التربوي والأستاذ الكابتن : كريم المسفر .. في ذمة الله


انتقل إلي رحمة الله تعالى الأستاذ التربوي :كريم المسفر – أحد منسوبي التعليم بالعاصمة المقدسة – وأحد أشهر لاعبي المنتخب السعودي والفريق الأول لكرة القدم بنادي الوحدة ( سابقًا ) في الثمانينيات الهجرية وصلى على الفقيد في المسجد الحرام -تغمد الله الفقيد بواسع رحمته تعالى - وأسكنه فسيح جناته وألهم أهله وذويه الصبر والسلوان وإنا لله وإنا إليه راجعون .

كان للأستاذ كريم المسفر_ رحمه الله تعالى _ هذا اللقاء السابق معه في جريدة اليوم بتاريخ
29 أكتوبر2013 :


أفضل لاعب وسط في زمانه، قدم للوحدة من الطائف، الدراسة أعادته للوحدة بعد الذهاب للهلال، تحدث بعفوية ومنحنا مساحة من وقته؛ لنخرج بحديثه الشيق، ذلك هو نجم وسط الوحدة في الزمن الجميل عبدالكريم صالح المسفر وإليكم تفاصيل ما دار معه:


عُرفت بكريم المسفر خلاف الاسم الصحيح، وكثيرا من المتابعين لا يعرف سوى اسم الشهرة لذلك نأمل تعريف نفسك على القراء بداية؟

اسمي عبدالكريم صالح المسفر، ولكنى اشتهرت بــ»كريم المسفر» الاسم الذي يطلق علي من قبل زملاء الدرب في ممارسة الكرة واشتهرت به لدرجة أن كثيرا من الناس لا يعرف اسمي الصحيح.

متى بدأت ممارسة كرة القدم وأين كانت البداية؟

أنا مواليد مدينة الطائف عشت طفولتي فيها، بعيدا عن الناس وزحمة مدينة الطائف في شارع البخارية الواقع على وادي ثقيف البعيد عن وسط البلد وبدأت ممارسة الكرة وانا في الصف الثالث الإعدادي ولدت نجما منذ بدايتي كوني املك قدرات تؤهلني للعب مع من يكبرني سنا في ذلك الوقت، وكنا دائما نكسب في كرة القدم وقليلا مانخسر.

ومن تبناك واكتشف موهبتك ليقدمك لعالم كرة القدم وللنجومية؟

كنا نلعب في الحارة على شكل مجموعات فكان عبدالعزيز طويلي ومحمد طويلي أشقاء عبدالله المسئول في مدرسة في الطائف هم من تبنوا المجموعة، وكانت مجموعتنا تمارس الكرة مع بعض، وفي نهاية المطاف تم تسجيلنا كجموعة في نادي «التضامن» والمجموعة الأخرى التحقت بنادي «ثقيف»، وهما الناديان الموجدان في الطائف، والبخارية الذين عشت معهم لديهم عشق بكرة القدم وميولهم بين التضامن وثقيف وكل مجموعة ألحقت بحسب الميول، حتى كنا نلعب في الحارة بطقم كتب عليه أحد من يعشقون الهلال الاسم وكنا نعرف بالحارة بهذا الاسم.

وهل تتذكر المباراة الرسمية الأولى التى لعبتها مع فريقك التضامن وضد من وفي أي ملعب ؟

نعم، بالتأكيد أتذكر جيدا لعبت المباراة الرسمية الأولى في ملعب «ساحة إسلام في مكة المكرمة « وكنا نلعب ضد كل الأندية التى لديها فرق أشبال ولكن المباراة الأولى كانت امام الهلال البحري وانتهت بالتعادل، ثم تعادلنا مع الثغر وكسبنا الوحدة 3/1 لأنه كان دوري لأندية المنطقة، ومباراة الوحدة كانت مباراة عجيبة للمرة الأولى نلعب امام جماهير وبعد المباراة نزل الجمهور في ارض الملعب، وأتذكر جماهير الوحدة جاءت إلى الملعب بسيارة يطلق عليها «ابلاكش» كنا نحيلي الأجسام لكن نملك مهارة تؤهلنا للعب امام من يفوقنا بالبنية.

لكن من المعروف أن نجوم زمان جلهم بزغوا من الأحياء ، وأنت من أي حي بزغ نجمك؟

هذا صحيح، فرغم أن الحواري في ذلك الزمان كانت عبارة عن أزقة ضيقة لكن نمارس كرة القدم في تلك الشوارع الضيقة لذلك إذا لم تكن ماهرا وتملك المهارات الفردية بشكل جيد لا تستطيع اللعب في المساحات الضيقة والأزقة الصغيرة، لذلك فجل اللاعبين برزوا كنجوم يمتلكون مهارات فردية عالية بسبب لعبهم في الأماكن الضيقة، وأنا من حي البخارية بالطائف.

اخترت عرض الوحدة عن الهلال لرغبة الدراسة في مكة،،،، نبيت الليالي مع رئيس النادي في فضاء عرفات بحثا عن نقاء الأجواء،،،، جروح الرجل اليمني علمتنا اللعب بالرجلين،،،، كنت أتقاضى 400 ريال سرا من النادي ومجموع دخلي الشهري 1200 ريال

وكيف تم تكوين فريقكم وأنت قلت إنكم بعيدون عن وسط الطائف؟

الحي الذي اسكن فيه جميع الجيران كانوا يعشقون كرة القدم ليس ذلك فحسب بل كانوا لاعبين ذوي مواهب، فتجمعنا وكونا فريقا وأتذكر الفنان الراحل طلال مداح -عليه رحمة الله- كان أحد اللاعبين في المجموعة، وكنا نحب كرة القدم.

وماذا عن والدك وأهلك هل وجدت معارضة على لعبك للكرة أم وجدت الدعم منهم؟

أنا أتذكر والدي -عليه رحمة الله- كان عندما يسأل أحد من المعارف عني يقول لهم : كريم ولد الكورة لا تسألوني عنه « اذهبوا وابحثوا عنه في ملاعب كرة القدم، كان يعارضني كثيرا لطول وقت ممارسة كرة القدم، ويعتبر لعب الكرة مضيعة للوقت في ذلك الزمان، وكان جميع لاعبي الكرة في ذلك الزمان يعانون من إصابات خصوصا في اصبع القدمين، كوننا نلعب حفاة وعرضة للإصابات، وأكثر الإصابات شيوعا في ذلك الوقت خلع أظفر الاصبع الكبير للقدم وكانت تلزمنا الراحة لأسبوع أو اثنين تحت العلاج البدائي، ثم نعود بعد ذلك ونلعب وكأنه لم يكن شيء وكنا إذا أصبنا في القدم اليمنى نعود ونلعب بالقدم اليسرى لذلك لاعبو زمان جلهم يلعب بالرجلين.

أنت نجم زمانك ولا يشق لك غبار هكذا عرف عنك في ذلك الوقت، لكن أين أنت من المنتخبات؟

عندما بدأت أقدامي تثبت تماما في ملاعب كرة القدم، وأقدم مستويات ملفتة تم تشكيل منتخبات المناطق في ذلك الوقت منتخب مكة ومنتخب الطائف، ومنتخب جده، وتم اختياري في منتخب الطائف وتعاقد المسئولون مع مدرب يتولى تدريبنا مدرب مصري كان يدرب الجيش في الطائف وكان المنتخب يضم نجوم ذلك الوقت، وأتذكر الموسيقار طارق عبدالحكيم وغيرهم، وتم التعاقد مع نفس المدرب لتدريب فرقنا واستطعنا الفوز على الوحدة الذي كان يشكل لنا بعبعا، وفي تلك الفترة ظهر نادي الهلال وبدأ بالتفاوض معي، كما ظهر فريق الوحدة يبحث عن ضمي، أما بالنسبة لمنتخب المملكة فهناك محاولة من مسئول كبير في ذلك الوقت لنقلي للنادي الأهلي وكنت رافض الفكرة وتم حرماني من المنتخب رغم أنني كنت من أفضل لاعبي زماني في الوسط

إلى هنا فهمنا مشوارك، لكن كيف انتقلت للوحدة وهناك عرض من الهلال؟

ماحدد وجهتي الدراسة، وأنا ذهبت للرياض وسجلت في الهلال ولعبت معهم ستة أشهر حققنا خلالها كأس المملكة على أمل أن التحق بالكلية الحربية لكن مدير الكلية رفض تفريغي إلا يوم الإجازة من عصر الخميس إلى عصر الجمعة، وعرضوا علي وظيفة أخرى لكن أشقائي لم يوافقوا فصرفوا النظر عني، لكني عدت إلى مكة عندما التحقت بكلية الشريعة بمكة هنا أصبح على لازما أن العب مكان دراستي حتى لا أتعرض للإيقاف من قبل رعاية الشباب.

وفي أي عام التحقت بالوحدة، ومتى توقفت عن مزاولة الكرة نهائيا ؟

التحقت بالوحدة عام 1386هـ في العصر الذهبي للوحدة والذي حصلنا خلالها على كأس الملك، وكنا من أفضل أندية المملكة خصوصا في تلك البطولة فزنا على جميع الأندية، وفي العام التالي كررنا الإنجاز لكن في المرحلة الأخيرة تم إلغاء الدوري لمشكلة انذاك، وحرمنا من تحقيق بطولة كانت في متناولنا لأننا كنا متصدرين ونبعد كثيرا عن أقرب منافسينا، وبعدها ابتعثت للدراسة لخارج المملكة وبعد العودة لم اعد للملاعب بالشكل السابق وتوقفت عن ممارسة الكرة عام 1394هـ

وهل تتذكر أول مدرب تدربت على يديه في نادي الوحدة؟

مدرب وطني لا أتذكر اسمه، لكن ما أتذكره عن ذلك الرجل الجراءة الكبيرة حيث قام بإبعاد جل النجوم الكبار ولم يبق سوى ثلاثة أو أربعة وكنت أنا ولطفي لبنان الوحيدين من جيلنا من بقى لدعم الخبرة بالشباب، وكنت لله الحمد محافظا ولم أدخن قط في حياتي.

اذكر أسماء من تتذكر من رفاق الدرب في الزمن الجميل في الوحدة ؟

نجوم الجيل الذهبي لكني أتذكر حسن دوش كان يطلق علينا «الجوز» لما نشكله من خطورة وتفاهم وكنا أفضل ثنائي وسط في الوحدة وشكلت الأمر نفسه مع سلطان مناحي في الهلال، ومحمود زرد، وسعيد لبان ومن الطرائف إننا كنا من اجل المحافظة على النفس كنا نذهب مع عبدالله عريف رئيس النادي والمنيعي إلى منطقة عرفة وننام الليل خصوصا قبيل المباريات الهامة لأن الأجواء هناك نقية وبعيدة عن تلوث المدينة، وافتخر عندما يقول الأمير عبدالله الفيصل: أنا اطرب للعب كريم المسفر كما أطرب لام كلثوم حين تغني « وعرض علي سيارة (بي أم دبليو) مقابل النقل للأهلي فرفضت.

وماذا عن الوحدة وماذا قدموا لك في مشوارك حتى تتمسك بهم ؟

أولا: حب جماهير الوحدة بالدنيا ومافيها، وبعدين الوحدة منحوني أرضا، وكنت استلم مبلغ 400 ريال سرا من النادي، ومثلها من الشيخ عبدالله المنيعي، وراتبي في وزارة المعارف 400 ريال والمجموعة 1200 ريال وهناك فرق بين لاعبي زمان ولاعبي الآن، مهاريا ولعبا وحتى الإخلاص، وكنا نحزن للخسارة كثيرا.

وماذا عن الوحدة اليوم ؟

فترة عملي كعضو مجلس الإدارة أسوا فترات حياتي الرياضية، ولم أندم على شيء أكثر من قبولي العمل في الفترة الماضية، ولن أكرر هذا الخطأ بعد ذلك، والوحدة اليوم يمر بظروف تحتاج إلى وقفة الأهالي جميعا، وإعادة هيكلة النادي.

وصلنا للنهاية فهل من إضافة ؟

أشكر صحيفتكم على إعادة تاريخ كاد أن يندثر ونسيه الأجيال، وأتاحت الفرصة لمعرفة أخبار بعضنا كلاعبين قدامى من خلال تسليط الضوء علينا من جديد.