كتاب "في ظلال الحرمين" | محمد كامل حتّه

كتاب "في ظلال الحرمين"، محمد كامل حتّه، الناشر دار المعارف، القاهرة، ١٩٧٨م.
أدّى المؤلّف محمد كامل حتّه الحج في الأعوام الهجرية ١٣٧١ و ١٣٧٣ و ١٣٧٥ و ١٣٩٢، مسجّلاً ذكرياته عن هذه الحجّات الأربع في كتابه "في ظلال الحرمين"، موضّحاً أن تبقى كل حجّة على الصورة التي دوّنها في حينه، "لتكون صورة أمينة في التعبير عن انطباعاتي ودراساتي في ذلك الحين، ولتبدو من خلال تتابع هذه الصور في كل رحلة حركة التاريخ وانطلاقة الحياة وتطوّر المجتمع على أرض المعجزات". 

استهل المؤلّف كتابه بالحديث عن فقه المناسك، تلاه بالتعريف الشامل بالمملكة العربية السعودية، ثم انتقل إلى التفاصيل الكاملة لحجّاته الأربع منفصلة عن بعضها البعض، شارحاً كل ما شاهده ورآه في مكة المكرمة والمشاعر المقدسة والمدينة المنورة وجدة، وغيرها من مدن ومواقع ومشاريع زارها وتجوّل فيها. وحرص المؤلّف على أن تكون مصادر معلوماته ليس موثوق بها فحسب، بل ويصعب الحصول عليها في نفس الوقت. لذا نال ما تمنّى وحظي بالجلوس والاستماع إلى الملك سعود بن عبدالعزيز في منى وجدة والرياض، علاوة على عشرات المسؤولين المدنيين والعسكريين في كل من مكة المكرمة والمدينة المنورة والرياض وجدة والطائف.
ولما كان الحج هاجسه الأوّل، اتّسمت لقاءاته بالمسؤولين عن إدارته وخدماته وتسهيلاته وما يواجهوه من صعاب وعقبات وتحديّات، بالحنكة والدقة. ولعلّ رد أمين العاصمة الأستاذ عبدالله عريف دليلاً كافياً على مواصفات أسئلة المؤلّف: "إنّ الأمانة تقوم بالتفتيش على منازل المطوّفين للتأكد من التزام التعليمات بعدد الحجّاج في كل غرفة وتوفير المرافق الصحيّة والمواد المطهّرة، ومراقبة عدم الطبخ داخل حجرات النوم وتحديد مكان مخصص لذلك. كما تقوم أمانة العاصمة بالتعاون مع وزارة الصحة بمراقبة الأغذية والمشروبات التي تقدّم للحجّاج في الفنادق والمطاعم والمقاهي، لوقاية الحجّاج من الأمراض المعدية والطفيلية والتسمم الغذائي وللمحافظة على القيم الغذائية ومراقبة الأوزان والأسعار". 

وأخيراً يتّضح من مقارنة الحجّات الأربع ببعضها البعض في إطار البعد الزمني والتحسين والتطوير وتذليل الصعاب إلى إزالة بعضها الشيء الكثير، وبالذات فيما يتعلّق بالطرق ووسائل النقل والاتصالات والإسكان ومياه الشرب النقيّة، بل وحتى نزول الحجّاج من البواخر إلى أرصفة الميناء مباشرة - وهو ما كان في الماضي حلماً يستحيل تصديقه.


بقلم : المطوف الدكتور عبد المجيد داغستاني .