرار والفقهاء والعباد والزهاد والصلحاء من الرجال والنساء ما يحشر من مكة ، ويحشرون آمنين يوم القيامة ، ثم ما اعلم أن شيئا من الجنة في بلدة على وجه الأرض يلتمس إلا بمكة وهو الحجر الأسود ومقام إبراهيم ، وما اعلم أنه ينزل في الدنيا كل يوم رائحة الجنة وروحها ما ينزل بمكة ، ويقال أن ذلك للطائفين