« عند النقا ».. من حارات مكة إلى صوت طلال مداح

تعد أغنية "عند النقا" من الأعمال الشهيرة للفنان طلال مداح وقد لحنها الموسيقار طارق عبدالحكيم. وترجع حكاية الأغنية إلى ابن عنيزة الشاعر محمد الفهد العيسى الذي هاجت أشجانه عندما مر بحارة "النقا" في مكة قبل نحو ستة عقود، وتعلق بها، وشعر كأنه ولد فيها وعاش بين أزقتها وجلس على مقاهيها وتنفس هواءها وشرب ماءها. ليكتب في هذه الحارة المكية التي تقع شمال المسجد الحرام، والتي أزيلت مؤخراً، قصيدته الشهيرة:

عند النقا ويلاه.. ضيعت أنا روحي

يا أهل الحرم بالله.. ردوا علي روحي

يا أهل الشيم والكار.. جيت احتكم ليكم

ليش الهوى الغدار.. ساكن أراضيكم

ولا نصفتوني.. ولا رحمتوني

وأخذها الموسيقار طارق عبدالحكيم صائغ الأغنية الحديثة ويبدع لها لحناً مميزاً أكد من خلاله تميز الثنائية التي كونها مع قصائد العيسى الغنائية. والعيسى أحد الثلاثة الذين جددوا الأغنية السعودية الحديثة، في منتصف القرن الماضي، إلى جانب ابن الطائف طارق عبدالحكيم، وابن مكة المكرمة إبراهيم خفاجي، حيث نقلوا الموروث الشعبي الجماعي الذي يؤدى بأدوات الطرب التقليدية إلى الأداء الفردي بالآلات والمعازف الحديثة والنوتة الموسيقية.

وعاش العيسى توأمة فنية طويلة مع الموسيقار الراحل طارق عبدالحكيم، حيث قدما الكثير من الأعمال التي تعد من نفائس الغناء السعودي القديم والحديث، ومن أبرزها أغنيات "أسمر عبر، لك عرش وسط العين، محبوبي اليوم أشجاني، قال الفهد يا عين، عند النقا ويلاه، أنا وحدي، حبيبي في روابي شهار، أول مرة أعرف اسمي، فين يا محبوبي، مستحلفك يا زين، يا ليتني ما هويتك، حبيب تاني" إلى جانب مجموعة من الأناشيد منها نشيد نسور الإسلام، ونشيد سلاح المظلات.

المصدر : حسين الحربي | جريدة الرياض