(باعـارمة) .. عميد مهندسي السيّارات
يشــرّفني أن أكتب اليوم عن واحـد من أقدم وأشهر ميكانيكيي الســيارات في مكة المكرمة .. وهو مضرب المثل عند قدامى أهل مكة فيقال : (جاي تســوّي لي فيهـا باعـارمه ) .. ( ودّيها لباعارمه وانساها) ..
مـن هــو >> ؟؟
هو : عبد اللّه بن سـالم بن أحمـد المردوف باعـارمه .. المولود في حضـرموت عام 1352هـ ..
جـاء إلى مكة وعمره سـبعة أعوام مع والده .. وأدخلـه والده عند الخطـّـاط ليعلـّمه الكتابة وبعض الحسـاب (وهذا أقصـى مايتمنّـاه الكثير من الآباء لأبناءهم في ذلك الزمان) .. لم يواصـل دراســته .. وبقي أمّـيّاً .. فالتحق للعمل خادماً في بعض بيوت أهل مكة المقتدرين والذين كانوا يحبّون أبناء الحضـارم لما يتمتّعون به من أمانة وحرص على أداء أعمالهم بكلّ طاعة واعتماديّة وصون أسرار البيوت ..
تنقــّل في عمله من بيت لآخر براتب بدأ بســتين ريلاً في الســنة حتى بلغ 150ريالاً .. ثم كتب اللّه له أن يعمل لدى عـائلة خميس نصـّــار ( وهو رجل أتى من فلسـطين إلى مكـة المكرّمة مع أسـرته وكان على علم بقيادة السـيّارات وصـيانتها في ذلك الزمـان .. وكان في أوائل أيّـام حكم الملك عبد العزيز للحجاز .. وقد بلغه بأن بن ســليمان وزير المالية يشكوا من تسـلّط وسطو قطـّـاع الطرق من البدو على الإرسـاليّات الماليّة من الحجاز إلى نجـد .. فتعهد خميس نصـّـار بحل هذه المشكلة بأن وافق ابن سليمان بتأمين عدد من السـيّارات .. وقام خميس نصـار بعمل فتحات في كنداسات السيارات وووضع لهـا طـبّة يمكن فتحهـا .. حتى إذا أصــبح في منطقة قطـّـاع الطرق أوقفوا السيارات وفتحوا الكنداسـات فأصبح صوت السـيّارات قويّا أجفل الجمال وأفزع الرجـال وهربوا فوق الرمال .. يظنون أن عبد العزيز أرسل إليهم جيشاً من الإنس والجن .. ) فكانت هذه القصـة وهذا التصـرّف سبباً بأن يقرّبه عبد العزيز ويقول له اطلب واتمنى .. فطلب أن يفتح أكبر ورشـة في ذلك الزمان وهي (ورشة خميس نصّـار) لإصلاح سيارات الحكومة والأعيان .. وكانت الورشة المذكور في نفس مكن ورشة شـركة التوفيق للسيارات(حاليّا) وبجوار أحد أبوابها يقع حاليّا محل الكبدة والتقاطيع على الطريق من الزاهر إلى البيبان ..
ثم انتقلت الورشـة إلى يمين النازل من طريق أبي لهب بينه وبين مكان بيع زينات السيّارات في لأبي لهب .. وهو الآن على ما أعتقد أصبح ســاحة فارغة تطل على الطريق الرئيس الموصل من البيبان إلى الزّاهر ..
عمل عبداللّه باعارمه في بيت خميس نصـّـار .. وعندما أصبح عمره أربعة عشر عاماً تعلّم قيادة السيارات .. وقد أحبّه أهل بيت خميس نصـار فأراد أن يجعله ســائقاً خاصـاً للبيت .. ولكـن عبداللّه باعـارمه رغـب في العمل في الورشــة في صيانة السـيّارات وهو ابن خمسة عشر عاماً .. فكانت بداية انطلاقته مع ميكانيكا الســيّارات .. ثم انتقل للعمل مع شركة صدقة وسراج كعكي للسـيّارات عندما آلت لهم ورشة خميس نصــّار .. فانتقل خميس نصار إلى الموقع الآخر المذكور آنفــاً ..
بعـد أقل من أربعة أعوام .. فتح عبداللّه باعارمه ورشــته الخاصـّـة به في حي أبي لهب ثم في ريع الكحل عام 1370هـ بعـد أن تزوّج من أم محمد ( أمدّها اللّه بالصحة والعافية وحسن الخاتمة ) وقـد حصـل على الجنسية السعودية .. فأصــبحت ورشــته واحـدة من أشهر أماكن إصلاح السـيّارات .. وكان له عملاء من كافة أنحـاء المملكة خاصـة من المنطقة الوسـطى الذى كان يأتي بعضهم إلى مكة أثناء موسم الحج أو الرجبيّة باللّواري ( الشاحنات) أو الأتوبيسـات ليصلح سـيّارته ومعه ماكينة أخرى إضافيّة يقوم بإصلاحها عند باعـارمه ويأخذها معه .. وكان نقيب المهندسين في ذلك الوقت رجل يُدعى أحمد أبو الرّويس (رحمه اللّه) .. وذاعت شـهرة باعارمه حتى أصبح مرجعاً لكل ميكانيكيي المنطقة وإدارة شرطة ومرور مكة لحل الكثير من المعضلات الفنيّة المسـتعصيّة المتعلّقة بالســيّارات ..
طلب منه الشيخ صدقة كعكي رحمه اللّه بأن يسـتلم ورشة السيّارات الخاصة بشركة التوفيق فأصبح رئيس المهندسين ونائب مدير عام الشركة للشئون الفنية وقدعاصر إثنين من المدراء هم (محمد علي داغستاني و أحمد الشـعيبي ) يرحمهمـا اللّه .. وبقي في التوفيق من عـام 1387هـ وحتى 1400هـ إلى أن تقـاعد .. وقد أوكل بمهام ورشته في ريع الكحل إلى أخيه أحمد سـالم باعـارمه .. ثم انتقلت الورشـة إلى الشـهداء ثم إلى مجمع الورش في الشهداء بجوار السـجن .. وأصــبحت عدة ورش لآل باعـارمه بأسماء كثير .. منهـا ورشة أحمد سالم باعارمة وورشة حسن عبداللّه باعارمة .. وورشــة مروان علي سالم باعـارمة .. إلخ
تعلّم على يده كل الميكانيكيين من آل باعارمه وهم أخويه أحمد سـالم باعارمه .. وعلي سـالم باعارمه .. وكذلك ناصر عوض باعارمه .. وعوض مبارك باعارمه .. وأحمد مبارك باعارمه .. وعمر مبارك باعارمه .. وإبنه حسـن عبداللّه باعارمه ( وهو خرّيج جامعة أم القرى / بكالوريوس صحافة وإعلام ) ولديه ورشه بإسمه يعمل بها بنفسـه وترك الشهادة الجامعيّة ..
أبنــاءه : محمــد ( عمل إدارياً في عدة شـركات وطنية وأجنبيّة ومتقـاعد من إحدى شركات سـابك ومقيم في الجبيل الصناعيّة ) .. وحســن (ميكانيكي سيّارات) .. وكان له ولد أكبر من حسـن إسـمه صــالح وكان يعمل في الهيئة الملكيّة في ينبع أسـتاذ لغة إنجليزيّة .. توفــّـاه اللّه في حادث مروري في رابغ عام 1407هـ
بناته : نـور ( وهي أم وليـد وزوجة الميكانيكي/ أحمد مبارك باعارمه ) .. ونـادية ( وهي أم عـدي وزوجة / مرعي أحمد كرسوع الموظف بالإدارة الهندسية بالهيئة الملكية في ينبع الصناعيّة .. وتعمل معلّمة لغة انجليزيّة في إحدى مدارس الهيئة في ينبع ) ..
أســأل اللّه لي ولكم ولوالدينــا الجـنة دار القـرار ..
موضوع خاص بموقع قبلة الدنيا ..من اعداد /محمد عبدالله باعارمة (ابواصيل )
مـن هــو >> ؟؟
هو : عبد اللّه بن سـالم بن أحمـد المردوف باعـارمه .. المولود في حضـرموت عام 1352هـ ..
جـاء إلى مكة وعمره سـبعة أعوام مع والده .. وأدخلـه والده عند الخطـّـاط ليعلـّمه الكتابة وبعض الحسـاب (وهذا أقصـى مايتمنّـاه الكثير من الآباء لأبناءهم في ذلك الزمان) .. لم يواصـل دراســته .. وبقي أمّـيّاً .. فالتحق للعمل خادماً في بعض بيوت أهل مكة المقتدرين والذين كانوا يحبّون أبناء الحضـارم لما يتمتّعون به من أمانة وحرص على أداء أعمالهم بكلّ طاعة واعتماديّة وصون أسرار البيوت ..
تنقــّل في عمله من بيت لآخر براتب بدأ بســتين ريلاً في الســنة حتى بلغ 150ريالاً .. ثم كتب اللّه له أن يعمل لدى عـائلة خميس نصـّــار ( وهو رجل أتى من فلسـطين إلى مكـة المكرّمة مع أسـرته وكان على علم بقيادة السـيّارات وصـيانتها في ذلك الزمـان .. وكان في أوائل أيّـام حكم الملك عبد العزيز للحجاز .. وقد بلغه بأن بن ســليمان وزير المالية يشكوا من تسـلّط وسطو قطـّـاع الطرق من البدو على الإرسـاليّات الماليّة من الحجاز إلى نجـد .. فتعهد خميس نصـّـار بحل هذه المشكلة بأن وافق ابن سليمان بتأمين عدد من السـيّارات .. وقام خميس نصـار بعمل فتحات في كنداسات السيارات وووضع لهـا طـبّة يمكن فتحهـا .. حتى إذا أصــبح في منطقة قطـّـاع الطرق أوقفوا السيارات وفتحوا الكنداسـات فأصبح صوت السـيّارات قويّا أجفل الجمال وأفزع الرجـال وهربوا فوق الرمال .. يظنون أن عبد العزيز أرسل إليهم جيشاً من الإنس والجن .. ) فكانت هذه القصـة وهذا التصـرّف سبباً بأن يقرّبه عبد العزيز ويقول له اطلب واتمنى .. فطلب أن يفتح أكبر ورشـة في ذلك الزمان وهي (ورشة خميس نصّـار) لإصلاح سيارات الحكومة والأعيان .. وكانت الورشة المذكور في نفس مكن ورشة شـركة التوفيق للسيارات(حاليّا) وبجوار أحد أبوابها يقع حاليّا محل الكبدة والتقاطيع على الطريق من الزاهر إلى البيبان ..
ثم انتقلت الورشـة إلى يمين النازل من طريق أبي لهب بينه وبين مكان بيع زينات السيّارات في لأبي لهب .. وهو الآن على ما أعتقد أصبح ســاحة فارغة تطل على الطريق الرئيس الموصل من البيبان إلى الزّاهر ..
عمل عبداللّه باعارمه في بيت خميس نصـّـار .. وعندما أصبح عمره أربعة عشر عاماً تعلّم قيادة السيارات .. وقد أحبّه أهل بيت خميس نصـار فأراد أن يجعله ســائقاً خاصـاً للبيت .. ولكـن عبداللّه باعـارمه رغـب في العمل في الورشــة في صيانة السـيّارات وهو ابن خمسة عشر عاماً .. فكانت بداية انطلاقته مع ميكانيكا الســيّارات .. ثم انتقل للعمل مع شركة صدقة وسراج كعكي للسـيّارات عندما آلت لهم ورشة خميس نصــّار .. فانتقل خميس نصار إلى الموقع الآخر المذكور آنفــاً ..
بعـد أقل من أربعة أعوام .. فتح عبداللّه باعارمه ورشــته الخاصـّـة به في حي أبي لهب ثم في ريع الكحل عام 1370هـ بعـد أن تزوّج من أم محمد ( أمدّها اللّه بالصحة والعافية وحسن الخاتمة ) وقـد حصـل على الجنسية السعودية .. فأصــبحت ورشــته واحـدة من أشهر أماكن إصلاح السـيّارات .. وكان له عملاء من كافة أنحـاء المملكة خاصـة من المنطقة الوسـطى الذى كان يأتي بعضهم إلى مكة أثناء موسم الحج أو الرجبيّة باللّواري ( الشاحنات) أو الأتوبيسـات ليصلح سـيّارته ومعه ماكينة أخرى إضافيّة يقوم بإصلاحها عند باعـارمه ويأخذها معه .. وكان نقيب المهندسين في ذلك الوقت رجل يُدعى أحمد أبو الرّويس (رحمه اللّه) .. وذاعت شـهرة باعارمه حتى أصبح مرجعاً لكل ميكانيكيي المنطقة وإدارة شرطة ومرور مكة لحل الكثير من المعضلات الفنيّة المسـتعصيّة المتعلّقة بالســيّارات ..
طلب منه الشيخ صدقة كعكي رحمه اللّه بأن يسـتلم ورشة السيّارات الخاصة بشركة التوفيق فأصبح رئيس المهندسين ونائب مدير عام الشركة للشئون الفنية وقدعاصر إثنين من المدراء هم (محمد علي داغستاني و أحمد الشـعيبي ) يرحمهمـا اللّه .. وبقي في التوفيق من عـام 1387هـ وحتى 1400هـ إلى أن تقـاعد .. وقد أوكل بمهام ورشته في ريع الكحل إلى أخيه أحمد سـالم باعـارمه .. ثم انتقلت الورشـة إلى الشـهداء ثم إلى مجمع الورش في الشهداء بجوار السـجن .. وأصــبحت عدة ورش لآل باعـارمه بأسماء كثير .. منهـا ورشة أحمد سالم باعارمة وورشة حسن عبداللّه باعارمة .. وورشــة مروان علي سالم باعـارمة .. إلخ
تعلّم على يده كل الميكانيكيين من آل باعارمه وهم أخويه أحمد سـالم باعارمه .. وعلي سـالم باعارمه .. وكذلك ناصر عوض باعارمه .. وعوض مبارك باعارمه .. وأحمد مبارك باعارمه .. وعمر مبارك باعارمه .. وإبنه حسـن عبداللّه باعارمه ( وهو خرّيج جامعة أم القرى / بكالوريوس صحافة وإعلام ) ولديه ورشه بإسمه يعمل بها بنفسـه وترك الشهادة الجامعيّة ..
أبنــاءه : محمــد ( عمل إدارياً في عدة شـركات وطنية وأجنبيّة ومتقـاعد من إحدى شركات سـابك ومقيم في الجبيل الصناعيّة ) .. وحســن (ميكانيكي سيّارات) .. وكان له ولد أكبر من حسـن إسـمه صــالح وكان يعمل في الهيئة الملكيّة في ينبع أسـتاذ لغة إنجليزيّة .. توفــّـاه اللّه في حادث مروري في رابغ عام 1407هـ
بناته : نـور ( وهي أم وليـد وزوجة الميكانيكي/ أحمد مبارك باعارمه ) .. ونـادية ( وهي أم عـدي وزوجة / مرعي أحمد كرسوع الموظف بالإدارة الهندسية بالهيئة الملكية في ينبع الصناعيّة .. وتعمل معلّمة لغة انجليزيّة في إحدى مدارس الهيئة في ينبع ) ..
أســأل اللّه لي ولكم ولوالدينــا الجـنة دار القـرار ..
موضوع خاص بموقع قبلة الدنيا ..من اعداد /محمد عبدالله باعارمة (ابواصيل )
0 تعليقات