من أقدم ما قيل في مكة

هذه  قصيدة الجرهمي والبعض ينسبها إلى عمرو بن مضاض وقد  تكون من أقدم ما قيل في مكة

وقائلة والدمع سـكـبٌ مبادر = وقد شرقت بالدمع منها المحاجرُ

كأن لم يكن بالحجون إلى الصفا = أنيسٌ ولم يسمر بمكّة سامرُ
ولم يتربع واسطاً فـجـنوبه = إلى المنحنى من ذي الأراكة حاضرُ
فقلت لها والقلب منّي كأنّما = يُلجـلجـه بين الجـناحين طائر
بلى نحن كنا أهلها فأزالنا = صروف الليالي والجدود العـواثر
وكنا ولاة البيت من بعد نابتٍ  = بعزٍّ فما يحظى لدينا المكاثر
ملكنا فعزّزنا فأعظم بملكنا = فليس لحيٍّ غيرنا ثمَّ فاخر
ألم تنكحوا من خير شخصٍ علمته = فأبناؤه منّا ونحن الأصاهر
فإن تنثن الدنيا علينا بحالها = فإنّ لها حالاً وفيها التشاجر
فأخرجنا منها المليك بقدرةٍ = كذلك ياللناس تجري المقادر
أقول إذا نام الخلي ولم أنم = إذا العرش لا يبعد سهيل وعامر
وبدلت منها أوجهاً لا أحبها = قبائل منها حمير ويحابر
وصرنا أحاديثاً وكنا بغبطةٍ = بذلك عضتنا السنون الغوابر
فسحّت دموع العين تبكي لبلدةٍ = بها حرم أمنٌ وفيها المشاعر
وتبكي لبيتٍ ليس يؤذي حمامه = يظلّ بها أمنا وفيه العصافر
وفيه وحوش لا تُرابُ أنيسةٌ = إذا خرجت منه فليست تغادر