رثاء في فقيد العلم المؤرخ العلامة الدكتور محمدالحبيب الهيلة | حاتم حسن قاضي

رثاء في فقيد العلم المؤرخ العلامة الدكتور محمدالحبيب الهيلة الزيتوني الأستاذ بجامعة الزيتونة وجامعة أم القرى بعد أن أدركته المنية في باريس يوم الخميس ليلة أول رجب ١٤٤٠ هـ عن عمر يناهز ٨٨ عام رحمه الله وأسكنه فسيح جناته إنه سميع قريب.


خطب عظيم فتَّ في الأعضاءِ
وأثار أحزاني وكدّر مائي

قالوا اختفى بدر أضاء سماءنا
والموت حل بشيخنا المعطاءِ

فقدان هيلة للدموع أسالها
فبكيته والحزن في أحشائي

وتفّطرت حزنًا قلوب أحبةٍ
ففراقهِ من أعظم البلواءِ

و آهٍ على فقدانهِ وفراقهِ
و آه ٍعلى الأخيار والصلحاءِ

يبكيه تاريخ لمكة مثلما  
تبكيه طيبة أجهشت ببكاءِ

بر تقي مخلص متورع
كم جاد في السراء والضراءِ

ذو شيمة ومرؤة وتواضع
وتبتل وشهامة وإباءِ

مهما مدحنا لا نفي بمديحه  
فهو الجدير بهِ بلا إطراءِ

وأحبه الحرمان فضل نازل
من فيض رب منَّ بالإعطاءِ

يُولي عنايته بطلاب له
كي يدرسوا التاريخ باستقصاءِ

ورسائل علمية عن مكة
عن طيبة رمز لكل وفاءِ

واليوم قد رحل الفقيد لربه
وشفيعه طه فذاك رجائي

تاريخ مكة خصّه بعناية
خدماته مرئية للرائي

في حقل تاريخ كبحر زاخر
أو كالسحاب محمل بالماءِ

ومع تخصصه بتاريخ له
أيضًا مشاركة مع الفقهاءِ
   
حقق فتاوى للبرزلي وفقهه
وله اجتهاد حاز كل ثناءِ

هو عمدة التاريخ معروف به
ورجاحة للعقل والعقلاءِ

وله مع التحقيق دور بارز
هذي النصوص بكته في الأنحاءِ

قد حل في البلد الأمين وطيبة
حاز الجوار بها مع الفضلاءِ

يارب الحقه بهم في جنةٍ
اسكنه قصراً واسع الأرجاءِ

وإلى العفيفة زوجهِ وعيالهِ
والأهل والإخوان كل عزائي

وأقول للشيخ الحبيب فقيدنا
أبشر بنيل منازل الشهداءِ

ثم الصلاة على الحبيب المصطفى
طه المعظّم أعظم الشفعاءِ

والآل والأصحاب ماحجَّ الورى
يرجون مولاهم جزيل عطاءِ


 

كتبها راجي عفو ربه : حاتم حسن قاضي
مكة المكرمة ٢ رجب ١٤٤٠ هجري