قصائد الأديب : حسن عبدالله قرشي

( 1 )
تـفـتـق عـــن راحتـيـهـا الـصـبـاح
وشعشـع فــي شفتيـهـا القـمـرْ
وأزهت بها الشمس فوق البطاح
وجــن بـهـا اللـيـل حـلــو الـصــور
وفيهـا انجلـى الـحـق للعالمـيـن
وفـــاض الـضـيـاء بـهــا وانـتـشــر
بـهــا كـعـبــة الله طــافــت بــهــا
قـلــوب تـحــن وأزهــــت عــصــر
أيـا جبـل الـنـور كــم ذا شـهـد
تمــن المعـجـزات وكـــم ذا ظـهــر
تحـدث ففـي الغـار شـع اليقـيـن
وقــد تنـطـق الـذكـريـات الـحـجـر
أيــا قـمـة فـــوق هـــام الـخـلـود
سمـت بسناهـا الشـذي العطـر
إذا مــا ارتـقـيـت إلـيــك انـطــوى
بحـسـي الـزمـان وكـــل الـبـصـر
وخـفـفـت وطــئــي أن يـسـتـقـر
أمــا ســار فـيـك نـبــي الـبـشـر
وكــــم تـعـبــد ثــبــت الـجــنــان
يـزيــن مـحـيــاه أســمــى أثــــر
إلــى أن طــل عـلــى الكـائـنـات
كإطـلالـة الفـجـر بـعــد الـسـحـر
أطـــل وفـــي بـردتـيــه الـضـيــاء
ونبـع مـن الـحـق عــذب الـسـور


 

( 2 )

أيُّ فجـرٍ مُـرقـرق فــي شـعـوري
أي ُّ عطـر مرفـرف فـي ضميـري؟
أي هدي ترعى صداه السماوات
شــفــاء لـظـامــىء مسـتـجـيـر؟
أي ذكرى شعت هنا لرسـول الله
دفـــاقـــة الـــشـــذا والــحــبــور؟
إنــهـــا رايـــــة الإلـــــه تــجــلــت
هي بشـرى هـزت جنـان العصـور
فـي يديهـا النعيـم للمـؤمـن الـبـر
وللـجـاحـديـن أعــتــى سـعــيــر!
شاقنـي والسنـا يخضـل جفـنـي
وفــي القـلـوب خـشـيـة للـقـديـر
وبروحـي روافـد الأمــل الضـاحـي
وروحـــــي هـيـمــانــة بـالـعـبـيــر
شاقـنـي مـوكـب الـجـلال تـبـدَّى
فــي ظـــلال التهـلـيـل والتكـبـيـر
برحـاب البـيـت المـقـدس خـفـت
هـتـفـات إلـــى الـعـلـي الـكـبـيـر
كـلـهـم لاجـــىء إلــيــه شــريــد
أرقـــتــــه لـــوافــــح الـتـفــكــيــر
أي وحــي يفـيـض مــلء مـرائـيـه
فـيـجــلــو غـــشـــاوة لـلــضــريــر
سـلـوة المخبتـيـن روح المحبـيـن
نـشــيــد الـمــعــذب الـمـقــهــور
نـفـحــات أيــــان مـنـهــا خــيـــال
عـبـقــري لـشـاعــر مـســحــور؟
طفـت مالـي إلـى سـواك سبيـل
ربِّ فاقبل نجـوى فـؤادي الكسيـر
أنــا يـــارب حـائــر الـخـطـو عـــان
أتــــراءى لــديــك خــيــر مـصــيــر
ربِّ فـامــلأ بـنــور حـبــك قـلـبــي
أرتـشـف كـوثـر الـصـفـاء النـضـيـر