حوض البقر - العزيزية
حي العزيزية في مكة عرفت قديما في الزمن النبوي بــــ " المفجر " احدى مفاجر مكة الثلاث .وهي أرض سهلية واسعة تحيط بها جبال الخندمة من جميع أجزائها الا أجزاء ضيقة من جهة ريع صدقي و محبس الجن و دقم الوبر والشيشة .
لذلك كانت تلك المنطقة مهجورة من السكنى حتى وقت قريب رغم قربها من مشعر منى ومزدلفة . شهر تلك المنطقة مرور عين زبيدة فيها من دقم الوبر فالعزيزية الشمالية فريع صدقي فمحبس الجن آخر نقطة لمجرى عين زبيدة في مكة . وكان بها أحواض لمواشي من الابل والبقر والغنم والاحصنة وغيرها خصصة من قبل عين زبيدة تبدأ من المعابدة فالشيشة فالعزيزية . كما خصص بها مشارب لاستهلاك الادمي من الحجاج واهل مكة شرفها الله . لذلك عرفت بحوض البقر لكثرة شرب البقر من الماء وكثرته فيها وكان يطلق عليها ايضا بالمعابدة .
لم يكن يرغب في السكنى فيها لصعوبة تجاوز الجبال التي تفصل المنطقة عن مكة والمسجد الحرام حتى مجئ العهد السعودي الذي خططت فيه العزيزية واطلق عليها العزيزية نسبة الى الملك عبدالعزيز رحمه الله .
والمنطقة خططت زمن الملك سعود رحمه لله وبنيت الانفاق منذ زمن الملك خالد رحمه الله على يد أمين العاصمة المقدسة عبدالله عريف رحمه الله رائد الانفاق والميادين بمكة .
لحي العزيزية أماكن تدخل في مسماه :
1. ريع صدقي : والريع الطريق بين جبليين متقاربيين وهي من اهم مناطق العزيزية منذ القدم فهي تقع على منخفض جبل الصابح أو منى اليماني - الجبل الذي فوقه قصر الضيافة الملكية - وشارعه يوصل الى منطقة الجمرات وسمي بصدقي نسبة الى الاديب ابراهيم صدقي حيث كان بيته فوق طلعة هذا الريع وصدقي من اصول فلسطينية .
2. محبس الجن : يقع في طريق المسمى بالملك عبدالعزيز أو المسجد الحرام قبل أنفاق العزيزية وجهة طريق المشاة الثابت ان النبي صلى الله عليه وسلم كلم الجن في نخلة اليمانية و الجعرانة و دحلة الجن و الحجون عند مسجد الجن . وتذكر بعض المصادر الغير ثابته أن نبي الله سليمان عليه السلام حبس الجن في هذا المكان والله أعلم . ومحبس الجن كان يوجد أكبر حوض لمياه عين زبيدة وهو نهاية مجرى عين زبيدة التاريخي بمكة .
3. دقم الوبر : وهي نهاية جبل الصابح أو منى اليماني من الشرق احدى حدود مشعر منى واحد أجزاء جبال الخندمة وفي دقم الوبر نهاية جبال الخندمة وهي قريبة من مزدلفة والدقم هو الجبل المنتهي في الارض السهلية والوبر الابل لكثرة الابل عليه . دقم الوبر احدى حدود مزدلفة و مكون لوادي محسر منطقة مهلك أبرهة الاشرم و جيشه - لعنه الله - وكانت تمربها عين زبيدة العظيمة .
والعزيزية أو حوض البقر اذا اطلق يراد به العزيزية الشمالية والجنوبية كانت منطقة جبلية ملتصقة ووعرة حولها ارض منبسطة حتى قيام الطريق الدائري الثالث. تحول هذا الحي من حوض للبقر الى ارقى واجمل احياء مكة المكرمة و نختم بقول المؤرخ العظيم محمد علي المغربي رحمه الله : ( قد أدركت حوض البقر وهو خلاء يهرع بعض الناس إليه في الليالي الشديدة القيظ فينامون فيه التماسا لنسمة هواء باردة , ثم بدأ العمران يدب إليه قليلا قليلا فاكتفوا بتسمية الحوض وأبطلوا البقر , وما لبث أن عمه العمران واتصلت مكة به أو اتصل بها فسمي , العزيزية ) .
المصدر : صفحة صادق العباسي - رحمه الله - على الفيس بوك
0 تعليقات