قبلة الدنيا و الألفية الثالثة | بقلم ا.محمود تراوري


مع بداية الألفية الثالثة، ظهرت أولى إفرازات " العولمة" وثورة الاتصالات ، التي تنبأت بها دراسات كثيرة منذ التسعينيات.

كان من الطبيعي جدا لإحدى أقدم حواضر ومدن العالم، أن تواكب هذا الحراك الكوني، فكان " قبلة الدنيا"، وسيلة الكترونية لتأكيد الهوية الثقافية الحضارية لمدينة ، اختارها الله، مهوى أفئدة البشر، تهفو لها قلوبهم في مشارق الأرض ومغاربها، وتخشع لها نفوسهم، فيتمنون زيارتها.

منذ العصور الغابرة ومكة واقعة في ملتقى الطرق التجارية الكبرى ،( رحلة الشتاء والصيف)، وفرضت نفسها بولادة سيد ولد آدم عليه السلام فيها، لتشكل منعطفا في تحولات التاريخ وأحداثه الكبرى، مُذ وقف إبراهيم عليه السلام على احد جبالها ، هاتفا داعيا لأهلها، وباثا سرها الكوني العظيم الذي لم نرتق لدلالاته حتى اللحظة ( واجعل أفئدة من الناس تهوي إليهم ).

على مدى قرابة عقدين و( قبلة الدنيا) يقدم اجتهادا رائعا وخلاقا، لوضع مكة التي شرفها الله في مشهد إلكتروني بديع ، يسعى للتماهي شرفا مع ما خصها الله به من مثابة بيته العظيم ، وما سبق لها من دعوة الخليل إبراهيم .

كثيرا من الامتنان لهذا الموقع الحضاري المعبر عن عظمة المدينة المقدسة ، ومزيدا من الرقي نحو التسجيل والتوثيق، والحفر المعرفي والدراسات العلمية، الموضوعية، عن مدينة زادها الله تعظيما وتكريما ، وشرف كل من انتمى إليها ، مستجيبا لدعوة أبي الأنبياء فكان من " جيران زمزم" .
شكرا أحبتي في " قبلة الدنيا"

محمود تراوري

روائي وكاتب صحفي

تم النشر في 1439/6/18هـ