الكعبة الزهراء .. بدوي الجبل

بنورٍ على أم القــرى وبطيبِ 
غسلت فؤادي من أسى ولهيب

لثمت الثرى سبعاً وكحلت مقلتي 
بحسن كأسرار السماء مهيب

وأمسكت قلبي لا يطير إلى (منى)
بأعبائه من لهفة ووجيب

فيا مهجتي : وادي الأمين محمدٍ 
خصيب الهدى : والزرع غير خصيب

هنا الكعبة الزهراء . والوحي والشذا 
هنا النور . فافني في هواه وذوبي

ويا مهجتي بين الحطيم وزمرم
تركت دموعي شافعاً لذنوبي

وفي الكعبة الزهراء زينتُ لوعتي
وعطر أبواب السماء نحيبي

مواكب كالأمواج، عجّ دعاؤها
ونار الضحى حمراء ذات شبوب

ورددت الصحراء شرقاً ومغرباً
صدى نغم من لوعةٍ ورتوب

تلاقوا عليها، من غني ومعدم 
ومن صبية زغب الجناح وشيب

نظائرُ فيها : بردهم برد محرم
يضوعُ شذا : والقلب قلبُ منيبِ

أناخوا الذنوب المثقلات لواغباً 
بأفيح – من عفو الإله – رحيب

أرى بخيال السحب خطو محمد
على مخصبٍ من بيدها وجديب

وسمر خيام مزق الصمت عندها
حماحم خيل بشرت بركوب

وناراً على نجدٍ من الرمل أوقدت
لنجدة محروم وغوث حريب

وتكبيرة في الفجر سالت مع الصبا
نعيم فياف واخضلال سهوب

أشم الرمال السمر في كل حفنة
من الرمل ، دنيا من هوى وطيوب

على كل نجدٍ منه نفحُ ملائك
وفي كل واد منه سر غيوب

توحدت بالصحراء حتى مغيبها
ومشهدها من مشهدي ومغيبي

ومن هذه الصحراء، أنوار مرسل
ورايات منصور . وبدع خطيب

ومن هذه الصحراء، شعر تبرجت
به كل سكرى بالدلال عروب

تعطر في أنغامه ورحيقه
ورياه عطري مبسم وسبيب

ترش النجوم النور فيها ممسكا
فأترع أحلامي وأهرق كوبي

وما أكرم الصحراء .. تصدى .. ونمنمت
لنا برد ظل كالنعيم رطيب


للشاعر : بدوي الجبل