سلسلة ( هاجر ) | دور المرأة المكية في الحركة الفكرية ( 3 ) أسرة النويري
وتستنبت الأرض الحجازية الخصبة البيوت المكية المتنافسة لمد الأغصان والأوراق المعرفية في بستان العلم والمعرفة ليمتد خارج منطقة الحجاز , وتضيء الأسر المكية كحزم من الضوء , ويسطع شعاع أسرة النويري في سماء مكة .
وينتهي نسب هذه الأسرة إلى عقيل بن أبي طالب التي كانت لها جهود مثمرة في نطاق العلوم الشرعية , وغيرها من العلوم الأخرى , وظلت هذه الأسرة تؤدي دورها العلمي إلى بداية القرن الثالث عشر الهجري , وبذلك تكون هذه الأسرة قد أدت خدمات علمية جليلة نشرت خلالها علم الحديث والفقه والتفسير وغير ذلك من العلوم .
وقد تخصصت أسرة النويري المشهورة في مكة في طلب العلم والتأليف وحظيت بنصيب وافر من المعرفة وعدد أكبر من العلماء
والعالمات عرفوا بحبهم للعلم , وعنوا بهِ كثيراً , ولم يشغلوا أنفسهم في صغائر الأمور وحقيرها , وكانوا لا يُرون إلا في علم وعبادة.
ومن أشهر نسائهم العالمات :
- أم الخير سعيدة ابنة قاضي القضاة أبي العز محمد بن أحمد النويري المولودة في مكة ( 801 - 850 هــ ) التي نهلت العلم في مرحلة مبكرة من والدها , ونبغت واستزادت علمًا وخلقًا , حتى أجاز لها سراج البلقيني , وزين الدين العراقي . نور الدين الهثيمي الحلاوي والسويداوي وغيرهم .
ومنهن أيضًا .. العالمة التي برزت في ساحة العلم والمعرفة وبلغت درجة عالية من العلوم الشرعية , واستطاعت بحرصها أن تحصل على إجازات من علماء العالم الإسلامي من أكثر من خمسين عالماً :
- كمالية ابنة علي بن أحمد بن عبدالعزيز الهاشمي العقيلي النويري ( 782 _ 867 هــ ) , التي أجاز لها العفيف النشاوري وعبدالواحد الصردي , وابن خلدون , والتقي بن حاتم , وابن عرفة وغيرهم .
كما تميزت من أسرة النويري:
-خديجة المسماة بعيدة ابنة عبدالرحمن النويري ( 798 _ 876 هــ )
التي كرست جل حياتها واهتمامها على نهل العلم , فأجاز لها عائشة ابنة عبدالهادي , والبدر البهنسي , والكمال الدميري وأبو هريرة النقاش , وسعد النووي .. وغيرهم .
وتميزت بنشاطها العلمي والديني :
- أم الحسن سعيدة ابنة أحمد بن الكمال أبي الفضل محمد , ففي عام ( 836 هـ / 1435 م ) أجاز لها زين الدين العراقي , ونور الدين الهثيمي , وابن الملقن , وابن الذهبي , والتنوخي , وابن الشيخة .
ومن كبار العالمات في البيت النويري :
- زينب ابنة محمد بن أحمد بن عبدالعزيز ( ت 823 هــ / 1420 م )
التي نهلت من بحر العلم المكي منذ صغرها , وسمعت من الكمال بن حبيب , وأجاز لها نخبة من علماء عصرها وعشقت الترحال , فزارت المدينة المنورة مراراً وحدّثت ببدر شيئًا من مروياتها , واشتهرت بذاكرة قوية حيث حفظت القرآن , وكانت راوية تروي أخبار العرب , وتنشد الأشعار وتستشهد بها .
وتفتخر أسرة بني نويرية بـ :
غصون ابنة النور أبي الحسن علي بن أحمد
المولودة بمكة عام ( 794 هــ / 1450 م ) التي عرفت بأصالتها ومروءتها وعفتها حتى أصبح يشار إليها بالبنان , لما تحمله من علم واسع , وقيم نبيلة , فأجاز لها التنوخي , وابن الشيخة , والبلقيني , والهثيمي , وابن الملقن , ومريم الأذرعية , ولشهرتها الواسعة أصبح العلماء يستمعون إليها ويطلبون إجازتها خاصة السخاوي .
وقد حصل العديد من نساء بني نويرة على إجازات من علماء الحرمين .
المرجع :
بحث للدكتورعائض بن محمد الزهراني
نسقه وأعده للنشرعلى الموقع .. عضو إدارة محتوى قبلة الدنيا :
ضحى الحرازي
0 تعليقات