صوت الحجاز : حسين النجار .. رائد تتلمذ على الروّاد


https://f.top4top.net/p_808ztzv01.png

لطالما صدح صوته قبيل الإفطار، وما بين حبات التمر وإقامة الصلاة، تلا دعاء السفر المسجّل على متن مذياع الطائرات، إلى تعليقه في التلفزيون السعودي على أحداث الحرم المكي في 1400 هــ عند دخول جهيمان للحرم المكي وإفشال مخططه، إنه الدكتور حسين محمد يعقوب نجار، من أوائل الإعلاميين والمذيعين السعوديين، والشخصية المحبوبة في أوساط السعوديين، بعد أن أمضوا عقودا طوالا يترنمون بنوتة صوته الشجي عبر الأثير.


السيرة والمسيرة :

اسمه : ولد حسين محمد بن يعقوب نجار.
ولد في مكة المكرمة عام 1363هـ ، الموافق 1944 م , و تلقى تعليمه الأولي فيها، وبعد سنة واحدة فقط في المرحلة المتوسطة انضم إلى معهد المعلمين بمكة في عام 1381هـ الموافق 1961 م كأستاذ لمادة اللغة العربية في نفس المدرسة التي تركها، ولكنه أصر على أن يكمل مسيرته التعليمية، وبذلك أصبح معلمًا نهارا وتلميذا ليلاً في ذات المدرسة، ثم أكمل تعليمه الثانوي والجامعي حتى تخرج من جامعة الملك عبدالعزيز بجدة في تخصص إدارة أعمال، ليكمل تعليمه في جامعة ميسوري بالولايات المتحدة الأمريكية حاصلاً على الماجستير والدكتوراه.
وهو أوّل من حصل على شهادة الدكتوراه في الإذاعه والإعلام بالمملكه العربيه السعوديه عام 1403هـ ، الموافق 1983م.

بدأ العمل الإعلامي منذ أن كان طالبًا في المرحلة الابتدائية، حيث أدرج اسمه كمقدم للحفلات الختامية السنوية التي جرت العادة على تنظيمها سنويا، حتى جاء التحول الكبير في حياة حسين نجار بنهاية 1964 م حين يقدم بعض الفقرات في حفل رياضي في مكة احتفالا بفوز النادي الأهلي، وكان من الحاضرين المعلق الرياضي الشهير زاهد قدسي الذي حرص على أن ينضم نجار إلى فريق الإذاعة وهذا ما حصل في بداية 1965م , حيث استمر في العمل الإعلامي وقدم أول برنامج منوعات عبر إذاعة البرنامج الثاني بعنوان « حدائق منوعة »، ثم قدم عبر سنين عمله العديد من البرامج الثقافية والعلمية والاجتماعية.

تقاعد عن العمل الإداري 2001، ولكنه استمر في العمل الإعلامي كمحاضرا متعاونا مع معهد الإدارة العامة في جدة، وكذلك مع قسم الإعلام بجامعة الملك عبدالعزيز، والمركز العربي للتدريب الإذاعي والتلفزيوني في دمشق، وجهاز إذاعة وتلفزيون الخليج.

يقول الدكتور النجار :

بأن ظهور الإذاعة كان حدثًا كبيرًا استقبله الناس بالاهتمام الشديد ، حيث كانت الحياة بسيطة ومساحة وقت الفراغ في حياة الناس كبيرة ، والأميّة متفشية والصحف نادرة لا يقرأها سوى النخبة من مثقفي المتعلمين فجاء هذا الوافد الجديد بمثابة هدية تحلق حولها هؤلاء البسطاء، ورغم قلة عدد أجهزة المذياع التي كانت كبيرة الحجم لا يملكها إلا سراة القوم يزينون بها مجالسهم ، فقد كانت هذه المجالس تعمر بالراغبين في الاستماع لما يبثه هذا الصندوق الخشبي أيا كان نوع المادة التي يبثها ، ورغم أن الإنصات كان مرهقًا نظرًا لضعف البث والكفاءة المحدودة للأجهزة ، إلا أنهم كانوا يصغون السمع لكل ما يقال من بداية الإرسال إلى آخره ، فقد كان أنيسهم الذي ليس له منافس ، والذي حل محل حكواتي المقاهي الذي ملوا أساطيره ، فالتف الكل حول الراديوحتى أنهم كثيرا ما كانوا يصفقون للمذيع .

ويشير الدكتور النجار إلى أهمية دور المقدم في الإذاعة باعتباره المصدر الوحيد للرسالة الإعلامية ، بعكس التلفزيون الذي يلعب فيه المقدم دورًا مكملاً للصورة ، و أن هذا الوضع ألزمه بأن يعلم نفسه ليتقن عمله ، واستفاد من خبرته كمدرس في تطوير أدائه الإلقائي باستمرار .

إلا أنه لا ينكر الدور الكبير الذي لعبه رواد العمل الإعلامي من الأدباء والمثقفين في مد يد العون له ولزملائه ..

وعلى رأسهم الأساتذة :

محمد حسن عواد وحسين زيدان ومحمد حسن فقي ومحمود عارف وأحمد قنديل وعبد الله عريف , فقد كنا ننهل من معينهم ونستفيد من ثقافتهم الموسوعية فلا يضيقون بكثرة استفساراتنا واستشاراتنا، لذا فإني استشعر الشموخ الكبير أمام هؤلاء الرواد، الذين شجعونا فتحولت الإذاعة إلى خلية نحل من الأدباء والفنانين الذين يبذلون الوقت والجهد حرصًا على إرضاء المستمع.


كتب عنه الدكتور عبدالله المغلوث مقالاً استهله بهذه المقدمة :


" إنه كوب القهوة الوحيد الذي أرتشفه من دون سكر.
إنه الصوت الذي يسافر معنا إلى كل مكان منذ 15 عامًا. و يملؤنا طمأنينة وهو يتلو دعاء السفر بخشوع، على متن طائرات الخطوط
السعودية كلما ربطنا الحزام ورفعت الطائرة أصابعها عن الأرض واتجهت نحو السماء.
إنه الصوت المهيب الذي يأتي في تمام الساعة الثامنة وأربعين دقيقة مساء كل اثنين وأربعاء وخميس على موجات إذاعة البرنامج الثاني.
يعمل 11 ساعة متواصلة منذ 5 عقود دون تبرم، دون أن تفارقه ابتسامته التي تحول ثغره إلى غابة لؤلؤ "
 



من إعداد عضو إدارة محتوى قبلة الدنيا :
ضحى الحرازي
المصادر : صحيفة مكة | صحيفة المرصد | مقالات عن د.حسين النجار .