قصائد الشاعر : مصطفى زقزوق

حرمة البيت العتيق

قف بالطوافِ على الخطيئة نادما
واخضع لربك خاشعاً مستسلمـا
وأمـام هــذا البـيـتِ كــنْ متـأدبـا
تجـد العنايـةَ والسـلامـةَ مغنـمـا
واشـرب دواء الــداءِ مــاءً شافـيـاً
مـا زالَ زمــزمُ للمـواجـعِ بلسـمـا
مـن جـاءَ مكـةَ خشـيـةً ومهـابـةً
ويلحُّ في طلبِ الرضا مسترحمـا
فالله ذو فـضــلٍ وصـاحــبُ مِــنَّــةٍ
سبحـانـهُ يُعـطـي ويَعـفـو دائـمـا
فمـن اتـقـاهُ وخــاضَ فــي آلائِــه
عــاشَ الحـيـاة مُكـرّمـاً ومُنـعّـمـا
ولكـلِّ معتـصـمٍ بــه فــي رحـمـةٍ
ويفوزُ بالحُسنى لـهُ مـن أسلمـا
ثـم الـصـلاةُ عـلـى النـبـي وآلــهِ
تِعـدادِ مـن صلـى عليـه وسلـمـا

... ... ... ...

أمُ القرَى

هـــو الـحــبُّ مـــن "أمِّ الــقــرى"
تطـوف بـه الأنسـام حينـاً وتنشـدُ
وتَـشْـهــد أن الــلّــه لا ربَّ غــيــره
علـى منكريـه. والـرسـولُ محـمّـدُ
أقــام بـأمــر الله نـهـجـاً وشـرعــةً
محجَّـتـه البيـضـاءً تصـفـو وتـرشـدُ
لـكَـمْ دكَّ أنــفَ الكبـريـاءِ بسيـفِـه
فلا الشركُ منصوباً ولا اللاتُ تُعبـدُ
وحين ارتقى السبعَ الطباقَ تحفُّهُ
مـلائـكُ مــن نــور. وقـلـبٌ مـوحِّـدُ
رأى مــا رأى مــن آيـــةٍ قـدسـيـةٍ
فمـا زاغ منـه الطـرف والله يشهـدُ
فـأرسـلـه فـيـنـا نــذيــراً وهــاديــاً
بـلـى أنــه فيـنـا رســـولٌ وسـيِّــدُ
وأحمـد فيـنـا طـيـبٌ مــن سـلالَـةٍ
لها في قديمِ المجْد فضلٌ وسؤددُ
شهدنـا ومــا زلـنـا بنـفـس قـريـرةٍ
نـرى الدِيـن حـقـاً والـظـلام يُـبَـدَّدُ
يطـوف عـلـى أرجائـنـا كــل وافــدٍ
وكـل الـذي يرجـو النِـجـادة يُنْـجَـدُ
أقمنـا بهـذا البيـت مـا بـيـن عـابـدٍ
وآخـــر بـالـذكــر الـمـجـيـدِ يُــــردِّدُ
وللـقـربِ أسـبـابٌ نـعــبُّ معيـنـهـا
كؤوساً مـن التقـوى وشهـداً يُبـرَّدُ
تـسـبِّــح لــلّــه الـقـلــوبُ وإنَّــهـــا
لهـا عنـد بــاب الـلّـه حــظٌّ ومـوعـدُ
نفـوز مـن البيـت الـحـرام برحـمـةٍ
فَمنْ غيرنـا يحظـى بهـذا ويَسعـدُ
هنيئـاً وهـذا الـحـب نـبـعُ صفائـنـا
فطوبى لأهل الأرض شِربٌ ومـوردُ
وأيـامـنــا خــيــرٌ وأمــــنٌ لـخـائــفٍ
فلا الجوع يلقانا ولا الشـر يُحشـدُ
فلا ظلـمَ بعـد اليـوم مـا دامَ بيننـا
وفينـا كـتـاب الـلّـه بالـعـدل يُقـصـدُ
مـحـاذرةً فالـمـوت ومـضــةُ بـــارقٍ
إذا هان بين الناس والموت يَحصدُ
هنالك تُجزى كـل نفـس حسابَهـا
فـإمَّــا نـعـيــمٌ أو عــــذابٌ مُــؤكَّــدُ
لـكـل مـسـيءٍ بينـنـا مــن نهـايـةٍ
يـوسِّـدُه العـفـو الجمـيـل الـمـؤبـدُ
فيـارب لا تهتـكْ لـنـا سـتَـر عــورةٍ
فـإنــا لـهــذا الـكـشـف لا نَتـجَـلَّـدُ
وهـيِّءْ لـنـا بالعـفـو مـنـكَ عنـايـةً
فحـاشـا لأبــواب العـنـايـة تُـوصــدُ
ويـا رب فاغفـر مـا يكـون وحسبنـا
رضــــاك. فــإنــا لا نُــــرد ونُــطــرَدُ
وأهلاً بأهل الفقـه مـا طـاف وافـدٌ
ومــا لاذ بالبـيـت المـحـرم سُـجّـدُ
فيجمـعـنـا ربــــي بـأفـيــاء جــنــةٍ
ونـفـرح بالحسـنـى ومـجـدٍ يُخَـلَّـدُ
فتنشر فينا الحـورُ إحسـان منعـمٍ
كـأنـي بــه درٌّ ومـسـكٌ وعَسْـجـدُ
يـذود الكـرى هــذا المـقـام وإنَّـهـا
نسـائـمُ تسـعـى لـلأنــام وتُـوفــدُ
وأول مــا نـهــدي صـــلاةً ودعـــوةً
مــبــاركــةً مـــدرارهـــا يــتــجــددُ
وآخــر دعـوانــا أن الـحـمـد،ربـنــا
تقـبَّـلَ مِـنَّــا مـــا يـلـيـقُ ويُـحـمـدُ