من ذكريات الشيخ عبدالعزيز السليمان



من ذكريات الشيخ عبدالعزيز السليمان : كأحد أبناء مكة المكرمة – شرفها الله – و التى ولدت بها و في دار والدي , و هي الدار التى اشتراها ( وكان هذا البيت يعرف ببيت البوقري ثم بيت جرول ..وبيت الوزير . و لاشك أن هذه الاسماء تدل على البيت و تطوير تاريخه , و كانت عبارة عن ديوان و دور أول و ملحق به بستان و بئر مياه ) من الشيخ أحمد بوقري –رحمه الله – وكان صديقاً للوالد كما اشترى الوالد بواسطة البوقري من ال باخطمة حوش و دكاكين مطلة على طريق جرول و بالقرب من بازان الشيخ محمود و المقبرة المسماه  بإسمه .



بدأ الوالد رحمه الله حوالي عام 1350هـ -  1930م   بإعادة إعمار المبنى و تكبيره على مر السنين وزاد فيه حوالي خمس عمائر تشابكت ببعضها , وكان منها ثلاث عمائر للسكن العائلي , اثنتان مكاتب خاصة بمكتب الوزير في تلك الحقبة .



وفي فتره متقدمة أراد الوالد رحمه الله أن يقدم الدار و البستان سكنا لولي العهد ( الملك ) الأمير سعود , و لكن الملك عبدالعزيز طيب الله ثراه لم يوافق على ذلك و قال بقاء بن سليمان وراحته في مكانه هي مصلحة لنا و لأعمالنا .



و امر ان يبني لسمو ولي العهد قصراً  أمام قصر المعابدة كما استمر الوالد رحمه الله فاشترى ارضاً و دكاكين من الناحية الغربية ثم اعطاها لرفيق عمله في الديوان بالرياض و هو الشيخ ناصر بن دخيل – رحمه الله – و الذي باعها فيما بعد على وزارة المعرف و بها مدرسة حالياً , كما اشترى مقابل هذه الدار في تقاطع جرول و الشارع المؤدي الى الطنطباوي في الركن الجنوبي الغربي أرضا من ال قطب و بنى عليها المسجد الحالي تقبل الله منه .كما اشترى بعض العقارات هو و اخوه حمد بالقرب من بئر طوى بتلك الحارة و أمام بستان " بركة الشريف " .

و الحقيقة ان الذكريات عن هذه الحارة ( جرول ) بالنسبة لي لا تنقطع فقد سكناها و كثير من العائلة و الاصدقاء و المعارف و يطول الشرح و لكن أذكر منهم امثال الشيخ محمد سرور الصبان , الشيخ يوسف ياسين و المشايخ آل مبيريك أمراء رابغ فقد كان لهم ملك بقرب بئر طوى .

و اتذكر القشلة العسكرية و كانت قرب هذه الدار فكنا نسمع أصوات الموسيقى عند كل صباح و مساء أثناء التدريب داخل القشلة او أثناء مرور الطوابير من أمام بيتنا الى الحرم الشريف لأداء التحية العسكرية سواء للمك او نائبه بعد أداء صلاة الجمعة بالمسجد الحرام .

المصدر :  شاهد حضارة 1998 م | الموضوع مشاركة من حسن عبدالعزيز مكاوي | تم النشر في 1439/7/14هـ